أحداث
هامة على صعيد
النضال
الفلسطيني
سنة
2004
المقاومة
تكسر الحصار
وتحدث تطوراً
نوعياً في
عملها
والرهان
على رحيل
عرفات لن ينقذ
إسرائيل من الهزيمة.
حسين عطوي
كاتب من لبنان
شهدت
القضية
الفلسطينية
في سنة 2004
تطورات واحدث
عديدة هامة،
أن كان
على صعيد
الانتفاضة
والمقاومة
وما أنجزته من
ثمرات وتقدم
وتطور، أو على مستوى
ما أحدثته
من
أزمة
إسرائيلية
داخلية تفجرت
على نحو غير مسبوق
في تاريخ الكيان
الإسرائيلي،
فيما
جاء رحيل
الرئيس
الفلسطيني
ياسر عرفات قبيل
نهاية العام
ليطرح سؤالاً
كبيراً
حول مستقبل
الوضع على
الساحة
الفلسطينية
والمآل التي ستسلكه
والاحتمالات
المتوقعة.
أولاً:
على صعيد
المقاومة
والانتفاضة.
قليل هم
الذين راهنو
على استمرار
المقاومة
والانتفاضة
وسط التطورات
العاصفة في
العالم
والمنطقة بعد أحداث
11 أيلول
واستغلالها
من قبل
الإدارة
الأميركية
البوشية
لاحتلال أفغانستان
والعراق،
فالمنطق
العام السائد
خصوصا بعد
احتلال
العراق
هو أن موازين
القوى اختلت
بشكل كبير لصالح
سيطرت القطب
الأوحد،
الولايات
المتحدة
الأميركية،
وبالتالي
لصالح إسرائيل،
بصورة أسوأ من
تلك المرحلة
التي
أعقبت
تفكك الاتحاد السوفيتي
السابق، والى
جانب ذلك هناك
اتجاه غير
مؤمن بان المقاومة
والانتفاضة
قادرة على أن
تجبر إسرائيل
على التراجع
انطلاقاً من
تصور
أن
قدرة الشعب
الفلسطيني
على الصمود
ليست بلا حدود
في ظل الحصار
الذي يتعرض له
من
جميع
الاتجاهات
وفي ظل
العدوان
الإسرائيلي
اليومي ضده
والذي يزيد من
حجم
معاناته
على كل
المستويات.
غير
أن المتتبع
للتطورات في
سنة 2004، على
صعيد المقاومة
والانتفاضة
وصمود
الشعب
الفلسطيني،
يلحظ بشكل
واضح انكسار
وسقوط للمنطق
المتشائم
الغير مؤمن بخيار
المقاومة
والانتفاضة
وبقدرة الشعب
على التحمل ومواجهة
الاحتلال وهو
ما
أكدته
الوقائع
والمعطيات
التالية.
1 ـ
استمرار العمليات
الفدائية في
الأراضي
المحتلة عام 48 وعام
67 دون توقف وأن
تراجعت
من حيث
الكم إلا إنها
اتجهت إلى
النوع حيث
سجلت المقاومة
تطوراً هاماً
في
أدائها العسكري
تجلى في
العمليات
النوعية التي
استخدمت فيها
تقنيات حرب
الشعب والمقاومة
المسلحة مضافا
إليها
الخبرات التي
راكمتها
نضالات مقاومة
الشعب
الفلسطيني
على مدى
السنين
الماضية، وما أسلوب
حفر الإنفاق
للوصول إلى
المواقع
العسكرية
الإسرائيلية
المحصنة إلا
دليلاً ساطعاً
على مدى
القدرة على
ابتداع
وسائل
واساليب
جديدة لتوجيه
ضربات موجعة
لجيش
الاحتلال ورفع
كلفة
احتلاله، وقد
أقرت
قيادة الجيش
الإسرائيلي
بالفشل الأمني
والعسكري في
مواجهة
اساليب
المقاومة
الجديدة
فيما صحيفة
يديعوت
احرونوت
اعترفت بان
الانفاق
المفخخة
والنفق الذي
تم
حفره
تحت الموقع
العسكري
الإسرائيلي (
في رفح) الذي
جرى تفجيره
أصبحت في
الأونة
الأخيرة
اكبر خطر يهدد
القوات
العسكرية
الإسرائيلية
في قطاع غزة،
وقد اعترف
نائب
وزير الدفاع
الإسرائيلي
زئيف بويم بفشل
الاستخبارات
العسكرية في
توفير
انذارات
ومراقبة حفر
النفق، فيما
اعترف ضابط
كبير بان
الحديث عن
قصور
استخباراتي
ذريعة على رغم
ان عملية
الحفر استغرقت
شهوراً وشملت
اخلاء كميات
هائلة
من الرمال كان
يفترض أن
ترصدها
الاستخبارات
موضحاً
"علينا أن
نعترف أننا
لم
نتمكن حتى
الآن من إيجاد
وسيلة ناجعة
للكشف عن
الانفاق
ولمواجهة هذه
الظاهرة"
التي
اعتبرتها
اوساط عسكرية
"تهديداً
استراتيجياً".
2 ـ
تمكن المقاومة
من كسر الحصار
المفروض
عليها عبر
تطوير بنيتها
الذاتية
وتمكنها
من تصنيع
السلاح
وخصوصاً
الصواريخ
والعبوات الناسفة
مما عوضها عن
عدم
قدرتها الحصول
على السلاح من
الخارج
لمواجهة
العدوان
الصهيوني
المتواصل.
3 ـ
امتلاك المقاومة
لقدرات ذاتية
أدى إلى اسقاط
جدار الفصل
العنصري
ومبرراته
الإسرائيلية الأمنية،
من خلال قدرة
المقاومة على
اختراق كل
الاجراءات
الأمنية
وتنفيذ عملياتها
استشهادية في
فلسطين
المحتلة عام 48 ،وعبر
تصنيع صواريخ
قادرة
على
قصف المستوطنات
الموجودة
وراء جدار
الفصل وهو ما
أثار قلق قادة
المؤسسة
العسكرية الإسرائيلية
والمستوطنين
ودفع الصحف
الإسرائيلية
إلى التعليق
بسخرية
على
مدى قدرة
الجدار
الفاصل في منع
العمليات أو
ضمان الأمن
للإسرائيليين.
أن
كل هذا التطور
في عمل
المقاومة
يعكس إرادة
قوية لدى حركات
المقاومة
الفلسطينية
على تحدي
الحصار
والقوة
الإسرائيلية
وموازين
القوى
المختلة كليا
لصالح
الجيش الإسرائيلي
عسكريا
وسياسياً من
خلال اختراع
وسائل
واساليب
جديدة في
حرب المقاومة
المسلحة
والتغلب على
جميع الصعاب التي
يضعها
الاحتلال
وعدم
الاستسلام لها
باعتبارها
قدراً لا يمكن
مواجهته .
أما
على صعيد صمود
الشعب
الفلسطيني فان هذا
الشعب قدم
صورة مذهلة
على مقدرته في
الصمود
والانخراط في
نشاطات
الانتفاضة ومواجهة
عمليات
التدمير
والقتل
والارهاب
التي
تمارسها قوات
الاحتلال
بحقه، فلم يصب
بالاحباط
واليأس بل
واجه ذلك
بمزيد
من
الاصرار على
تحدي
الاحتلال
والتأكيد على
الصمود ورفض
الرحيل عن
أرضه مرة
جديدة
من خلال نصب
الخيام فوق
انقاض بيوته التي
دمرت في مخيم
جنين ورفح
وعبر
دعمه
ومساندته
واحتضانه
للمقاومة مما
قطع الطريق
على جميع
المحاولات
الإسرائيلية
لتأليب
الشارع
الفلسطيني ضد
المقاومة أو تفجير
فتنة داخلية
حيث
اشارت
استطلاعات
الرأي في كل
المراحل إلى
أن أغلبية الشعب
الفلسطيني
تقف إلى
جانب
خيار
المقاومة (70 ـ 80 %)
وترفض التخلي
عنه الأمر
الذي احبط
محاولات عزل
المقاومة
عن شعبها.
ثانياً: على مستوى
الثمرات
والانجازات :
إذا
كان ما تقدم
يندرج في سياق
الانجازات
التي حققتها
المقاومة على صعيد
تطوير
أدائها
وعملها
الكفاحي في
مواجهة
الاحتلال وآلته
الحربية
الضخمة، فانها
بالمقابل
أدت إلى تحقيق
إنجازات
وثمرات هامة
أخرى تمثلت في
الأمور التالية:
الأمر
الأول: أدى
تطور عمل
المقاومة
واستمرارها
بقوة وتكبيد
الاحتلال خسائر
كبيرة
في الأرواح
إلى ايصال
مشروع رئيس
الوزراء
الإسرائيلي
ارييل شارون إلى
طريق
مسدود ففشل في
قمع أو اضعاف
المقاومة واعترف
قادة جيش
الاحتلال وفي مقدمهم
رئيس
الاركان
ومسؤولي
المناطق
العاملة في الضفة
الغربية
وقطاع غزة بان ما
يحصل
هو
نموذج لحرب
عصابات
كلاسيكية
مشابهة لتلك التي
استخدمها حزب
اله ضد الجيش
الإسرائيلي
في جنوب لبنان.
وقد
اقر البرفسور
الإسرائيلي
الخبير في الشؤون
العسكرية
(كريفلد) بان
إسرائيل
لن
تتمكن من
هزيمة
الانتفاضة
والمقاومة الفلسطينية
موضحاً أن
أميركا في
فيتنام
هزمت
بالرغم من
أنها قتلت
ثلاثة ملايين فيتنامي
مقابل مقتل 55 ألف
جندي أميركي،
وكذلك
هزمت فرنسا في
الجزائر رغم
سقوط مليون
جزائري مقابل
مقتل آلاف
الفرنسين،
فالقضية
ليست كم تقتل
إسرائيل من الفلسطينيين.
والشعور
بالعجز
والفشل لم يعد
يقتصر على كلام
الخبراء
والمحللين بل إنه
بات هو
السائد
داخل دوائر
صناع القرار
الإسرائيلي
الأمر الذي
دفع شارون إلى التراجع
عن
التمسك
بمواقفه
الاديولوجية
واتخاذ قرار الانسحاب
من قطاع غزة
وشمال الضفة
الغربية
وتفكيك
المستوطنات
الموجودة
فيهما مما
يشكل مؤشراً
هاماً على مدى
الانجاز
الذي حققته
المقاومة
والانتفاضة والذي
سيشكل عند
تنفيذ
الانسحاب أول
انتصار
لها تجبر من
خلاله
الاحتلال على
الانسحاب من
اجزاء من ارض
فلسطين
المحتلة
دون قيد أو
شرط.
الأمر
الثاني: اسقاط أهم
عناصر
الاستراتيجية الإسرائيلية
التي قامت
عليها
إسرائيل
وهي نظرية
الأمن
والاستقرار
الإسرائيلي وسياسة
فرض الأمر
الواقع
القائمة
على تهجير
الفلسطينيين
واحلال
مستوطنين
مكانهم بما
يمكن إسرائيل
مع
الزمن
من تهويد
الارض
الفلسطينية
كلها، فنظرية
الأمن والاستقرار
سقطت وبات
الكيان
الإسرائيلي
في حالة فقدان
للأمن والاستقرار
مما أدى
إلى انعكاسات
سلبية
على
الاستثمار
والسياحة
والحركة
الاقتصادية
عموماً وخلق أزمة
اقتصادية
واجتماعية
حيث توقع
التقرير الذي
عرض على مؤتمر
هرتسليا
الصهيوني الأخير
أن
تتدهور
مكانة
إسرائيل في
السلم
العالمي من المكانة
الثانية
والعشرين إلى
الخامسة
والعشرين إذا
لم ترفع بشكل
كبير نسبة
النمو فيها.
وقال التقرير:"ووفق
المقياس الاقتصادي
فان إسرائيل
تقع في
المرتبة
الثانية
والعشرين هذا
العام بعد أن
كانت في
المرتبة
التاسعة عشرة
قبل نشوب
الانتفاضة".واشار
إلى ) أن
بين أهم
العوامل التي
تضعف الحصانة
القومية
الإسرائيلية
اتساع
دائرة
الفقر وتزايد
الفوارق في
المداخيل بين
الشرائح الدنيا
والعليا
وتدني
مستوى
التعليم والبطالة
المزمنة
وتدهو الوضع
الصحي ومستوى
الحياة ونسبة
مشاركة
النساء
في سوق العمل(.
الأمر
الثالث: أن
انعدام الأمن
والاستقرار واشتداد
الأزمة الاقتصادية
والاجتماعية
وتراجع فرص
العمل دفعت
بالشباب إلى
الهجرة
للخارج على نحو
حذرت من خطورته
الصحافة
الإسرائيلية
التي لاحظت ان
نسبة 30 إلى 40% من المهاجرين
إلى
الخارج
هم من الشباب
وهؤلاء من كل
الفئات العلمانية
والمتدينة فيما
قدرت صحيفة
يديعوت
احرونوت
اعداد الذين
هاجروا إلى
الخارج ولم
يعودا باكثر من
نصف مليون.
ثالثاً:
الأزمة
السياسية
الإسرائيلية:
لقد
كان من
الطبيعي أن يؤدي
فشل شارون في
القضاء على
المقاومة
والانتفاضة،
والازمات
التي احدتثها استمرار
عمليات
المقاومة على
مدى اربع سنوات
في كل
المجالات
السالفة
الذكر، إلى خلق
أزمة سياسية
وتفجر
الصراعات
والتناقضات
حول
سبل
الخروج من هذه
الأزمة وكيفية
التعامل مع
الانتفاضة
والمقاومة،
وقد أدى طرح
شارون
لخطة
الانسحاب الاحادي
من قطاع غزة
وشمال الضفة
الغربية إلى
احداث انقسام
حاد
داخل تكتل
ليكود الحاكم
وبين الأحزاب
الإسرائيلية
وداخل مؤسسة
الجيش حول
الخيارات
مستقبل ومدى القدرة
على التمسك
بالايديولوجية
الصهيونية
ومشروع
إسرائيل
الكبرى .
فالانسحاب
من قطاع غزة
وشمال الضفة
سيمثل أول
انسحاب
إسرائيلي من
ارض فلسطينية
محتلة
وبالتالي
تراجع
المشروع
الصهيوني عن الارض
التي ادعى
ملكيتها لفرض
الاستيطان
فيها وطرد
شعبها لاقامة
إسرائيل الكبرى.
والانسحاب
يعني أن اسرائيل
لم تعد قادرة
على الاحتفاظ
بكامل الارض
وهي باتت
مضطرة
من اجل الدفاع عن
بقاء الكيان
أن تتراجع
قليلاً .
والانسحاب
يعني ان
إسرائيل ليست
تلك القوة التي
لا يمكن
هزيمتها وكسر
شوكتها
حيث
نموذج جنوب
لبنان لا يزال
ماثلاً
وحاضراً بقوة.
وهو
يعني سقوط
مدوي لمنطق
الاتفاقات
الجزئية
والمنفردة
التي جرى
توقيعها تحت
عنوان
ان لا خيار
امامنا سوى
ذلك وان
الظروف لا
تسمح لخيار
المقاومة ان ينتصر
كما
انتصر في
لبنان
والجزائر
وفيتنام .
وإذا
كان قرار
شارون
بالانسحاب قد
حظي أخيراً
بتأييد
وموافقة
الكنسيت والحكومة
واضطر
الليكود إلى الموافقة
على الائتلاف
مع حزب العمل
خوفاً من
الذهاب إلى
الانتخابات
المبكرة، فان
هذا القرار بالانسحاب،
هو ثمرة من
ثمرات
استمرار
المقاومة
والانتفاضة
وصمود الشعب الفلسطيني،
سوف يؤدي إلى
احداث المزيد
من
التصدعات
في الكيان
الإسرائيلي وبالمقابل
إلى تقوية
خيار المقاومة
فلسطينيا
وعربيا
وازدياد
الايمان
والقناعة لدى
الشعب
الفلسطيني
بان تحرير
الارض واستعادة
الحقوق
ليس مستحيلاً
أو حلماً لا يمكن
بلوغه بل هو
حقيقة ممكن
تحقيقها إذا
ما
وجدت
مقاومة تتمتع
بالصلابة
والوعي والقدرة
على إدارة
المعركة مع
العدو واستندت
في
وجودها إلى
تأييد الشعب
وواصلت عملياتها
وتطويرها
ورفضت
المساومة،
فمثل هذه
المقاومة
هي التي جعلت
شارون يصل الى
الطريق
المسدود،
وأجبرته على
اتخاذ قرار
التراجع
أمامها.
رابعاً: رحيل
عرفات
وآفاق الوضع
الفلسطيني :
لقد
جاء رحيل
الرئيس
الفلسطيني
ياسر عرفات في
خضم هذه
التطورات
والأزمات
العاصفة
بالكيان
الإسرائيلي
ليشير إلى أنه
تعرض لعملية اغتيال
بواسطة دس
السم
له
بهدف التخلص
منه لافساح
الطريق أمام
مجيء قيادة فلسطينية
مستعدة
للتجاوب مع
الشروط
الإسرائلية
الداعية الى
وقف المقاومة المسلحة
والانتفاضة
والامتناع عن
التحريض
ضد إسرائيل،
قبل البدء بأي
مفاوضات، والواضح
أن الرهان
الإسرائيلي
الأميركي
لوقف علميات
المقاومة
وانهاء الانتفاضة قد
تجدد خصوصاً
وأن رئيس
منظمة
التحرير
محمود عباس قد
مهددت الطريق
أمامه لرئاسة
السلطة
الفلسطينية
بعد
ممارسة
ضغوط كبيرة
على مروان
البرغوثي لسحب ترشيحه
بهدف القيام
بالدور
المطلوب
أميريكيا
وإسرائيلياً
حيث لا يخفي
عباس موقفه
الرافض
للمقاومة
والانتفاضة
واستعداده
إلى التفاوض
مع
الإسرائيليين والتخلي
عن حق العودة
تحت شعار ان
ذلك
غير
ممكن وغير
واقعي لانه
يخل
بالتركيبة السكانية
لإسرائيل .
ومثل
هذه السياسة
لمحمود عباس
كان قد حاول
تطبيقها عقب احتلال
العراق عندما
عين
رئيسا
للوزراء بدعم
اميركي
إسرائيلي
واضح وجرت
محاولة لنزع
صلاحيات
عرفات
لصالحه
غير أنها فشلت
في ذلك بسبب
موازين القوى
داخل حركة فتح
والساحة
الفلسطينية
التي تميل
بقوة إلى جانب
خيار المقاومة والانتفاضة.
لكن
بعد أن جرى
ازاحة عرفات
عبر اغتياله،
ما هي الآفاق،
هل سيتمكن عباس
من
تحقيق
ما عجز عنه
بوجود عرفات؟.
وإلى أين تسير
الامور على
الساحة الفلسطينية؟.
1 ـ
من دون شك أن
ياسر عرفات
كان يشكل نقطة
توازن داخل
حركة فتح وعلى
الساحة
الفلسطينية
عموما جعلت من
الممكن
التعايش بين
تيار
المقاومة والانتفاضة
والتيار
اليميني
المساوم وذلك
بسبب قوة
عرفات كزعيم تاريخي
يمسك بكل الخيوط
وهذا ما حال
دون
حصول الفرز
داخل حركة فتح
بين التيارين
على الرغم من
ان هذا
الفرز حاصل
على
ارض الواقع .
غير
أن هذا
الحالة، التي
أدت إلى حصول
نوع من
الالتباس على
الساحة
الفلسطينية،
لم
تعد ممكنة بعد
رحيل عرفات
لان محمود عباس
لا يستطيع
املاء فراغ
عرفات هذا من
ناحية،
وهو على تناقض
كبير مع تيار
فتح المقاوم
الذي يرفض
نهجه السياسي
الأمر
الذي
يجعل من الصعب
استمرار حالة
التعايش التي
كانت سائدة في
ظل وجود عرفات.
2 ـ
هذا الواقع
الجديد سوف
يؤدي
بالضرورة إلى
التصادم بين
التيارين
برزت
مؤشراته
مع محطة
الانتخابات
والموقف من
ترشيح مروان
البرغوتي،
وسوف يزداد
بقوة
بعد
الانتخابات
كنتيجة
لاقدام عباس
على محاولة الضغط
لوقف عمليات
المقاومة تحت
شعار
اتاحة المجال
امام
الانسحاب الإسرائيلي.
غير
أن حركات
المقاومة
سارعت ومنذ
الآن إلى الرد
على طروحات
عباس بتصعيد
المقاومة
ضد قوات
الاحتلال
وقيام حركتي
فتح وحماس
بتنفيذ علمية
نوعية مشتركة
ضد
الموقع
العسكري
الإسرائيلي
في رفح في
رسالة واضحة
على مدى
التنسيق الميداني،
ورفض
اي محاولة
لوقف
المقاومة،
والتأكيد على
ان الانسحاب
الإسرائيلي أن
حصل
فيجب
أن يحصل تحت
ضغط ضربات
المقاومة على
غرار جنوب
لبنان
.
3 ـ
تشير كل
المعطيات
والوقائع إلى
أن توازن
القوى على
الساحة
الفلسطينية
يميل
بشكل
كبير لصالح
حركات
المقاومة،
وأن الخط الذي
يمثله محمود
عباس اصبح
أقلية،
وان
امعانه في
الذهاب
بعيداً في
سياسة
المساومة
والتفريط سوف
يقود
بالضرورة إلى
حصول
الفرز داخل
حركة فتح
وبالتالي فتح
الطريق
واسعاً أمام
بلورة ائتلاف
وطني
فلسطيني تحرري
جديد بين
حركات
المقاومة
الفلسطينية المختلفة
سياسياً وميدانيا
واستطراداً
تشكيل قيادة
وطنية موحدة
تستند إلى
برنامج وطني
يمثل الثوابت
الوطنية
التي يجمع
عليها الشعب
الفلسطيني .
لذلك فان كل المؤشرات تظهر أن الرهان الإسرائيلي الأميركي الجديد على تولي محمود عباس رئاسة السلطة لن يقود إلى وقف المقاومة وانقاذ إسرائيل من الهزيمة أمامها عبر الانسحاب على الطريقة اللبنانية، على الرغم من أن حكومة شارون ستسعى إلى اتخاذ بعض الاجراءات لمساعدة عباس على التغلب على المصاعب التي ستواجهه على عكس المرحلة السابقة التي كان فيها رئيسا للوزراء.
حسين
عطوي