عام 2004: المقاومة العراقية على طريق تحقيق النصر

 

حميدي العبد الله

كاتب وباحث عربي في الشؤون السياسية، Hamidi_a@hotmail.com

 

 

عندما أدركت الولايات المتحدة أن خططها الموضوعة عشية غزو العراق غير قابلة للتنفيذ سعت إلى تغيير هذه الخطط وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 
بداية كانت الخطط الأمريكية تركز على تحقيق الأهداف الأساسية التالية:

 
الهدف الأول، احتلال العراق وإدارته من قبل قوات الاحتلال مباشرة لمدة تزيد عن خمس سنوات على الأقل أسوة بما فعلته الولايات المتحدة في اليابان في أعقاب استسلامها في الحرب العالمية الثانية. وهذا الهدف عبّرت عنه الإدارة الأمريكية بشكل رسمي وصريح، ومارسته عملياً عندما عطّلت تشكيل حكومة عراقية في المنفى، وعندما قامت بتشكيل إدارة عسكرية ومدنية أمريكية عملت على إدارة شؤون العراق فور احتلاله.
 

الهدف الثاني، الاستيلاء على نفط العراق والسعي لاستخدامه أولاً من أجل دعم الاقتصاد الأمريكي واستئثار الشركات الأمريكية في عقود استثماره وإعادة بناء العراق بعد فسخ العقود التي كانت مبرمة مع دولة أخرى، واستخدامه ثانياً لإركاع الاقتصادات الأخرى التي بدأت تنافس الاقتصاد الأمريكي، وخصوصاً الصين ودول شرق آسيا والدول الأوروبية، أو على الأقل الدول الأوروبية التي لم تؤيد خيار غزو العراق واحتلاله.
 

الهدف الثالث، نهب ثروات العراق بحجة إعادة بنائه، بحيث يتم تلزيم عملية إعادة الإعمار إلى الشركات الأمريكية دون غيرها من الشركات، وفي هذا السياق تم إبرام العقود مع شركة هالبيرتون وثيقة الصلة مع الإدارة الأمريكية وتفرعاتها الأخرى مثل كيلوغ براون اندروت.
 

الهدف الرابع استخدام العراق والتواجد العسكري الأمريكي فيه كمنصة لإحداث تغيير شامل في المنطقة يفضي إلى إحكام السيطرة الأمريكية عليها من خلال إطاحة الأنظمة المستقلة مثل إيران وسورية، وإحداث تغييرات داخل الأنظمة الموالية لتجعلها أكثر التصاقاً بالولايات المتحدة وأكثر تعبيراً عن سياساتها.
 

هذه الأهداف الأربعة التي وضعت عشية غزو العراق أسقطها النهوض السريع للمقاومة العراقية، وعدم ترحيب الشعب العراقي باحتلال أراضيه، وهي الأوهام التي كانت قد روجت لها الولايات المتحدة، استناداً إلى المزاعم الكاذبة لأحزاب المعارضة المختلفة.

 
ويمكن القول إنه ما كاد ينتهي عام 2003 أي بعد مرور ثمانية أشهر فقط على احتلال العراق، سقطت الأهداف الأربعة المعلنة للولايات المتحدة:
أولاً، لقد فشلت الولايات المتحدة في إقامة حكومة عسكرية أمريكية لحكم العراق واضطرت إلى التراجع وتشكيل مجلس الحكم ليكون واجهة عراقية تحكم من خلالها، وسقط هدفها الأول المعلن، وهو تنصيب إدارة أمريكية تحكم العراق لمدة خمس سنوات.

 
ثانياً، فشلت الولايات المتحدة في الاستيلاء على نفط العراق لاستغلاله وفقاً لخططها الموضوعة داخل العراق، فقد قامت المقاومة باستهداف أنابيب النفط وقصف المنشآت النفطية، وأبقت مجمل الإنتاج عند حدود أدنى مما كانت عليه أثناء الحصار، بل إن إمدادات النفط لم تكن كافية لتغذية السوق الداخلية، وبذلك تبخرت كل الآمال التي عقدتها الولايات المتحدة على هذا الصعيد، بل تحولت هذه الآمال إلى معضلة حقيقية حيث اضطرت الولايات المتحدة إلى الحصول على الوقود الذي تزود به جيشها من الدول المجاورة وليس من نفط العراق.


ثالثاً، لم تتمكن إطلاقاً من نهب ثروة العراق إذ تحولت شركاتها إلى هدف لهجمات المقاومين العراقيين، واضطرت هذه الشركات إلى إقفال مكاتبها والعمل بصعوبة كبيرة، وكل الإنفاق على هذه الشركات جاء من الأموال التي استولت عليها الولايات المتحدة سابقاً من موجودات صندوق النفط مقابل الغذاء الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والذي كان يعمل قبل احتلال العراق، كما أن الولايات المتحدة اضطرت للإنفاق على شركاتها العاملة في العراق من الأموال التي كان قد خصصها الكونغرس والتي بلغت قيمتها حوالي 18مليار دولار التي كانت مكرسة لأن تقدم على هيئة قروض إلى العراق والتي كان يتوقع أن يتم اقتطاعها من ثروة العراق، ومن عائداته النفطية على وجه الخصوص.

 
رابعاً، فشلت الولايات المتحدة التي عجزت عن استثمار ثروة العراق النفطية في تحقيق هدف آخر من أهداف غزوها للعراق، وهو التحكم بالاقتصاد العالمي، بعدما فشلت في تأمين إمداد السوق العراقية وقواتها العاملة في العراق بالنفط، ومن باب أولى كان فشلها مدوياً على صعيد استخدام النفط للتأثير على مجرى العلاقات الاقتصادية الدولية بما يخدم أهدافها الاقتصادية.

 
خامساً، لم يتحول العراق إلى منصة لإحداث التغييرات في المنطقة بما يساعد على إحكام السيطرة الأمريكية عليها، بل إن العراق تحول إلى ساحة لمقاومة الاحتلال الأمريكي واستنزاف القوات الأمريكية التي اضطرت مع اقتراب موعد مرور سنتين على غزوها للعراق لزيادة عدد قواتها العاملة هناك إلى أكثر من 150 ألف جندي بعد أن كانت قد خططت عشية غزو العراق إلى سحب هذه القوات بعد ثلاثة أشهر على احتلاله، وإبقاء ما يقارب 30 ألف جندي موزعين على قواعد عسكرية قرب حدود الدول المجاورة للعراق. بل أكثر من ذلك إن المصالح الأمريكية في الوطن العربي، وفي الدول الإسلامية أصبحت عرضة لمزيد من الهجمات، وبدأت الشركات الأمريكية تراجع خططها في بعض هذه الدول وخصوصاً في السعودية، كما أن النقمة الشعبية قد تزايدت ضد الولايات المتحدة ليس في هذه المناطق وحسب، بل في كافة أنحاء العالم، كما أشار إلى ذلك استطلاع للرأي أجرته وكالة «الأسوشيتدبرس» مؤخراً حيث أظهر أن أكثر شعوب العالم في أوروبا واستراليا يكنون العداء للسياسة الأمريكية وأصيبوا بخيبة الأمل بعد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جورج بوش.


وعندما أيقنت الولايات المتحدة بفشل خططها وعجزها عن تحقيق الأهداف التي رسمتها عشية الغزو، وعندما تصاعدت المقاومة في العراق في نهاية عام 2003، وتفاقم مأزق وجودها العسكري، رسمت استراتيجية جديدة مكرسة للالتفاف على هذه المآزق، وعينت موعداً لتنفيذها في 28 حزيران عام 2004، وبدأت حملة إعلامية واسعة للإيحاء بأن هذا التاريخ سيكون مفصلياً، وسيؤدي إلى خروج الولايات المتحدة من مآزقها، والقضاء على المقاومة، وتحويل العراق إلى منطقة نفوذ للولايات المتحدة عبر إجراءين أساسيين:
 

الإجراء الأول، قيام حكومة موالية للولايات المتحدة، تكون هذه الحكومة على استعداد للدفاع عن الوجود الأمريكي وتبرير هذا الوجود، وبالتالي يقطع الطريق على المطالبات العراقية والدولية الداعية إلى رحيل القوات الأجنبية بحجة أن وجود هذه القوات هو تعبير عن اتفاق تعاقدي بين حكومة عراقية ذات سيادة وبين القوات الأمريكية.
 

الإجراء الثاني، الاتفاق على وجود قواعد عسكرية دائمة تغطي كافة أنحاء العراق، على أن يبلغ عدد هذه القواعد حوالي 18 قاعدة.
وكان الرهان أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تراجع حدة المقاومة وعودتها إلى وتيرة تسمح بإحياء الأهداف الأمريكية الأساسية التي حفزت الإدارة الأمريكية على تنفيذ غزوها للعراق. ولكن الولايات المتحدة فوجئت وبمناسبة مرور عام على احتلال العراق باندلاع انتفاضة شعبية عارمة غطت كل أنحاء العراق، انتهت هذه الانتفاضة بتحرير عدد كبير من المدن العراقية، وأحياء واسعة من بغداد، وشارك فيها كل فئات الشعب العراقي، حيث تمكن المقاومون من تحرير الفلوجة، كما تمكن أنصار مقتدى الصدر من تحرير بعض مدن الجنوب، وأحياء كبيرة في بغداد، وفي المقدمة مدينة الصدر. وارتفعت حصيلة الخسائر الأمريكية إلى مستويات أعلى من تلك التي كانت أثناء غزو العراق، إذ بلغ عدد الضحايا بين جرحى وقتلى في صفوف الأمريكيين شهرياً حوالي 747 بينما بلغ عددهم في شهر الغزو الذي سبق احتلال بغداد حوالي 482 وأدت هذه الانتفاضة إلى تسريع برنامج نقل السلطة إلى الحكومة المؤقتة والالتزام بالموعد المحدد، بل تقديمه يومين عما حددته القوات الأمريكية في وقت سابق.

 
ومن جديد عقدت الولايات المتحدة الرهان على هذه العملية، التي حشدت لها تأييد مجلس الأمن والدول العربية والإسلامية، ولكن وبعد نقل السلطة، وبعد مرور أقل من ثلاثة أشهر سقطت كل الرهانات، ودخل الاحتلال بمآزق جديدة. فوفقاً لدراسة أعدها معهد الدراسات الاستراتيجية، عن حصيلة انتقال السلطة، جاء في هذه الدراسة حرفياً:

 
«1-الخسائر العسكرية البشرية الأمريكية هي الأعلى أثناء الانتقال. تبلغ الخسائر العسكرية الأمريكية (جرحى وقتلى) متوسطاً شهرياً هو 747 منذ ما يطلق عليه انتقال السلطة إلى حكم عراقي حتى 28 أيلول 2004. وهذا مقابل متوسط شهري قدره 482 من الخسائر العسكرية الأمريكية أثناء الغزو من 20 آذار حتى 1 أيار 2003، مقابل متوسط شهري قدره 415 أثناء الاحتلال من 2 أيار 2003 وحتى 28 حزيران 2004.


2-القتلى من المتعاقدين غير العراقيين كانوا هم أيضاً الأكثر خلال الانتقال: لقد حدثت أيضاً زيادة ضخمة في المتوسط الشهري للقتلى من المتعاقدين الأمريكيين وغيرهم من غير العراقيين منذ حدد الانتقال، فقد قتل في المتوسط 17 متعاقداً كل شهر منذ الانتقال في 28 حزيران مقابل 7 قتلى من المتعاقدين شهرياً خلال الأشهر الأربعة عشرة السابقة من الاحتلال.


3-تصاعدت إلى عنان السماء القوة المقدرة للمقاومة العراقية: نظراً لأن الاحتلال العسكري الأمريكي باق في مكانه، فإن الانتقال قد أخفق في كسب تأييد العراقيين أو تقليص المقاومة العراقية للاحتلال. وحسب تقديرات البنتاغون، فإن عدد المقاتلين في صفوف المقاومة العراقية تضاعف أربع مرات بين تشرين الثاني 2003 وأوائل أيلول 2004 من خمسة آلاف إلى عشرين ألفاً، وقد أشار نائب قوات التحالف في العراق، الميجور جنرال البريطاني أندرو غراهام، في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية، في أوائل أيلول إلى أنه يعتقد أن تقدير المقاومة بعشرين ألفاً تقدير متدن كثيراً، فهو يقدر المقاومة العراقية بنحو 40 –50 ألفاً. وهذا الارتفاع أشد مدعاة للذهول، إذا قورن بتقديرات مؤسسة بروكينغز القائلة بأن عدداً إضافياً يساوي 24 ألف مقاتل في المقاومة العراقية قد اعتقلوا أو قتلوا خلال الفترة بين أيار 2003 وآب 2004.


4-التحالف بقيادة الولايات المتحدة يزداد انكماشاً بعد الانتقال: بدأ عدد البلدان التي كانت تعرف بأنها أعضاء التحالف المساند للحرب تحت قيادة أمريكية بثلاثين بلداً في 18 آذار 2003 ثم زاد في الشهور الأولى للحرب، ومنذ ذلك الوقت سحبت ثمانية بلدان قواتها وطلبت كوستاريكا حذفها من قائمة التحالف. في بداية الحرب كانت بلدان التحالف تمثل نسبة 19.1% من سكان العالم، أما اليوم فإن البلدان الباقية التي لا تزال لها قوات باقية في العراق تمثل نسبة 13.6% فقط من سكان العالم».


وعندما فشلت الخطط الأمريكية في احتواء الموقف بعد نقل السلطة لجأت الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة تقوم على ركيزتين أساسيتين:


الركيزة الأولى، حشد قوة عسكرية أمريكية كبيرة للقيام باقتحام مدينة الفلوجة والقضاء على المقاومة هناك، والرهان على أن تؤدي هذه العملية إلى إثارة حالة من الإحباط واليأس يمكنها من القضاء على المقاومة في مناطق أخرى.


الركيزة الثانية، إعداد قوة عراقية كبيرة من «الحرس الوطني» والشرطة للاشتراك في العمليات العسكرية ضد المقاومة.


وما شجع الولايات المتحدة على تنفيذ هذه الاستراتيجية المكاسب التي حققتها في مدينتي الكوفة والنجف، أثناء الانتفاضة الصدرية الثانية. ولكن قوات الاحتلال أغفلت اختلاف الظروف بين المنطقتين. ولهذا فإن استراتيجيتها الجديدة لاستعادة زمام المبادرة والتي نفذت بعد فوز الرئيس الأمريكي جورج بوش بولاية ثانية، قد منيت هي الأخرى بالفشل الذريع، وقد تجلى هذا الفشل بالمعطيات التالية:

 
المعطى الأول، فشل القوات الأمريكية في السيطرة على الفلوجة رغم مرور أكثر من شهر على محاولات اقتحامها، ورغم أن القوات الأمريكية استخدمت كل ما بوسعها من إمكانات عسكرية.

 
المعطى الثاني، لم تؤد عملية اجتياح الفلوجة إلى إثارة الإحباط واليأس، بل إنها زادت الغضب ضد قوات الاحتلال، ودفعت بالكثير من العراقيين إلى الانضمام إلى صفوف المقاومة.

 
المعطى الثالث، جرى ترجمة الغضب الشعبي بتحول مدن كثيرة في العراق إلى فلوجة ثانية، خاصة مدينة الموصل، وعادت المواجهات العنيفة إلى شوارع سامراء وتلعفر وسنجار، وهي مدن كانت قوات الاحتلال قد ادعت أنها استطاعت استعادتها من سيطرة المقاومة واستمرت المواجهات العنيفة في بغداد والرمادي والقائم، وبعقوبة وهيت وتكريت، وغيرها من المدن، فيما بات يعرف بمثلث الموت الذي جردت له قوات الاحتلال حملة خاصة بالتعاون مع القوات البريطانية، ولكنها فشلت في القضاء على المقاومة التي عادت إلى فرض سيطرتها على هذه المنطقة من جديد.


ومع الفشل الجديد الذي منيت به قوات الاحتلال في الشهر الأخير من عام 2004، ومع تصاعد خسائرها إلى رقم قياسي جديد في الشهر الماضي، حيث بلغت أكثر من 1200 إصابة بين قتيل وجريح، وضعت المقاومة العراقية الصراع بين الشعب العراقي وقوات الاحتلال على طريق النصر المؤكد، بعد أن فشلت كل الاستراتيجيات التي وضعتها قوات الاحتلال.

 
وهكذا لم يبق أمام هذه القوات سوى العودة إلى تعليق آمال كاذبة على استحقاقات جديدة في عام 2005 لإطالة أمد احتلالها، وتجنب الاعتراف بالهزيمة الكاملة. ويأتي في هذا السياق الملهاة الجديدة التي تشبه ملهاة نقل السلطة، أي الانتخابات. وبمعزل عما إذا كانت هذه الانتخابات سوف تجري في موعدها المحدد أم لا، فإن النتائج المترتبة عليها لن تختلف عما حدث بعد نقل السلطة في 28 حزيران الماضي.

 
وأمام قوات الاحتلال إزاء هذه القضية خيار من اثنين:

 
الخيار الأول، أن تتم الانتخابات. والأرجح إذا لم يجر تزويرها بطريقة فاضحة، أن تفوز بها قوى هي نفسها ستكون أمام خيارات صعبة، فإما أن تطالب برحيل قوات الاحتلال وعندها تضع الإدارة الأمريكية أمام الخيارات الصعبة إن رفضت أو قبلت، أو أنها تتعاون مع الاحتلال، وتظهر بمظهر لا يختلف عما عليه الحكومة الحالية، وعندها يسقط آخر أمل لدى العراقيين برحيل سلمي لقوات الاحتلال، مما يدفعهم إلى الاشتراك بقوة بالمقاومة، حيث سيخرج المترددون عن ترددهم، وتسقط حجج الذين تحدثوا عن طريق آخر لرحيل الاحتلال.

 
الخيار الثاني، أن يجري تعطيل الانتخابات خوفاً من أن تقود إلى نشوء معادلة جديدة لا تعمل لمصلحة الاحتلال، وفي هذه الحالة فإن قوى إضافية عراقية سوف تنضم إلى المقاومة.

 
وهكذا فإن جميع الخيارات التي تواجه الاحتلال مع انتهاء عام 2004 وبدء عام 2005 هي خيارات ليس في مصلحتها، فلقد تمكنت المقاومة العراقية بتضحياتها الكبيرة من خلق معادلة جديدة في عام 2004 تضع العراق على طريق النصر على الاحتلال. ولعل أفضل وأهم تلخيص لتطور المقاومة في عام 2004 هو ما جاء على لسان اللفتنانت جنرال «لاني سميث» من سلاح الجو الأمريكي الذي أدلى بتصريحات لوكالات الأنباء بتاريخ 15/12/2004 جاء فيها حرفياً «إن المقاومين في العراق أصبحوا من الجرأة والتجديد بحيث غدوا أكثر فاعلية ضد خطوط الإمداد الأمريكية في البلاد، وإن الهجمات التي ينفذونها بالمتفجرات، أدت إلى إبطاء العمليات العسكرية الأمريكية هناك». ونقلت «رويترز» عن سميث نائب قائد القيادة المركزية قوله للصحافيين في البنتاغون «إن المقاتلين أصبحوا يفهمون بصورة متزايدة أن المواقع التي يمكنهم التأثير فيها على القوات الأمريكية هي مواقع تدفق النقل والإمداد، مشيراً إلى أنهم أصبحوا أكثر فاعلية في استخدام الشحنات الناسفة محلية الصنع. وعندما سئل سميث إذا كانت العمليات التي ينفذها المقاومون بالقنابل التي تزرع في الطرقات تعوق العمليات العسكرية الأمريكية وتبطئها، أجاب: «إنها تعوقها بشكل كبير لأن الجنود يضطرون إلى اتباع تكتيكات حربية لتفادي المرور بهذه القنابل والسير في دوريات في مهمات قد يكون من الأفضل السير فيها بأعداد أقل من الجنود».

 

حميدي العبد الله