راهبات المحبة، 25 سنة في عمر القبيات


 
في اليوبيل الفضي لخدمتهن في القبيات، يحضرني شريط عمرهن في القبيات، أو ما اعرفه من ذلك التاريخ غير البعيد، تدفعني لذلك محبتي للقبيات وصداقة عائلتي لراهبات المحبة منذ بدء خدمتهن في القبيات. وأيضا خدمتي معهن في بعض رعايا عكار، وقد شاركتهن حلو الايام ومرّها ايام الحركة الرسولية المريمية. وحافظت على علاقتي بهن، خاصة بعد إقصائهن المؤلم وغير المبرر عن العمل الراعوي في القبيات منتصف تسعينيات القرن الماضي.
 
"أنتن فرصة للقبيات، إنتن هدية الروح القدس للقبيات في أيام الحرب القاسية هذه، انني متأكد ان القبيات معكن ستكون أفضل بكثير". تلك كانت كلمات والدي في إستقبال الرعيل الاول لراهبات المحبة حين وصلن الى القبيات. هل لنا ان نسال القبيات اليوم عن راهباتها في يوبيلهن هذا؟ وبماذا ستجيب راهباتنا عن حال القبيات بعد 25 سنة من خدمتهن لها؟
 
لو سكت القبياتيون عن فضلهن - ولن يسكتوا -  فإن حجارة القبيات ستنطق بأسماء الاخوات: سيمون، مونيك، جنفياف، سيسيل، تريز، ماريا، ميشال، روز ...... وأمام الرب سيشير مرضانا الى كل واحدة منهن قائلين: هذه الاخت سيمون، تريز، مونيك، ....، التي بطيبتها ورأفتها علمتني انك طيب ورؤوف.
 
في يوبيلهن هذا، سأذهب أبعد من التهاني وإحتفالات التكريم، على أهميتها وضرورتها، الى طلبين عاجلين :
 
1 – من المطران جورج أبو جودة أن يطلب - وطلباته أوامر- من رئاسة جمعية راهبات المحبة، لزيادة عدد الراهبات في دير القبيات. لا سيما انهن كن تسع راهبات يوم بدء عملهن في القبيات، وعددهن اليوم أقل من ذلك.
 
2 – من كهنتنا وجمعياتنا الروحية، بما فيها الدليلات والكشافة، ان تنظم "حلقة تفكيروصلاة ومناقشة" ليوم كامل حول موضوع الاستفادة الكاملة من خدمات راهباتنا في السنين القادمة، ولا بأس ان نضع خطة عشرية للخدمة الروحية في القبيات، يكون فيها لكل واحد مكانه وعمله الواضح، وذلك في ضوء تجربة سنوات اليوبيل هذا. فلنبنِ المستقبل معاً: من اجل قبيات افضل.
 
انا من جيل قبياتي نشأ وعايش راهبات المحبة. أقدر لهن تنمية ايماني بالرب. ومساعدتي مع رفاقي في مسيرتنا الروحية. أطلب من الرب ان يحفظ للقبيات راهباتها، ويحفظ رعيتهها لراعِ واحد هو المسيح.

 
شربل عبدالله انطون
واشنطن في 24 آذار 2006