البيان الختامي الصادر عن اللقاء التأسيسي

ل"تيار العروبة للمقاومة والعدالة الإجتماعية"

 

بتاريخ 4-12-2005 تنادت جهات عدة، سياسية وثقافية، وشخصيات وطنية مستقلة لعقد لقاء تأسيسي، بغية توحيد جهودها السياسية والنضالية والثقافية، وبغية المشاركة الفاعلة في التصدي للهجمة الإمبريالية الصهيونية الشاملة التي تتعرض لها الساحة العربية عموما، ولبنان بشكل خاص، وبغية نقله سياسيا من موقع عربي نضالي إلى موقع إنعزالي تآمري تابع للقوى الإمبريالية الغربية. وسبق اللقاء توزيع الوثيقتين السياسيتين والوثيقة التنظيمية، وشكلت هذه الأوراق موضوع اللقاء.

 

لم يكن التلاقي بين القوى المؤتمرة جديدا وليس حصريا، إذ أنه مفتوح أمام قوى وشخصيات لم يتم التلاقي معها بعد. وكانت الوثائق الموزعة ثمرة جهود فكرية ونقاشات موسعة مسبقة ومستمرة. وبالتالي، كان النقاش حولها مقتضبا، وطال بعض الصياغات دون المحتوى. وقدمت إقتراحات عدة لإغناء الوثائق والإضافة عليها. وتم الإتفاق كذلك على حذف بعض التعبيرات التي يمكن أن تستفز البعض، والتي تشكل تفاصيل تتحدث عن مواقف آنية لبعض زعماء الطوائف الحاليين، هذه المواقف التي يمكن أن تتغير بعد حين، وبالتالي ليست ذات دلالات ثابتة، وبقاؤها في النص يمكن أن يفقد النص ديمومته، ولو لفترة منظورة.

 

أخذت تسمية التيار المزمع إنشاؤه نقاشا واسعا لم يحسم إلا عبر الإقتراع عليه من قبل المؤتمرين، بالرغم من إقتناع الجميع بضرورة أن تعكس التسمية الأبعاد الفكرية والسياسية والنضالية للتيار. وتم الإتفاق على اسم "تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية". ويركز الاسم على ثلاثة مفاهيم أساسية: العروبة، والمقاومة، والعدالة الاجتماعية.

 

أولا، العروبة. العروبة كما تم طرحها لا تمثل حنينا مرضيا إلى ماض بائد، أو رؤية عنصرية تمجد الذات وتضعها فوق الآخرين، إنما هي تجسيد لحقيقة موضوعية، لتاريخ موحد، وثقافة معاشة تطورت عبر العصور في سياق تاريخي، وبالاحتكاك والتفاعل مع بقية الحضارات العالمية. كما تشكل العروبة تطلعا لإطار سياسي مستقبلي، قادر على الوقوف مستقلا حرا منيعا آمنا مزدهرا، في عصر ما بعد القوميات، أو في عصر تخطت فيه الوحدات السياسية الإقتصاديا الأطر القومية المحققة سابقا، في عصر التكتلات الكبرى، وحيث قربت التقنيات الحديثة ووسائل الإتصال والحواسيب بين أطراف العالم وشعوبه. فقد أصبحت الدائرة العربية المستهدفة بذاتها، هي الدائرة التي يمكن الإنطلاق منها نحو دوائر أوسع، إسلامية وعالم ثالثية وأممية. وبالتالي، فإن العروبة تعني إلتزاما بالنضال من أجل تحقيق الوحدة العربية عبر العمل المشترك والتلاقي مع تنظيمات عربية أخرى، حسب برنامج سياسي موحد، ولإنشاء تيار عربي وحدوي قادر على تحقيق الوحدة بشتى أشكالها الإقتصادية والسياسية والأمنية.

 

ثانيا، المقاومة. أما شعار المقاومة فيتخطى مفهوم المقاومة العسكرية للدعوة إلى مقاومة الهجمة الإمبريالية. وبما أن هذه الهجمة الإمبريالية شاملة لجميع صعد حياتنا، فالمقاومة التي ننشدها لا بد أن تكون مقاومة على جميع هذه الصعد المستهدفة، وهي بالتالي مقاومة شاملة أيضاً بالضرورة لجميع الصعد: العسكرية والثقافية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية والإقتصادية والتجارية والمالية. والمقاومة الشاملة هي فكر ونهج متكاملان، وتشكل الطريق الوحيد نحو الحرية والديمقراطية والوحدة والتنمية المستقلة وتحقيق الأمن الشامل.

 

ثالثا، العدالة الاجتماعية. أما العدالة الاجتماعية فتعطي البعد السياسي والإجتماعي والطبقي للنضال من أجل تحقيق المطالب الشعبية الأكثر إلحاحا، في تأمين حقوق الإنسان الأساسية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإقامة مجتمع العدل والمساواة: من أجل حق العمل لكل قادر، والحق في العلم والطبابة والعناية الصحية، في السكن الصحي اللائق، والحماية من البطالة، وضمان الشيخوخة، وحق المعرفة، كل ذلك من أجل تمكين الإنسان من ممارسة حقوقه السياسية وإقامة ديمقراطية حقيقية، لا ديمقراطية شكلانية.

 

وتم الاتفاق على:

أولا، إقامة مؤتمرات في المناطق لبلورة الهيكلية التنظيمية وإنتخاب هيئات تأسيسية لها وبلورة التيار في لجان متخصصة تشمل القطاعات الإقتصادية والاجتماعية والطلابية...

ثانيا، العمل لتأسيس جبهة وطنية حسب برنامج سياسي نضالي، تجمع كافة القوى ذات المصلحة في التغيير الشامل السياسي والإقتصادي والإجتماعي.

ثالثا، الدعوة إلى صياغة قانون جديد للإنتخابات يتجاوز الطائفية السياسية ويؤسس لقيام ديمقراطية حقيقية.

رابعا، تنظيم تحركات جماهيرية وإطلاق مبادرات من أجل دعم المقاومة في العراق وفلسطين، وإعادة صياغة العلاقات اللبنانية السورية، ورفض الوصاية الدولية والإلتحاق بالقوى الإمبريالية الغربية.

خامسا، النضال من أجل حماية حقوق القوى العاملة والفئات الشعبية واسترجاع حقوقها المهدورة، لنيل نصيبها الكامل من الناتج الوطني القائم، ونيل جميع حقوقها الإقتصادية والإجتماعية التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان.

 

وفي نهاية اللقاء، وبعد استعراض الأوضاع السياسية العالمية والإقليمية والمحلية، تم الاتفاق على تشكيل "هيئة تأسيسية للتيار" ستقود العمل خلال الأشهر الستة القادمة وحتى الوصول إلى المؤتمر الثاني. تشكلت "الهيئة التأسيسية للتيار" من الرفاق التالية أسماؤهم: زاهر الخطيب، غالب أبو مصلح، جوزيف عبد الله، جورج حجار، غسان غوشه، محمد اسكندر، حمد الطفيلي، حسن عباس، وجيه غريب، حسين عطوي، نبيلة هاشم، منى نخلة، ميخائيل عوض، محمد سرور، سعيد السيد، جودي عمار.

 

كما تم تشكيل "لجنة فكرية" مولجة بإصدار المجلة الشهرية، والنشرات الداخلية الدورية، ووضع الدراسات المعمقة. وتألفت "اللجنة الفكرية" من الرفاق التالية أسماؤهم: جورج حجار، جوزيف عبد الله، غالب أبو مصلح، حميدي العبدالله، ميخائيل عوض، فارس أبي صعب، منى نخلة، ويمكن أن ينضم إليها من يشاء من الرفاق.