back to Books

لماذا قوّص "علي الديك"؟

لوريس الراعي

جريدة النهار - 1 تشرين الأول 2014 - السنة 81 - العدد 25497

كنا عام 2009، وقد فلت "الملق" واخذ اطلاق العيارات النارية يصدح قبل الخطب السياسية واثناءها وبعدها. كنا آنذاك ندرب اساتذة في التعليم الثانوي، حيث يطلب من المتدربين عرض ابحاثهم في الصف. المفاجأة جاءت بعدما عرض أحد الاساتذة المعروفين بانتمائهم السياسي بحثه، بأن "ولع" الصف "قواس" (كلاشنيكوف، وأربي جي، وقنابل...)، فما كان مني إلا أن ضحكت بعد أن استوعبت الصدمة، اذ كانت أكثرية الصف قد وضعت على هواتفها تسجيلاً حربياً... ثم تكرّرت الخبرية مع اكثر من استاذ في صفي. وبعد، فاني أسأل: هل حل اطلاق النار الحالي، مكان عادات أخرى، كانت موجودة، قبل أن تصل الينا البواريد؟


بعيداً عن التنظير، لدينا عبارة "دبّ الصوت" وكانوا يبدون الصوت للاعلام عن خطر (سرقة، تعد) او لطلب المعونة (حادثة تستدعي النجدة) او لاستعراض رأسمالهم البشري (عند استقبال وجيه ما) او لاظهار الاهتمام (عرس) أو لاظهار الحزن (مأتم)... وكذلك عبارة "ضرب طبل" او طبل فلان يضرب للبعيد في اشارة الى النفوذ والسلطة.


وهكذا أتت البارودة لتكون مكان الصوت الذي يدبّ والطبل الذي يضرب، والذي كان يتواصل مع اشعال النار على الجبال عندما تطول المسافات... ولكني أتساءل: "طالما ان الوظائف التي شغلتها الاسلحة الفردية استبدلت حالياً، بالتكنولوجيا التي غيرت الكثير من سلوكيات الناس، لماذا تستفحل عادة اطلاق العيارات النارية في المناسبات المختلفة، علماً أنه من المعروف ان التقليد الاجتماعي يذهب الى الفولكلور عندما تلغى وظيفته، وهل ما نراه هو فولكلور فقط؟ أتجاوز هذه الاسئلة لاتوجه الى برنامج "غنيلي تغنيلك"، وأسأل: لماذا قوّص علي الديك "بالجفت" في منحى الترحيب بالضيف؟ ألأن هذا فولكلور؟ أو تقليد اجتماعي؟ أو تمايز فني؟ أو غيره؟


لن أسأل عن الناحية القانونية، ولكني أتساءل عن الاضافة التي شكّلها "ضربا الجفت" الى البرنامج، خصوصاً "أنه يكفينا في لبنان ما فينا"!


وأخيراً، بما أن الاعلان عن الموسم الثالث بدأ، فأني أتمنى اعادة النظر في السلاح الحي، الى بدائل غير حيّة، خصوصاً أن لكل عائلة، وقرية وحي ومدينة قصة لمأساة فرح تتجوّل في لبنان وأكثرية الدول العربية.

لوريس الراعي