back to JD Documents

 

 

صوتي من السّماء

   *  يا ابني أدميت القلب منّي بالفراق. كيف لي أن أسند رأسي على وسادةٍ باتتْ تغار منك لِمَا أبكيك!       

يا روح روحي لا تلُمْني إن شهقت. لاتحزن إن تأوّهتُ فأنت من قلبيَ نبضٌ ومن دمي قطرات.

أنت من حَشايَ ولِدتَ وفي حضني كبرت ، فهل شغفي بك أفقدك الكلمات؟!

 يا حبيبي! لا تلُمْني . يداي اشتاقت إلى الوجناتِ... مَن تداعب؟ قل لي!... مَن تلاعب؟ قلها!... لا!

 لاتستطيع اليوم ارتحلتَ. في جوارالآب ملاكًا أنت، تتهادى كالنغماتِ ترشُّ من ندى الطفولة بركاتٍ ...آه ٍ، لا تلُمني.

 أومن بالله وأمامه أخشع. لكنّ ابنه على ابن يائين بكى منه المماتَ فيا ليتنيها اليوم ... يا عمري ، أين النظرات؟!

 

   *  أمّي ، حبيبتي، مملكتي اليوم اكتشفتها، فرحٌ ، لا حزن فيها ولا نادبات، لا تحزني.

لا تحزني يا أجمل روح ٍ غمرتني لحظة ضعفي. امسحي الخدود الحمر من دمع الأسى يا ملاكي...،

 أجول اليوم مع أهل السّماء ...

 حمَلْتِني بالقلب والرّوح . عيناك؟ فتحت على الدنيا ليَ آفاق. خفتِ على جسدي الهزيل، على حلو اللحظاتِ وأكثر...

كم مرّةٍ تألّمتِ، وكم تأمّلتِ عينايَ بنظرةٍ من الغدِ تخشى الممات؟!

 كم مرّةٍ تأبّط قلبك خوفًا: أن تُدّفَن النظرات؟!

لا تخافي حبيبتي. أليوم لك ابنان، وُلِدا للنور بعينايَ افرحي، تهللي!... يا لكرمك يا أجمل الأمّهات!  

 يا لإيمان بيتي يا ملاكي. أصلّي الحبّ فيكِ. على يد والدي أشدّ، فقدرة الله قد ظلّلتكما.

اليوم فاضت خمرتكما المقدّسة في المنازل. اليوم كنتما الرّجاء للقلوب المتحجّرة، والنور للعيون المظلمة.

 اليوم كنتما التعزية الّتي لا تنتهي، كنتما العطاء من غير حساب!...

 جسدي قد غاب عن ناظريكما، وما كان إلاّ إناءً من خزف يحمل روحي. أفرحي وشدّدي أبي المترنّح ألمًا:

 لقد عدت إلى مَن طبعني على كفّه من قبل أن أولد. لقد عدت إلى حيث أعدّ يسوعي ليَ مكانًا بقربه.

 عدت إلى ديار الآب معه أصلّي، أسبّح، أشكرحنانه: أوجدني في حضن ٍ مريميّ، وضعني بين يدين بارّتين أمينتين اسمهما " جانيت وداني"... أحببتكما، وسأحبّكما للأبد. صلّيا معي مع كلّ إشراقة نور، فكثيرون هم الذّين لم يروا نوره بعد.

إبنكما إيلي      

 

 

26 May 2011


جميلة ضاهر موسى

jamileh.daher@hotmail.com