الشاعر رهيف حسون

أيها العهر المقدس / كل ما فينا مدنّس
إن مجد الحاكم الأعلى على القمع تأسس
وغدونا جيفاً منخورة يلهو بها طاغية العصر المسفلس
لفظتنا الأرض والديدان حتى الموت منا يتحسس
أي جنسٍ نحن، لا أدري، لنكوى بسياط القهر والدين المدلس؟
أيها العهر المقدس / لم يعد من نخوة أو جذوة فينا
ولا شيء على الإطلاق يعنينا
كأنا ما خُلقنا مثلما الناس أناساً طامحين
إنما نحن غثاء قد تيبس
كل شيء في بلاد العرب يُبخس
جعلوا القرآن قرآنين، والديان ديانين
فاختر ما يوافي شرعة الوحي المسيّس
ليس من حلٍّ لمثلي غير أن ينفى ويٌحبس
طلقة مكتومة في الظهر تكفي من مسدس
أيها الشرق المدنس
صار طعم الموت أشهى
من مذاق الذل والعهر المكرس
وإذا الحاكم بالعدل تلبّس / دمدم الظلم وعسعس
وإذا مفتيه أفتى بزوالي/ لا أبالي / فهو شيطان وأنجس
وإذا جلاده وافى دمي
أشهرته في وجهه صبحاً تنفس
كل صوت لا يوالي صرخة الحق، فأخرس
كل منهاج يحابي شرعة الجلاد
حكماً تحت نعل المقاومين يُدهس

بمناسبة القمة العربية 19
27/3/2007