مكتب القانون الدولي والتجاري
والمدني
المحامي رشيد ميشال الضاهر
سفير سابق لدى هيئة الأمم المتحدة
بيروت في 14 شباط 2013
سعادة السفير الأستاذ علي عواض عسيري المحترم
سعادة سفير المملكة العربية
السعودية
أُحييكم زميلي، عاتباً على سعادتكم، لأنكم أخفقتم في
امتحان التجربة، يوم كان الموقف والظرف يفرضان لباقة وتصرفاً أنبل، تجاه قسم كبير
من اللبنانيين، حسب اللياقات، والبروتوكول، والعادات العربية ،إذ كأن عليكم أن
تعتذروا بإسم دولتكم، أو أقله بإسمكم الخاص للبنانيين واللبنانيات، وأخيراً لنيافة
الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، عن عدم لباقة الكاريكاتور السخيف، الذي
نمّ عن قلة إحترام، وبقصد التشهير المرفوض، المُدان، المقيت.
نحن في لبنان نحترم الفن ، ولا يضرّن أحدٌ صوراً لوقائع
ومواقف سياسية، مهما كانت قاسية، إذا كان ذلك عن حسن نية، وإنطباقاً على أفكار
تُعّبر عن قصد الكاتب.
لكن هذه الحالة كانت مختلفة جداً وقبيحة ...
تعيشون في لبنان منذ ثلاث سنوات. هل سمعتم إنتقاداً
لدينكم أو لرجالات الدين من أحد من شعبنا، ولم يعتذر لبنان الرسمي والشعبي من
المسيء إليه والشعب، والحكام؟
طبعاً لا.
خلال هذه السنة، سئِمنا أموراً ولم يتلفّظ مخلوق في
لبنان، منتقداً أو مستهجناً، فما لنا ودينكم، تركناكم وما تؤمنون، وتعبدون، وهذا ما
تعلمناه في قرآنكم الكريم، لأنكم في بلادكم وقوانينكم ودينكم وتعاليمكم
أحرارٌ....ولا نتدخل ...
أترك لحكمتّم قبول أو رفض منطوق رسالتي لكم، وقد كنت من
الأوائل الذين شاطروكم اللقاءات والأفكار والاجتماعات يوم وصلتم إلى لبنان، وكنا
أصدقاء إلى أن دخلَ المتطفلون، فخرّبوا ما بيننا من ود كما دوماً ...
ولم تجمعنا سوى العلم والمعرفة، لأن لا أحد منا كان
يريد شيئاً من الآخر سوى الصداقة وتقوية عرى العلاقات الطيبة بين بلدينا وشعبينا،
كما فعلنا في السابق.
كانت لي صداقات مع كبار الأمراء والقوم في المملكة، فلم
أسمح لنفسي حتى مع الأصدقاء عندكم بحث أمور تتعلق بدينكم وقوانينكم فإذ بي أُسحَق
بالكاريكاتور ضد أحد من عظام بلادي وشعبنا، وهي من المُحرّمات.
المخلص
السفير السابق الشيخ رشيد ميشال الضاهر المحامي.