لماذا لا نسلم رؤوسنا لأعدائنا، فترتاح الأمة من ويلات الحروب ونعيش بسلام وأمان وتفتح لنا الدنيا جنانها ، وتسقط كل معايير الربح والخسارة ونمحو من معجمنا معاني الشرف والكرامة، ونلهو بأعراضنا ونبيع الوطن والدين والأخلاق والمبدأ ونبيع الحقوق وكل التراث المشرف، ونشتري الطاعة للأميركي ونتعلم المشي على الأربع والرأس منحني والعين كليلة واللسان يثني على الطاغي ولا ينتفض.  

لماذا لا نسلم رؤوسنا لأعدائنا، فتلك هي الراحة عند البعض يرفضون منطق المقاومة على أساس أن "العين لا تقاوم المخرز" والضعيف لا يقف للقوي، هؤلاء يريدون العيش كما يزعمون، والعيش عندهم أن يأكلوا ويشربوا ثم يناموا، ويعلمون أولادهم معاني العيش الذي يرغبون. وهم يتوسلون المال فهو همهم وأكبر علمهم ومن أجله يسبون الكرامة ويكفرون بالشرف وينعتون الحق بصفات الرذيلة ويشتمون من يدافع عن عرضهم وأرضهم، وكأن الدفاع عن العرض والأرض أمام العدو خيانة، نعم يرونه خيانة لأن أشغالهم تعطلت والعُهر والاصطياف والتشمس فاتهم وأموالهم لم تعد موفورة، هذه معاني المواطنة التي يعرفون أنهم مستعدون لتسليم العدو لأنهم وكما يقولون تعبوا وملّوا، أضف أن هذا الذي نعتبره نحن عدواً هم يعتبرونه المخَلص الآتي بالورود المحب للناس المعطاء الكريم الذي لا يبخل والذي لا يقتل ولا يذبح ولا يدمر ولا يشرد، إنما هو يدافع عن نفسه وعن حقه في الوجود.

لماذا نحن مع منطق المقاومة؟

لأننا نرفض أن نبيع كرامتنا وشرفنا ونرفض أن نساوم على عرضنا وأرضنا، ولا  نسأل عن مال وبنين. نحن تختلف عندنا المقاييس، نحن لسنا طائفيين متعصبين نتمنى هزيمة أبناء ديننا لمجرد انتمائهم لطائفة أخرى، نحن نعتبر أن اللبنانيين وأن العرب ينتمون إلى طائفة واحدة، لا نميِّز بين أحد منهم، فالمسيحي هو لبناني وعربي، والمسلم هو لبناني وعربي، وكلنا أعداء إسرائيل ونتحمل مسؤولية الدفاع عن وطننا.

نحن مع المقاومة لأننا نرفض الذل. ومن يرضى بالذل فأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والراحة بالكرامة والمال بالشرف والعرض. وأولئك من يريد العيش بالخنوع وعلى حساب الدم والدمع.

نحن مع المقاومة لأننا أحرار وأسياد، لا ننساق ولا نشترى، نختار طريقنا برغم إرادة الأعداء، لا يعنينا بوش ولا شيراك ولا بلير، الذي يعنينا هو كل من يحمل راية الحق ويرفض الظلم حتى ولو كان من أقاصي العالم.