حرب فتح الملفات تنفجر مع سجال بين عون وجنبلاط
عرض قوى ضخم في طرابلس ومهرجان حاشد في كفرحزير

الحريري: هم بنك المدينة والكازينو والبينغو و14 شباط

 

 

النهار 17 حزيران 2005

 

فيما كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تعقد آخر جلسة لها وسط أجواء مفعمة بالايجابيات وكانت ثمرتها الموافقة على كل المشاريع الاستثمارية وثناء رئيس الجمهورية اميل لحود على تجربتها واظهار ميقاتي لابرز انجازاتها، وهو اجراء الانتخابات النيابية في اجواء من المنافسة والحياد، بدا الشمال قبل يومين من الجولة الحاسمة والاخيرة للانتخابات في مشهد لم يعرفه سابقا.

 

ذروة التعبئة الشعبية استعدادا لاكبر مواجهة انتخابية الاحد تمثلت مساء امس في احتشاد عشرات الالوف في الباحة المقابلة لمعرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس في المهرجان الذي اقامته "لائحة المصالحة والاصلاح" التي تضم تحالف "تيار المستقبل" و"التكتل الطرابلسي" واركان من "لقاء قرنة شهوان"، في بداية مبارزة وعرض قوى شعبية واستنفار للقواعد الناخبة على نحو قلّ نظيره. واستكمل عرض القوى هذا بمواقف لا تقل حماوة وتصعيدا على ألسنة اقطاب اللائحة ولا سيما منهم النائب المنتخب سعد الحريري الذي يواصل "ادارة" العمليات الانتخابية " بنفسه من طرابلس منذ مطلع الاسبوع الحالي.

 

واستكمل الحريري هجومه الحاد على النظام الامني مخاطبا الجموع المحتشدة تحت عنوان "استعادة لبنان ورفع الوصاية نهائيا عنه"، ان انتخابات الشمال هي "الفرصة الاخيرة، فاما ينتصر الشمال وتنتصر معه معارضة 14 آذار، واما تنتصر مؤامرة عودة النظام الامني والوصاية والفساد". واذ دعا الشماليين الى جعل اصواتهم "خطا للدفاع عن لبنان" قال: لا تتركوا الساحة للانقلابيين الجدد (...) نحن اهل الخير وهم بنك المدينة. نحن حماة الارض وهم الكسارات. نحن النزاهة وهم الكازينو. نحن الكفاءة وهم البينغو. نحن الواح المدارس وهم لوحات السيارات. نحن 14 آذار وهم 14 شباط".

 

المشهد الشعبي هذا الذي لم يتوان النائب محمد الصفدي عن وصفه بـ"التسونامي في مواجهة تهديد طرابلس بالاعصار"، رسم واقع المواجهة الحادة التي تقترب من يوم الاستحقاق اذ ينتظر ان يقيم التحالف المنافس للائحة "الشعب" التي تضم النائب السابق عبد المجيد الرافعي والنائب سليمان فرنجيه، الى العماد ميشال عون مساء اليوم مهرجانا آخر في المكان نفسه.

 

وقد اندلع ليل امس سجال تلفزيوني حاد عقب مداخلة للعماد ميشال عون عبر تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" رد عليها لاحقا النائب وليد جنبلاط.

 

فقد رد عون على ما بعض ما ورد في خطاب سعد الحريري في طرابلس ، فاعتبر ان "اكبر خطأ يرتكبه هو انه يضع كل اللبنانيين الذين لا ينتخبون معه في موقع الجريمة".

 

واضاف انه لا بأس اذا كانت المعركة في الشمال دقيقة وان شاء الله تكون الوسائل دقيقة. ولكن هناك تجييش طائفي ومن يصرف اموالا من اجل الانتخابات لا يصلح الدولة". واشار الى الاتهامات المركزة على الاجهزة الامنية قائلا: الاجهزة الامنية انتهت واصبحت بيدهم وهي تشارك معهم في الشمال وقوى الامن الداخلي واجهزة مخابرات تعمل معهم". وقال: "الحرب الوراثية خلصت فليحكوا عن المستقبل وليربحوا علينا".

 

وكان عون خطب في مهرجان حاشد في كفرحزير في الكورة تساءل فيه: "كيف يصلح الدولة من يصل الى السلطة بالرشوة؟".

 

وفي وقت لاحق رد جنبلاط على عون في سياق مداخلة استهدفت الرد اساسا على احمد كرامي احد اعضاء اللائحة التي يدعمها عون. ووصف جنبلاط عون بانه "شخص تجربته السياسية والعسكرية كلها فاشلة، فليتفضل ويوافق على الطائف وليرفض القرار 1559 وليمش بحماية المقاومة ثم نحكي لاحقا". واضاف: "انه (عون) يتحدث عن الفساد ويتحالف مع رموز الفساد! لماذا نخاف منه؟ الى اين رايحين؟". واعتبر ان معركة الشمال "هي معركة الغاء الطائف ورفيق الحريري (...) خلصنا بقا من الاسطورة والكذبة، وحاجي عاملين عقدة ذنب من التسونامي، فلتفتح كل الملفات من حين كان ميشال عون في صيدا معروف سعد الى اليوم، الى حرب الالغاء. وايا تكن نتائج معركة الشمال نحن موجودون هنا، ولا احد يلغي الثاني، ولا الطائف ولا الثوابت التي بناها رفيق الحريري".

 

في غضون ذلك، نظم تيار "القوات اللبنانية" لقاء انتخابيا في فندق "شباط" في بشري القت فيه السيدة ستريدا جعجع كلمة شددت فيها على اعتبار ان "التحالف الوطني في دائرتي الشمال الاولى والثانية هو تحالف بين اقوياء في ارادة التغيير والتزام عيش مشترك قائم على اسس الحرية والكرامة". ودعت الشماليين الى ان يتذكروا "ان كل ورقة اقتراع تقرّب سمير جعجع خطوة نحو الحرية".