back to JD Documents

 وقفة مع الذات

 

أيها الأنسان، ياصاحب العلم وصانع الحضارة، ياوليد القرن العشرين وابن الواحد الزائد منه، تنظر حولك  فترى نفسك وسط جحيم من نور زائف وبهرجة من أفكار ملونة بألوان المكر والخداع، والظلم وألأستغلال  " الشريف"  بحسب لغة العصر المبَرمَج  بأيدي السوء والمبرمج لحياتك حتى الحميمة منها.

كل يوم تشهد موت ما تبقى منك، وانت غافلٌ غارق في بحره ألهائج ظناً منك أنه هو ذلك الحلم الذي راودك منذ أن نطقتَ بال " واء "  ساعة ما أطلٌيَت على الدنيا .

ولدتَ بالألم وما زلت ولكن أين أنت منه  ؟!

العالمُ سلب منك حتى الجرأة على التفكير به ، إذ أدخلك في سُباته العميق فصيٌرك عقارب ساعته الممكننة، تقرع أجراسك عندما يأمرك، فتشتُم وتحطٌم وتقلب المقاييس ثم تهشٌم الآخر وتسلبه فرحة العيد، ترمي به ولا تجرؤ على التفكير حتى في نظرة عينيه، ربما ستكون مطالَباً بالأعتذار،

 وكيف ؟!

 أأعتذر  ؟  أنا ؟

وما همٌ ما قلته أو ما فعلته ؟

ومن يكون هو ؟

ألف سؤال وسؤال يصحبُ قلبك وتفكيرك ، أسئلةَ تبرير لما فعلت فتعودُ لا تسمع صوت الله في داخلك، وتبدأ بالموت .

أوَ تعتقد أن " الوجع"  في سرطان الجسد أو برص الأعضاء ..؟!

ربما تجهل أن الضفدع يفرح بألماء ألدافئ على ألنار و " يبرطع " فيه مسروراً كلٌما علت الدرجة حتى الغليان فيموت وهو لا يدري أنه كان يرقص ويقفز فرحاً في بحر موته .

 ألا ترى إلاٌ في مرآة ذاتك؟

مدٌ ظفرك ألى مرآتك وانزع الفضة عنها ولو لمرٌة، عندها يخترق نظرك الزجاج لرؤية الآخر دون ذاتك، عندها، وعندها فقط تجرؤ على البكاء وينكشف القناع عن الذات لتعود عاريةً أمام الخالق .

عندها وعندها فقط تفهم آلآم الجلد على العمود بالسياط، وقساوة مساميرك في يديه.

عندها وعندها فقط تشعر بوجع " طلوع الروح " على الصليب وانسكاب الدمع على أقدامه من أجلك ..

ساعة إذن ستنزع صليب الذهب من على صدرك وتغمر المصلوب ألى قلبك إذ وقتها فقط تكون قد فهمتَ، فتُبتَ وخُلُصتَ .

   أَقبل إليه، هو ينتظر إشارةً منك،

   أنه يناديكَ باسمك َ.

        أنه يحبك.

 

بهذا النص اتوجه الى ذاتي قبل أي أنسان آخر     .....        

04 نيسان 2007

جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

Ref: Jamileh Daher Moussa