بورتو أليغري في مواجهة دافوس
د.جوزف عبدالله
العولمة عولمتان
الأولى عولمة رأسمالية (النيوليبرالية)، وهي عولمة هجومية تقودها الشركات المتعددة الجنسية والمؤسسات المالية العالمية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومعهما منظمة التجارة العالمية) والحكومات في الدول الرأسمالية المتقدمة صناعياً وحكومات العديد من بلدان العالم الثالث، بالإضافة إلى بعض مؤسسات الأمم المتحدة ومنها مجلس الأمن، وغير ذلك من مؤسسات المجتمع المدني المرتبطة بالدوائر الاستعمارية وأجهزة المخابرات المركزية الأميركية. ومن المؤسسات الدولية العاملة في توسيع العولمة الرأسمالية بعض المنتديات التي تعمل وفق روزنامة دقيقة فيها اللقاءات السنوية المركزية والاجتماعات الدورية تقوم بها لجان ومفوضيات.
الثانية هي العولمة البديلة الباحثة عن مشروع يجمع تيارات متعددة تواجه العولمة الرأسمالية. ولهذه العولمة المناهضة للعولمة الرأسمالية (النيوليبرالية) روزنامتها أيضاً. فهناك مواعيد سنوية لنوع من المؤسسات الشعبية والنخبوية المكافحة من أجل عالم أفضل خال من وحشية استغلال الرأسمالية العالمية. وكثيراً ما تعمد حركة العولمة البديلة برنامج مواجهة للعولمة الرأسمالية. فحيثما تتحرك قوى العولمة الرأسمالية تهب حركة العولمة البديلة لتفضح الظلم العالمي الذي تمارسه الرأسمالية وتعترض وتقترح البدائل النظرية والعملية والكفاحية.
بورتو أليغري في مواجهة دافوس
وهكذا جاء المنتدى الاجتماعي العالمي في مواجهة منتدى دافوس حيث توافد عشرات آلاف الأشخاص على مدينة بورتو أليغري البرازيلية للمشاركة في أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس الذي عقد في الفترة من 26 إلى 31 كانون الثاني بالتعارض مع منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
فبعد تنظيم المنتدى ثلاث مرات في بورتو أليغري، انتقل التجمع السنوي الكبير لمعارضي العولمة الليبرالية إلى بومباي في الهند في 2004، بغية توسيع الحركة ذات الصبغة الأميركية-اللاتينية والأوروبية خصوصا لتشمل القارة الآسيوية التي تعاني من تفاوت وتباين اجتماعي صارخ.
ورغم نجاح منتدى بومباي الذي شارك فيه مائة ألف شخص، آثر المنظمون هذه السنة العودة إلى المنشأ، في بورتو أليغري، المدينة التي انطلق منها وكانت طوال ست عشرة سنة تحت سلطة حزب العمال اليساري الذي يتزعمه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وينعقد المؤتمر في الموعد نفسه الذي ينعقد فيه المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) بمشاركة نخبة الاقتصاديين والسياسيين في العالم.
وقد سجل نحو 75 ألف شخص أسماءهم للمشاركة في المنتدى المضاد لمنتدى دافوس، ويتوقع أن يتجاوز عدد المشاركين فيه عتبة المائة ألف.
تخللت المنتدى ورشات عمل يقدر عددها بنحو ألفين تتمحور حول أحد عشر موضوعا تدور حول البيئة والثقافة والمال وغيرها فضلا عن عشرات الأنشطة الثقافية والعروض المتنوعة.
كما توافد حوالي ثلاثة آلاف صحفي على بورتو أليغري لتغطية الحدث الذي تقدر تكاليفه بنحو خمسة ملايين يورو، وفضلا عن رسوم التسجيل، يمول المنتدى من هبات المنظمات غير الحكومية ومن مدينة بورتو أليغري وحكومة ولاية ريو غرادي دو سول.
بالطبع جاء
منتدى دافوس
والمنتدى
الاجتماعي
العالمي في
الوقت الذي
تكون فيه
"العرب والعولمة"
قيد الطباعة.
ولهذا لم
نتمكن من
تغطية موضوع
المنتديين،
على أمل أن
يتضمن العدد
القادم
تحليلاً لما
جاء فيهما.
د.جوزف عبدالله