back to JD Documents

 

(رسالة أمّ من السماء إلى كلّ ولدٍ ما زال قلبه ينبض بالحبّ.)

 

رسالة من السماء

 

إستيقظ الليل وضوّى الثريّا,
فُتحت أبواب الجنّة وأمطرت ورود,
ورنين صوت شابه عزف النسيم,
ردّ لي روحي بعد أن بَكَيت الذكرى:
" يا ابنتي قومي إلى الصلاة وابتسمي,
تَعِب الكلّ من صخب النهار
وحارت الأفكار في الهديّة؛
قبلات, تمنّيات, ضحكات ,
ثمّ نامت العيون مطمئنّة,
وعاد كلّ شيء كما كان.
هل العيد في الأرض دون السماء؟
قدّمتِ لي قربان وتبكين الفراق؟
لا تفعليها!...
عيدي هنا لا يننتهي.
عيدي أنغام مجدٍ وتسبيح,
أغنية شكرٍ إلهيّة.
والهديّة؟
فرح وسلام من عمر حبيبي,
وأبناء, لهم في حضن الله مكان.
افتحي ذراعيك والقلب لربّي,
 ناجي واشرِكيني في الدعاء.
لا تبكِ لياليّ الطويلة
ولا جسدي الذي تألّم,
أو ضيقي من ضيق حيلتي؛
كلّها نار محّصت ذَهَب الأمومة,
ومِحَكٌّ نَزَعَ الشوائب عن معدني.
لا تبك يا حبيبتي!
ليكن فرح القداسة فيكِ
واهزئي من التجربة؛
لا تثقلي القلب بالحقد
ولا الفكر بسؤ الظنّ.
عاقلة كوني مزدانة بالحكمة,
ونفسك الحيّةَ ارْوِها من نبع المحبّة.
لا تشيخي على الظلم أو تقبعي في الظلمة,
واحزري المرائي والأنا والغريزة.
إبقِ نقيّة وفي الصدق جليّة؛
نفسك كوني, بالرحمة غنيّة,
ولا تجزعي,
فعيوني ساهرة, ترعى, تصلّي, تُقَدَّسُ بالهديّة.
بنيّتي ابتهجي,
فابنة ملكٍ أنتِ, بالحبّ ختمَ الهويّة."

 
جميلة ضاهر موسى

20 آذار 2009