القرار 1559
جهود استعمارية لاخضاع المشرق العربي وكسر ممانعته
ميخائيل عوض بيروت، 22-9-2004 |
![]() |
اجتهادات كثيرة وصفت القرار 1559. وجهود مستميته بذلت للدفاع عن الموقف الفرنسي، وتبرير الهجمة الامريكية الاوروبية. وعناصر مختلفة تشجعت وشجعت فرنسا وامريكا على الاقدام على هذه الخطوة النوعية للتأثير على تطور العلاقات العربية العربية، والعربية الاوروبية، وفي مستويات وحجم الضغوط التي تنهال على الملف اللبناني السوري، بقصد فك المسارين، واعادة صياغة العلاقات السورية اللبنانية على قاعدة سايكس بيكو الذي سقط عمليا فيها، والسعي لتكييف العلاقات السورية اللبنانية على اساس من مشروع اعادة هيكلة المنطقة العربية نظماً ودولاً ومجتمعات، لتعود بؤر توتر داخلية، وقوى ومجموعات محتربة إثنياً وطائفياً ومناطقياً، يسهل السيطرة عليها، وادارة ازماتها، بتعويم المشروع الاسرائيلي المتداعي والمأزوم وتعويم المشروع الامريكي في العراق الذي يستهدف السيطرة على المنطقة وتفكيكها واعادة صياغتها بما يحقق المصالح القومية الإستراتيجية الاميركية.
ليست الجهود الفرنسية التي بذلت هجومياً، منذ تسعة اشهر على الاقل، والتحولات التي عصفت بالموقف الفرنسي" الاوروبي" من المشروع الامريكي للسيطرة على المنطقة جديدة ولا هي صاعقة في سماء صافية، ولا يبررها قول الكثيرين عن "نقزة" شيراك من الرئيسين لحود والأسد بسبب موقفمها من باريس2 ومن تجريد شركات الخلوي وبينها فرانس تلكوم من السيطرة على "نفط لبنان" الخلوي، واستعادته للدولة ما وفر على الخزينة مبالغ طائلة تزيد سنويا عن 600 مليون دولار، الخزينة أحق بها من شركات النهب الدولية المستندة الى وكلاء محليين، ترعاهم نظم المحاصصة وتبادل المنافع والتلزيمات التي تقوم في جمهورية الطائف الموروثة من جمهورية 1943 التي كرست المصالح الانتدابية ودور لبنان كوكيل الغرب في الشرق، والمحايد في الصراع العربي الصهيوني، بل المروّج للمشروع الصهيوني ومشاريع السيطرة الغربية على العرب. وتبدو الحجج التي تساق لتبرير الانقلاب الفرنسي ساذجة عندما تفترض أن شيراك "يعمل" عند الرئيس الحريري ويستجيب لرؤيته. (الحريري وافق على التمديد، ولم يتغير موقف شيراك وفرنسا). إن هذه الحجج هي بكل الاحوال متعاكسة مع حقائق الواقع وتجارب الشعوب، فالمحليون مهما كان وزنهم وكانت قدراتهم المالية هم في الحاصل أدوات لترويج مصالح الغرب في بلدانهم (باريس1 وباريس2، اعادة الهيكلة، الليبرالية الاقتصادية). ولاتختلف كثيرا الحجج الساذجة التي تقول بانقلاب فرنسي بسبب عدم أخذ سورية بالمشاريع والدراسات الاصلاحية التي قدمت لها، وعدم اعطاء توتال عقد الغاز والنفط، وكأن سورية "بيدراً سائبا"، وكأن مقاومة سورية لمشاريع الغرب في المنطقة بالرغم من انهيار الاتحاد السوفيتي وسيادة نهج التصالح مع اسرائيل وفك المسارات كانت تستهدف نقل التبعية من أميركية إلى فرنسية أوروبية.
لفهم الاسباب التي أدت إلى التغيير في الجهد والتوجه الفرنسي من المنطقة وخاصة في الملف السوري اللبناني، يقول العارفون والمتابعون بضرورة إعادة فهم المواقف الفرنسية والاوروبية من أزمات المنطقة، بما في ذلك غزو العراق، والتثبت من طبيعة النخب الفرنسية والاوروبية الحاكمة على أنها نخب استعمارية، تسعى لترويج استعمارها بطرق مختلفة عن الأميركية، ليس إلاّ، وعبر بوابات الاصلاح، والعلاقات الاقتصادية والثقافية، ورفض الهيمنة الأميركية الكلية على المنطقة العربية وبيئتها الإقليمية. وحالما أدركت فرنسا وأوروبا ان المشروع الأميركي بات معطوباً في العراق وفي فلسطين انقلبت على مواقفها السابقة، وعادت تبحث مع واشنطن في مشروع لتقاسم النفوذ يخفف من وطأة الهزيمة الأميركية الإسرائيلية، ويرث الحضور الأميركي (قمة الثمانيةالكبار، قمة الأطلسي في اسطنبول، انقلاب أوروبا على إيران وعلى عرفات وخطة الطريق والدور الاوروبي في ازمة دار فور)، ويقطع السبيل على انهيارات درامية تنتج نهوضاً عربياً وإقليمياً لملء الفراغ في المنطقة المسماة "نقطة التوازن في الإستراتيجية الدولية".
بكل الاحول، ومهما كانت الاسباب التي حدت بفرنسا للعب هذا الدور، والهجوم على سورية ولبنان، والتورط بمحاولة استمثار مجلس الامن وتكييفه في تلك الضغوط، على غير قوانينه ودساتيره وفي سابقة أولى في تاريخ المنظمة الدولية والعلاقات الدولية... تبدو المعركة التي انتجت قرار 1559 نوعية في توقيتها واستهدافاتها وآلياتها، وفي ما قررته من أوزان وحضور، ومن تعاقدات أو مقدمة لتعاقدات جديدة في المنطقة نرصد منها الآتي:
1- التمديد أصبح وراءنا. هذا ما قاله دبلوماسي غربي على هامش اجتماعات الجمعية العامة، ولا تمتلك الامم المتحدة ومجلس الامن، ولا فرنسا ولا أميركا ولا إسرائيل القوة المحلية أو الخارجية القادرة على اعادة عقارب الساعة والغاء التمديد وفرض أجندتها وآلياتها الدستورية في لبنان. والقصد أن معركة القرار كانت مستعجلة لمنع التمديد فحصل، والآن تبذل الجهود لتطويق المضاعفات أو لاستثمار ما جرى من قبل الاطراف كافة، لتقليل الأثمان المتوجب دفعها من الذين راهنوا واستعجلوا وانقلبوا.
2- تحولت سورية ولبنان عبر القرار ومعركته عملياً إلى قوة اقليمية وازنة، مستهدفة، وقادرة على صيانة خياراتها برغم ظهور تفاهم أميركي أوروبي لأول مرة منذ عام 1967، وتأكدت هامشية الدور الأوروبي عبر البوابة الفرنسية في الملفات الساخنة في المنطقة. فالحضور الأوروبي كان مطلوباً، لبنانيا وسورياً، وتم العمل عليه وأدخلت أوروبا شريكاً بناتج حروب المقاومة مع اسرائيل منذ عام 1993 وتفاهمات تموز ونيسان 1996، أما عندما تفترض فرنسا وخلفها أوروبا أنها قادرة على فرض نفسها في المنطقة عبر استثمار الضغوط الأميركية والعالمية تبدو الأمور مقلوبة، وسرعان ما يجري تصفية الدور وإعادة أوروبا، في الملفات العربية، إلى حجمها الطبيعي كتابع وخادم في الإستراتيجية الأميركية والاسرائيلية، بل نجحت سورية ولبنان على أرض الواقع في استثمار الحاجات الفرنسية لدور عربي ووظفتها في ملف التفاوض مع أميركا.
3- في العلاقات السورية اللبنانية قطع الشك باليقين، فقد بلغت مرحلة لم يعد من السهولة بمكان التراجع عنها، ولا تستطيع قوى لبنانية بعينها على علاقة قديمة او مستجدة مع الخارج، أو على رهان يفترض ضعف الإدارة السورية مع بشار الاسد، أن تحدث تغييراً إستراتيجياً تعيد فيه الزمن الى الوراء. فالانتداب الفرنسي ونظامه بات في طي الماضي، والعودة الأميركية الى الملف اللبناني باتت في ذمة التاريخ، والدور الإسرائيلي حُسم منذ خرجت الجيوش الاسرائيلية مهزومة. وتأكدت الحقيقة القديمة المتجددة أن الخارج يراهن على توظيف الداخل لصالحه وفي ملفاته وحاجاته هو، لا تساوقاً مع حاجات قوى الداخل وتناقضاتها. فقد هرولت أميركا عبر زيارة برنز الى دمشق ومعه وفد وازن وكبير غير مسبوق في المفاوضات السورية الامريكية، بعد قطيعة تسبب بها "قانون محاسبة سورية"، وتجاهل الدور السوري في فلسطين والعراق، حيث أخذ الملفان العراقي والفلسطيني المساحة الأساسية من المباحثات على حساب الملف اللبناني الذي جرى التطرق له لماماً. وتبين أن أميركا ساعية بقوة لإيجاد منافذ مع سورية لتخفيف وطأة الضغط على القوات الامريكية في العراق، ولتسهيل عملية انسحاب شارون من طرف واحد ورعاية الحوار الفلسطيني الفلسطيني (زيارة حسني مبارك)، وعليه فقد نجحت سورية ولبنان عبر مدخل التمديد والاصطدام بضغوط مجلس الامن في تهميش فرنسا وتحويلها الى ألعوبة بيد أميركا ومصالحها. ونجحت في فرض أجندتها ومصالحها وحضورها في ملفات إقليمية حاسمة كانت تجري عملية تجاهلها وتهميشها فيها. فعادت سورية قوة ذات أثر ودور في الملف الفلسطيني، وانتزعت إقراراً من أميركا والحكومة العراقية بأنها قوة وازنة وحاكمة في الملف العراقي وتطوراته، لا بديل لها ولدورها. وهذا جل كانت تسعى إليه في هذه المرحلة كمقدمة ضرورية لزيادة فاعلية الدور السوري وإقرار العالم به في الازمة العراقية تماماً، على طريقة التجربة اللبنانية مع بداية الدور السوري ليتخذ الآليات نفسها أو مايشابه آليات الدور الذي اتخذه في لبنان، بما في ذلك النهايات.
4- لم تتكسر إرادة السوري واللبناني في مسائل حاسمة كانت المقصودة من وراء استهداف الاستحقاق الرئاسي، بغض النظر عن صوابية أو خطأ تبني التمديد والتمسك بالرئيس لحود، فهذا امر فيه اجتهادات كثيرة. وآليات الإخراج التي لم تخلو من "جلافة"، ربما كانت مقصودة بذاتها، بينت مجريات تعديل المشروع الفرنسي الأميركي والصيغة التي أعلن فيها أن المناسبة هي الاستحقاق الرئاسي، لكن المستهدف هو المقاومة، وتلازم المسارين، والاستقرار اللبناني وتوازناته، والتوطين، والوجود الفلسطيني في لبنان، ودور لبنان في إدارة الصراع العربي الصهيوني، والتغييرات الحاصلة في موازين القوى بسبب دور جبهة الجنوب وجاهزيتها للتعامل مع أي عدوان إسرائيلي يستهدف سورية أو إيران أو لبنان ومقاومته، وخياراته العربية وتلازم المسارات اللبنانية الفلسطينية السورية التي باتت حقيقة ثابته في وسم الاحداث (استهداف نشطاء حزب الله بعمليات الاغتيال، وإقرار الاسرائيلي بدور لحزب الله في فلسطين، وإعلان حزب الله عن حضوره ودوره في الانتفاضة ودعم قواها).
5- لأن العالم تغير بعد غزو العراق، ولأن إدارة العالم لم تعد مطلقة بيد الأميركي، بل دخل العالم مرحلة تعدد الأقطاب المتنافسة، جاء القرار 1559 ليؤكد هذه الحقيقة ويثبتها على نحو ساطع. فعلى الرغم من تفاهم أوروبي أميركي في شأن يخص العرب، لم ينجح التحالف بانتزاع قرار على هواه يبرر ضغوطه وإجراءته العدوانية، بل وقفت الصين وروسيا وأربع دول تنتمي الى العالم الثالث ممثلة في مجلس الامن ترفض الصياغات الأولى وتفرض صياغة، يصح فيها القول أنها عائمة وشكلية، ولم تستجب لما أرادته فرنسا وأميركا. وبذلك تتأكد حقيقة عصرية نوعية، تشير إلى قيام نظام متعدد الأقطاب، تمثل فيه أوروبا قطباً من بين اقطاب، وعندما تتفق مع القطب الآخر أميركا تنهض أقطاب أخرى ساعية إلى أخذ موقعها تحت الشمس في إدارة العالم (الصين، روسيا)، الأمر الذي يولد عناصر تحفيز للشعوب والدول التي ترفض الانخراط في قطبية أميركية أو أوروبية، وتسمح بالرهان على التناقضات الدولية والسعي للاستثمار فيها.
الخلاصات العملية
بعيدا عن تكييف الوقائع ولي عنقها، لتمرير هذه أو تلك من الآراء والمصالح، تتأكد وتتثبت وقائع جديدة في صراعات المنطقة وتوازنات قواها، أسهمت المعركة على قرار مجلس الأمن 1441 بخصوص العراق، والقرارات التي أعقبته بما في ذلك محاولات تثمير المنظمة الدولية في المشروعات الاستعمارية الأميركية العارية والصلبة أو في مشروعات أوروبا الاستعمارية الناعمة او الاصلاحية في توليد نظام عالمي جديد يتشكل ويكتمل. وجاءت معركة القرار 1559 لتسرع في ولادته وإعطائه صورة مختلفة، تبدو معها أوروبا قطباً بين أقطاب متعددة، كما أميركا وروسيا والصين، وتشير إلى تبلور قطب آخر يشق طريقه صاعداً، وهو يتمثل في حركة الشعوب وقواها المقاومة ودولها الثابته بصلابة على حقوقها وثوابتها، وتتحول المنطقة العربية بملفاتها المختلفة (فلسطين، العراق، العلاقات العربية العربية عبر النموذج السوري اللبناني، دار فور، النفط، الإصلاح، المقاومات) العناصر الأساس المولدة لحقائق عالمية جديدة حاكمة في التطورات الحالية والمستقبلية. وتتكرس حقيقية جديدة يتوجب التعامل معها بوعي، حقيقة أن الاستقلال الوطني والممانعة، ورفض الإملاء الأميركي يجب أن لا يبرر أو يؤسس لقبول إملاء فرنسي أوروبي، ولا يوجب النظر إلى المنطقة والمرحلة الحاسمة التي تمر بها على أنها دخلت مرحلة فراغ مطلوب أن يملأه آخرون. بل باتت تتوفر بقوة قدرات وامكانيات على ملء الفراغ من قبل شعوب المنطقة وقواها الذاتية، كحاصل لتاريخ نضالي طويل وتضحيات هائلة قدمتها أمم المنطقة، وعلى رأسها الأمة العربية وطليعتها شعوب الشرق التي لم تلقِ السلاح ولم تستسلم رغم العواصف العاتية التي اجتاحت العالم في العقد الاخير من القرن الماضي، واستمرت تدفع الضريبة إلى أن اقتربت من حصد النتائج في إضعاف وإرباك المشروع الأميركي عبر الكيان الصهيوني أو من خلال غزو العراق وافشال محاولات اخضاع المنطقة العربية والسيطرة عليها. إن قواها الثابتة والصاعدة في السلم التاريخي التي حصدت نصرا في الجنوب، وصمدت في مواجهة ما سمي الحرب الدائمة على الإرهاب، ورفضت التهويل والتكيف مع الإملاءات الأميركية الإسرائيلية الأوروبية، وسبق أن أسقطت إستراتيجيات التسويات السياسية، والاحتواء المزدوج، تتحفز، أو يحفزها كل من التاريخ ودورها وخاصايتها، لتلعب دوراً كبيراً مرسوماً لها إن هي أجادت التعامل مع اللحظة السياسية على ما يجب. وما الصمود السوري اللبناني في معركة القرار 1559 والنفاذ بما أراد، والنجاح في تفريغ الحملة الفرنسية من عناصرها، وإخضاع الأميركي واضطراره للعودة إلى لغة الحوار، والبحث عن المشتركات وتقديم التنازلات في ملفات على حساب المراهنين على دور أميركي وخارجي، وتسليم أميركا في لبنان، وقبول مبدأ تبادل المنافع والبراغماتية السياسية على حساب الأوهام "الصقرية والايديولوجية" إلاّ تثبيتاً لهذه التحولات وخلاصاتها الميدانية.
تمثل المعركة المستمرة والمتحولة بتنوع، بما آلت اليه الخواتم الأولية، نصراً أكثر من نسبي لسورية ولبنان تصديقاً لقول الناطقة باسم الخارجية السورية: "إن القرار يمثل انتصاراً نسبياً"، وما قاله وزير الإعلام السوري إنه انتصار "نظمت حملة عليهما في سورية وبعض لبنان". تشير الواقعات الناتجة عما جرى إلى أن الخيار السوري اللبناني وإدارة الظهر للضغوط وللجهود، سيما الفرنسية منها، واضطرار واشنطن وعربها للانفتاح على سورية ولبنان وطلب المساعدة في فلسطين والعراق، بمثابة نصر ميداني حقيقي لم يقتصر على نسبي في مجلس الامن ومداولاته الدبلوماسية. وهكذا تتقاطر الوقائع والتداعيات لتقول كلمة كبيرة في هذا الاستحقاق، لقد كان بمثابة تحول نوعي، أجادت سورية ولبنان التعامل معه، فانتزعت حضوراً، ودوراً، وزاد في رصيدها الإقليمي وفي وزنها على أنها باتت قوة لا يمكن إدارة الظهر لها ولا تجاهلها، قوة وازنة مقررة يجب الوقوف على رأيها ومصالحها. وهذا بداية الغيث لدور كبير ينتظر الامة وشعوبها ومقاوماتها بما أنها المولدة للظاهرات الكونية الجديدة، والمحفزة على النهوض في وجه أمركة العالم، والمقاومة لمشاريع الهيمنة الاستعمارية، والقادرة على إنجاز انتصارات عملية مشهودة بدأتها بصمود سورية رغم العاصفة، وبانتصار الجنوب رغم حياد وغياب العرب والعالم، وإرباك المشروع الصهيوني في فلسطين برغم انحياز الإدارة الأميركية المطلق وعجز أوروبا والعالم، وانهيار النظام الرسمي العربي وقبوله الاملاءات، وباسقاط الأهداف الإستراتيجية الأميركية من احتلال العراق برغم وجود 240 ألف جندي أميركي ودولي على الحدود الشمالية الشرقية لسورية.
القرار 1559 كان معركة كبيرة في لحظة نوعية. ما قبله من توازنات غير ما بعده. وتستمر المسيرة وكذلك النباح والنعيق.
ميخائيل عوض
بيروت، 22-9-2004