إلى الضمير... |
طارق عمّار
الإمام علي عندما وصله قول معاوية: "والله لئن فعلها بنو الأصفر لأضعن يدي بيد ابن عمي"، قال هو بدوره: "والله لئن فعلها بنو الأصفر لأجعلن نفسي جندا في جيش معاوية". وبنو الأصفر هم الروم الذين كانوا يهددون حدود الدولة الإسلامية في الشام، هذا هو تاريخنا وهؤلاء أجدادنا لم يضع أحدهم يده بيد عدو الأمة ومن فعلها نبذه أهله وعاقبه التاريخ.
إلى الذين ما زالوا عربا ومسلمين أقول: هل يجوز لأحد منا وباسم الدين والعروبة أن يحمل لواء من يقتل أطفالنا ونساءنا ورجالنا وشيوخنا ويشرد شعبنا ويذل كرامتنا وينتهك شرفنا ويدمر بيوتنا ويجرف زرعنا ويسرق ثرواتنا؟
الناس أمام هذا التساؤل ثلاثة: فريق يرفض، وفريق لا يعنيه الأمر، وفريق يرحب.
وأقول إذا كنا بالفعل عربا ومسلمين فلا ينبغي أن نكون إلا من الفريق الذي يرفض بيع كرامته فالرسول الأكرم الذي نقتدي به عرضت عليه الشمس والقمر وأبى إلا أن يحمل لواء الله تعالى ورفض كل الإغراءات.
إذن ما يمليه علينا إسلامنا وعروبتنا هو أن نكون مع خيار المقاومة.
والواقع أن حضور هذا النموذج في المجتمع العربي ليس بقليل. وهم يبررون موقفهم هذا بأنهم يبحثون عن الراحة والحياة الهنيئة وهي عندهم الاستسلام والانقياد للإرادة المعتدية على الأمة. وأما الذين يرفضون الذل ويثورون على الطاغوت فأولئك هم الطليعة. وطريق شاق وصعب فيه الموت والعذاب فيه الجوع والعطش. وهذا السبيل هو سبيل الأحرار والثوار والطليعة في هذا العالم، وهو يستعصى على السفهاء، المتجردين من الأخلاق المنافقين الذين يلوون ألسنتهم حين يجد الجد ويختارون الهين على الصعب.
فالمطلوب أيها العربي أن تعي حقيقة عدوك وأن تميز بين الخير والشر.