back to Kobayat's Cultural Salon

 المؤتمر الصحفي المنعقد في القبيات

 حول قضية النفايات في عكار

21 ايلول 2015

Video:

 

 

بدعوة من الصالون الثقافي (القبيات- عكار) ومن مجلس البيئة في عكار واعتراضاً على خطة نقل النفايات إلى عكار، التقت مجموعة من اللجان والجمعيات الرافضة لاستقدام النفايات إلى عكار من بينها حملة "منا مزلة" ومجموعة "طمرتونا بفضلكم" و"تجمع شباب عكار" و"حراس عكار" و"النجدة الشعبية" ومجموعة من الناشطين والشخصيات العكارية، وذلك في مطعم المونتي فيردي في القبيات في 21/9/2015.


تحت عنوان: لماذا نرفض خطة وزير الزراعة أكرم شهيب؟ قال مسؤول مجلس البيئة في عكار د. أنطوان ضاهر:
لماذا نرفض خطة أكرم شهيب؟
أولاً، ما من بلد في العالم ينقل نفاياته إلى طرف من أطرفه. إن نقل النفايات يشكل بحد ذاته مشكلاً بيئياً إضافياً مع ما ينتج عنه من تلوث بمحروقات الوقود وزحمة السير، رغم كل ما يُقال، عدا عن كلفة النقل الباهظة وزيادة حوادث السير والتأثير السلبي على الطرقات.
ثانياً، لماذ عكار دون غيرها من المناطق؟ وبأي منطق؟ لو كانت القصة سليمة والمعالجة صحية وبيئية كما يقولون لكان تم استقبالها في باقي المناطق القريبة من الوسط. لماذا لا يصار إلى استحداث مركز معالجة في كل قضاء؟
ثالثاً، إن تخصيص عكار بالنفايات سيؤثر سلباً على وجهة استعمال الأراضي فيها وخاصة في السهل. إذ أن وجود مطمر وطني للنفايات سيمهد الطريق أمام باقي الصناعة الملوِّثة التي تفتش عن موطئ قدم، وهي كثيرة.
رابعاً، نحن ضد الطمر الذي يؤجل المشكلة ولا يحلها. فالمطامر التي أسمها "صحية" لا تطمر إلا ما تعذر إعادة تدويره أي العوادم (5 إلى 10%) من النفايات. أما طمر كل شيء فهذا طمر لا صحي بامتياز.


اقتراحات حلول وتجارب ميدانية لبنانية

إن مشكلة النفايات الحالية التي تسعى الأجهزة الرسمية إلى حلها، متأتية من نفايات بيروت وضواحيها 166 طناً في اليوم، جبيل وكسروان والمتن 1000 طن يومياً، الشوف بعبدا عاليه 900 طن يومياً، اي ما يساوي3500 طن يومياً. وهذه هي الأطنان التي تستعد للمجديء إلى ربوعنا يومياً (بالرغم من اعتماد المسؤولين رقم 1500 طن إلى عكار كل يوم.
الحل في ما يخص الحالة الطارئة الحالية: العمل باقتراح شربل نحاس من خلال إعلان حالة طوارئ بيئية وتشغيل كل مراكز فرز ومعالجة النفايات المتواجدة في لبنان بدوامين، وهي كثيرة وباستطاعتها استيعاب النفايات:
عندنا في لبنان مراكز فرز ومعالجة وطمر للنفايات تستوعب يومياً ما قيمته 3555 طناً (منها ما يعمل ومنها ما لا يعمل) وهي موزعة كالآتي:
بيروت الإدارية وضواحيها: الكرنتينا 1150 طن يومياً، العمروسية- الشويفات 1170 طن، معمل تسبيخ برج حمود 300 طن
كسروان والمتن: حبالين ما بين 60 إلى 80 طن يومياً، مع مطمر باستيعاب 120 طن
الجنوب: صيدا 300 طن، النبطية 120، الخيام 10، أنصار 10، خربة سلم 15، عين بعال 150، عيترون 15، قبريخا 15، بنت جبيل 15. (قارنوا بين توزيع معامل الفرز والمعالجة في الجنوب مع عكار!!!
البقاع والهرمل: زحلة 300 مع مطمر 180، مركز فرز آخر 180 معالجة 60 مطمر 180، الشمال صرابلس 300 مشمش 20، المنية 60.
باستطاعة الدولة إجبار كل هذه المراكز على العمل مع ضرب إنتاجها باثنين، دوامين. فنصل إلى 3555 مرتان 7010 طن، ما يزيد على ناتج النفايات في لبنان


تجربة شركة زياد أبي شاكر

حل بيئي يخلق صفر عوادم للنفايات العضوية؟ ولقد جُرِّب عدة مرات، وبالأخص في بلديات مثل خربة سلم منذ 13 سنة، والقليعة وكفرصير.
تجربته ناجحة في شقرا والناقورة وعيترون، وهي مراكز خربها عدوان 2006.
حل يعتمد على الفرز والتخمير السريع باستعمال أنزيمات التخمير، وإعادة التصنيع لبناني % بالمئة وناجح.
كلفة الطن تصل إلى 59 $ لتجمع يناهز 50 ألف نسمة كلفة المنزل الواحد 6000 ل ل.
من الأسباب الرئيسية لرفض السلطات اللبنانية تدني كلفة المعالجة.


البيان الختامي

وتمت مناقشة مشروع البيان الصحفي الذي تلاه د. جوزف عبدالله، وهذا نصه.
رداً على آخر المستجدات في قضية نقل النفايات إلى عكار، وعلى ضوء الكتاب الموجه باسم البلديات واتحادات البلديات العكارية إلى الوزير نهاد المشنوق، يعلن المجتمعون الآتي:
أولاً، على الدولة رسم سياسة عامة واضحة بخصوص معالجة النفايات: الفرز في المنزل، الفرز في مراكز الفرز، إعادة تدوير المواد الصلبة، تخمير وتصنيع طاقة حرارية أو كهربائة أو أسمدة وأتربة زراعية... وتخصيص كل قضاء، على الأقل، بمركز فرز ومعالجة للنفايات.
ثانياً، قيام البلديات بإدارة ملف النفايات (تجميع وفرز وإعادة تدوير وطمر العوادم، في نطاقها البلدي، بإشراف الوزارات المختصة: الداخلية والبيئة والزراعة والصحة... وما يستلزمه ذلك من إعطاء البلديات حقوقها من الصندوق البلدي المستقل ومن كل حقوقها بعائداتها من المرافق اللبنانية كافة، عملاً بتطبيق القوانين، ورفض تجاوزها أو تعطيلها.
ثالثاً، رفض مبدأ استقدام النفايات إلى عكار من خارجها، والتركيز على معالجة مشكلة النفايات العكارية وهي مشكلة كبيرة بحد ذاتها.
رابعاً، رفض تخصيص سهل عكار والمنطقة المشرفة عليه بواحدة من أكثر الصناعات تلويثاً، في ما يخص موضوع "ترتيب الأراضي" والمخططات التوجيهية المنتظرة. إن هذا التخصيص لعكار بمعالجة نفايات لبنان يفتح الباب واسعاً أمام الصناعات "الوسخة"... في حين من الطبيعي أن تكون وجهة استعمال سهل عكار وعكار عموماً نحو التنمية الزراعية السليمة بيئياً، ونحو المشاريع السياحية ساحلياً وجردياً.
خامساً، رفض مبدأ المقايضة بين استقبال النفايات من خارج عكار والتنمية العكارية. ففي هذه المقايضة المعمول بها حالياً إهانة لأهل عكار واستخفافاً بعقولهم. إن عكار تستحق أكثر بكثير مما يعدونها به.
سادساً، من المؤسف أن لا يقف نواب عكار وبعض رؤساء البلديات موقف المدافع عن كرامة وحقوق أهل عكار. كما أنه من المؤسف أن ينزلق نواب عكار منزلق التدخل في كيفية تصرف المجالس البلدية بالأموال العائدة إليها، خصوصاً وأن في ذلك تجاوزاً للقوانين المرعية الإجراء. فعلى النواب الانصراف إلى عملهم داخل مجلس النواب؛ وعلى رؤساء البلديات حماية المجالس البلدية من تدخل النواب في عملهم البلدي، بدل المطالبة المشينة بتسييب هذا العمل وفتحه على التدخلات من خارج المجالس البلدية.
ثامناً، نطالب الدولة باستكمال وتنفيذ الدراسات المخصصة لقيام "المنتزه الوطني اللبناني" الممتد من وادي جهنم إلى القبيات عندقت- عودين، مروراً بجرود مشمش وفنيدق وعكار العتيقة (القموعة) التي بدأت منذ حوالي 10 سنوات.
تاسعاً، نتوجه من بعض المجالس البلدية ومن نواب عكار بتحكيم ضمائرهم والتراجع عن تأييدهم غير المشرف والمضلل للناس لخطة المشنوق- شهيب الشديدة الخطورة على مصالح العكاريين.
عاشراً، نؤيد الحَراك العكاري الرافض لتحويل عكار "مزبلة"، وندعو جميع الشرفاء بالوقوف بصلابة بوجه خطة المشنوق- شهيب، وبالنزول إلى الشارع لرفع الصوت من أجل إسقاط هذه الخطة.


المداخلات

تحدث كرم سلوم باسم "جمعية التعاون الدولي لحقوق الإنسان"، مشدداً على توعية الناس، وخصوصاً طلاب المدارس، في مجال فرز النفايات من المصدر، وذكر أن حملات التوعية بدأت منذ العام 1996، لكن البلديات لم تبدِ الاهتمام المطلوب، وبعضها الآن متواطئ في جلب النفايات إلى عكار، متسائلاً: من فوّض رؤساء بعض البلديات واتحادات البلديات بمفاوضة الوزيرين المشنوق وشهيب على "صحتنا وبيئتنا"، علماً بأن واجبات رؤساء البلديات أن يكونوا مؤتمنين على مصالح ناخبيهم. وقال إن المجتمع المدني بصدد رفع دعوى لإبطال مشروع نقل النفايات إلى عكار، ومقاضاة المسؤولين عن دفع أموال بلديات عكار إلى شركة سوكلين، في حين أن نقل النفايات داخل عكار كان يتم عبر شركة أخرى وعلى حساب بلديات عكار.
وتحدث جمال خضر باسم حملة "طمرتونا بفضلكم" مشيراً إلى عدم وضوح خطة نقل النفايات إلى عكار، فبينما يجرى الحديث عن إنشاء مطمر صحي، سيستعمل المطمر كما تقول الخطة كمكب على مدى ثلاثة أشهر، وكمطمر على مدى 18 شهر، إلى أن يتم بعد ذلك تجهيز معمل الفرز.
وعلقت الدكتورة نهاد منصور باسم النجدة الشعبية في عكار على بيان اتحادات بلديات عكار، وما جاء فيه من دونية في التعاطي مع الوزارات المعنية، مستهجنة عبارة "نتمنى" التي وردت في البيان المذكور. كما علقت على لغة "المطالبات" التي يخاطبون بها أركان السلطة، من دون تحديد أي مهلة زمنية، لا سيما بخصوص الطرقات، مقدمة أتوستراد المنية – عكار كأبرز مثال، وللتذكير مضى على البدء بأعمال الأتوستراد المذكور حوالي عشرين سنة ولم ينجز لغاية الآن بشكل كامل. وتساءلت أين ستمر الشاحنات الثلاثمئة التي ستنقل النفايات إلى عكار، في حين أن أزمة سير خانقة تشهدها بلدة حلبا مركز محافظة عكار، تجعل الناس تقبع ساعات طويلة خصوصاً في أوقات الذروة، ولا سيما قرب مستشفيات عكار ومدارسها. أما المئة مليون دولار التي يمنون بها أهالي عكار، فهي لن تكفي لدفع فاتورة الاستشفاء بعد تفشي مرض السرطان الذي سينشأ عن تلوث البيئة العكارية، وذكرت أن الفاتورة الاستشفائية الحالية توازي ثلاثين مليون دولار. ودعت منصور إلى أوسع حملة تواصل مع الناس لمواجهة الخطر القادم من نقل النفايات إلى عكار، وختمت بقولها "ابن عكار غير ذليل، على أكتافه ينهض اقتصاد بيروت، يحق لنا أن نعيش، اتركونا ندبر أمورنا".
أما ناصر سليمان فقد شكر باسم حملة "منا مزبلة" منظمي اللقاء، معرفاً بالحملة وبطريقة عملها، فذكر أن لقاء سابقاً عقد في بلدة عكار العتيقة وتشكلت لجنة من عشرين فعالية للتواصل مع سائر الفعاليات في مختلف القرى والبلدات العكارية، واختصر أخيراً بقوله إن عكار تشعر بالإهانة من فريقي 8 و14 آذار اللذين يرسلان إلينا الزبالة، "فلنرفع الصوت عاليا: منا مزبلة".
ودعا خالد الزعبي باسم تجمع شباب عكار، وحراس عكار، إلى توحيد الجهود، قائلاً كرامة عكار تنزف، وإذا كنا بلا كرامة نسمح بالإتيان بالزبالة إلى عكار.
من جهته استهجن المحامي عمر المراد ضعف ردود الفعل العكارية، معتبراً أن التحرك في الشارع لا زال مخجلاً، في إشارة إلى اقتصار المشاركة في الاعتصامات على مئات الأشخاص بينما عدد سكان عكار يناهز الستمئة ألف نسمة، مقترحاً المزيد من التواصل مع رؤساء البلديات ورؤساء الاتحادات البلدية، كما طالب بتحديد خطة للتحرك في الشارع.
وفي السياق اقترح الناشط سليم فارس من بلدة القبيات أن تقوم الجمعيات بانتداب شخص إلى كل قرية أو بلدة لتوضيح مخاطر المطمر، ليصار لاحقاً إلى اجتماع يعبر عن كل مناطق عكار، منبهاً إلى ما وصفه "بأزمة ثقة فيما بين الجمعيات وبينها وبين الناس".
كما لفتت عيدة حداد إلى ضعف التحرك في منطقة الدريب المعنية بشكل خاص ومباشر بأزمة مكب سرار. فعلق خالد الزعبي على ضعف التحرك بقوله "الناس اعتادت أن تنزل إلى الشارع لتصفق للزعيم، ولم تتعود على المطالبة بحقوقها".
وتميز جان حاكمه أحد الناشطين بالإشارة إلى أزمة الشاحنات التي تعمل في الكسارات وتمر في طرقات القبيات وعكار، لافتاً إلى أن كل الوعود بحل مشكلة الشاحنات لم تبصر النور، فكيف الحال مع ما سيضاف إليها بعد نقل النفايات، وأضاف متهكماً، ومن قال إن "الثلاثمئة شاحنة الآتية من بيروت ستعود بحمولة فارغة، متوقعاً أن تكمل سيرها نحو الكسارات وتعود محملة بالرمل والحصى".
ومن جهته خاطب عادل نعمان من بلدة كفرتون في جبل أكروم المسؤولين "ما دمتم قد اعترفتم جميعاً بأن عكار محرومة، ما الذي يمنعكم من إعطائها حقها، ولماذا تذكرتم حرمان عكار فقط عندما احتجتم إلى وضع نفاياتكم فيها".
وأعرب الفنان المسرحي عيسى من بلدة رحبة عن إعجابه بالحراك الشبابي على المستوى الوطني، واعتبر أن هؤلاء الشباب "سبقونا إلى التحرك، هم يسيرون وأنا أفتخر بالركض وراءهم، ويجب تعزيز مسارهم وتكثيف التواصل معهم".
في ختام اللقاء خلص د. جوزاف عبد الله إلى دعوة الدولة لرسم سياسة عامة واضحة بخصوص معالجة النفايات. قيام البلديات بإدارة ملف النفايات، بإشراف الوزارات المختصة، وما يستلزمه ذلك من إعطائها حقوقها من الصندوق البلدي المستقل. ورفض مبدأ استقدام النفايات إلى عكار من خارجها، ورفض تخصيص سهل عكار بواحدة من أكثر الصناعات تلويثاً. ورفض مبدأ مقايضة استقبال النفايات بالتنمية العكارية. وأسف لعدم وقوف نواب عكار وبعض رؤساء البلديات موقف المدافع عن كرامة وحقوق أهل عكار، مؤيداً للحراك العكاري الرافض لتحويل عكار إلى مزبلة، داعياً جميع الشرفاء إلى الوقوف بصلابة بوجه خطة المشنوق-شهيب، وبالنزول إلى الشارع لرفع الصوت من أجل إسقاط تلك الخطة.