back to JD Documents

 

أُناجيك


قبلتك في القربان، فتقبّلني كما أنا، خذني براحتيك، وضُمَّني إلى صدرك.
تَنْسابُ في داخلي انسيابَ العطر مع النسيم، تَمرّ قرب حرّيتي، تجتذبها إليك، فتستسلم لحبّك الشديد، وتنشد:
حبيبي، يا عطر القيامةِ وعبقَ المحبّة،يا حنان قلبي وراحتي. بقيامتك أحيَيْتني، فتَيَقّنتُ أنّك لا تعرف إلاّ الحبّ.
بتُّ أُدرك" أنّك لي وأنا لك"؛ تحبّني فتنصرني على عواطفي...تحبّني كما لم يحبّني أحدٌ. حملت الصّليب الأثقل لتعطني ذاتك.
حبيبي، صوّرتني في حشاك، وتعلم ما فيَّ، "تَعْلَم قعودي وقيامي"، وترغب في قداستي أكثر من ذاتي.
رُبَّ حلمٍ أخذني إلى البحار البعيدة، فخطئت... أبدًا تحمل همّي، وأنا أطير، غيرآبهة. تسامحني، فاستغلّك، أعود إلى حلمي، وأتناسى الكلمات!...
وفي لحظات، تهمس بلطفِ العاشق خوفّا عليّ:
" استيقظي، كدتِ تغرقين، استيقظي حبيبتي!"
فأضحك ذاهلةً: أيُعقل أن تحتملَ أشواكي ولا تتزمّر؟ حتّى الصّديق الصّدوق لا يتحمّل، فالأمّ قد تضجر من رضيعها!
بتُّ أؤمن أنّك تراني فريدةً في عينيك، لا أحد يشبهني، أو يحمل بصمتي!
كم رغِبْتَ في أن أكون الجميلةَ الطّاهرةَ النَّقيّةَ، فأوجدتني، وجنّبتني الحِمْلَ الثّقيل،وتَذَوّقِ مُرّ الصليب!
حبيبي، اجعلني أنظر إليك كما تستحقّ، فلاأستهين بحبّك أبدًا.
اجعلني شاهدةً على قيامتك، ولا تسمح لي أن أجعلك "مِشْجَبَ" نقائصي، أو أداةً لمزاجيّتي.
إجعلني تلك التّلميذةَ الوفيّة المؤمنةَ دون أن ترى، حتّى إذا ما ندهتني " تقدّمي" كما ندهت بطرس، أمشي على الماء وعيناي شاخصتان إلى وجهك الجميل.
أحبّك .


جميلة ضاهر موسى
دعوة: إن أردت أن تطالع هذا الموضوع أو أيّ موضوعٍ آخر، أدعوك كي ترافقني إلى "
نشرة الأحد" من كلّ أسبوع.  ("
نشرة الأحد")

 


جميلة ضاهر موسى

jamileh.daher@hotmail.com