أنت
هو
بين أنيني في الصلاة و "كركبة" الأفكار
الموبؤة ، سمعتك تهمس في داخلي :" افتحي لي يا ابنتي ، هذا أنا !".
هذا انا !.
و لبرهةٍ تحوّل الضجيج الى سكون ، وتسمّر مارد العالم مكانه لينطرح
خارج داري ؛ " أنا هو " زلزلت الأرض تحت "حوافر" قوّته الفائقة و أسكتت
زئيره الذي طالما أبقاني خلف قضباني خوفاً من انيابه التي لا ترحم
" أنا هو " ردّت اليَّ اعتباري، فسلامي ، فشجاعتي .
نظرتُ الى حبيبي الذي " هو " فكان الحب مِلىءَ فتحة ذراعيه ، ينتظر
قراراي :
أألقي برأسي على صدره ليغمرني أم ابقى سجينة الخوف من انتقام الوحش
المتربّص بي ؟
سبقت الدمعة قراري رغم رفضي لها منذ مدّة ، ولكنّها كانت دمعة طفلٍ وجد
من يبحث عنه ليُشعرَهُ بالأمان .
جثوت على ركبتي و لم اتفوّه ببنت شفه بل لامَسَت شفتيَّ أحشاءه و إذ
بيَدَيه تحيطان بي تجذباني نحوه بكلّ الحب و يلدني بروحه من جديد .
يا لسعادتي ! يا لفرحةِ أعمى أبصر النور بعد " طول" ظلمة .
حبيبي : " أنت هو " من يبعث الحياة في الميت المتحرِّك،
أنت " هو " من يعطي الرجاء لمن لا رجاء لهم ،
أنت " هو" من يهب الحب بالكلّ للكلّ .
أنت " هو " من أريد أن أُخطَبَ له
إلى الأبد. |