بمناسبة يوم المرأة العالمي
"عذراً من كلِّ رجلٍ يأخذ من المرأة شريكةً فاضلةً له ومن الفتاة صورة
للطهارة ويجلّها بالإحترام .
ولكِ يا صديقتي التي ما زلت بعيدة ، أقرأي :
ما بين السطور
عصفورة الزمان وزهرة العاشق
بلسم الروح ولمسةَ الحنان،
بسمة الصبح وحاضنة الحياةِ أنت يا امرأة ...
يقولون فيكِ الشعر كي يتغزَّلوا
أقول أنت الشعِرَ وهم اليَراع
يرونكِ بحسب ما يهوون ويبتغون
أراكِ تحفة الخالق الجليلة .
يمدّون الأيادي عليكِ رغبةً فيكِ
تمدّين يدكِ لهم لترفعيهم من وحولِهم
عظيمةٌ أنتِ يا امرأة ...
لو كان للمرءِ طريقُ الى أعماقك، لارتجف أمامَ الجراح التي تخفين وهي
تنزف ،وخرس أمام الدموع التي تحتبسين وهي تبكي، فقط لأنك صانعة فرحٍ لا
وجع وناظرةَ أملٍ لا خيبة .
ابقِ للعالم جنَّةَ حقِّ وجمالٍ طاهر وارفضي إسقاطها
إلى عالمِ " الدّونِ" الرخيص .
وانت أيّها الإنسان ، أخي ، اسألك :
أما اختارَ الخالق أمرأةً جميلة ، مُجَمَّلة بصفات السماء، فكانت أماً
لابنه الوحيد وكان منها الفداء والخلاص ؟!
لماذا إذاً ايها الطامع المتعالي تستهلكَ المرأة في مجونك و سلعك .
لماذا تستضعف عوزها فترميها في سوقك ؟
تدوسها في بيتك ولا يرفُّ لك جفن ...
ألم تحظَ يوماً بأم ٍّ أو شقيقةِ روحٍ لك ؟
ألم يداعب مشاعرك حنانها ورقّتها ؟،ألا قرأت في عينيها الخوف من هوى
العالم عليك ، ولا حتى فهمت من تلعثمها أحياناً ، رغبةَ قلبها في نجاحك
و أدبك واحترامك لنفسك ؟.
إذا لم تكن بعد قد أكتشفتَ هذا المخلوق الفريد ، لاتحكم عليه بالموت
قهراً أو ظلماً ، تهميشاً أو تهكماً ، تريث للحظات ...
أحنو على مرآة الدنيا الحنون ولا تكسرها ،
فرقَّتُها جوهرةً لا تقدر بثمن.
|