back to Kobayat's Cultural Salon

لقاء حوار مع د. خالد حدادة

في موضوع ”تقييم الحزب الشيوعي اللبناني للوضع الراهن في لبنان والعالم العربي “

 


جلسة الصالون الثقافي في 19-12-2015، في قاعة مطعم المونتي فردي في القبيات

 


د. جوزف عبدالله يلقي كلمة التعريف بالمحاضر د. خالد حدادة


لكل لقاء طقوس متبعة كما في المسرح تقريباً. وحياة الشعوب هي، بمعنى ما، مسرح واقعي. ومن طقوس اللقاءات الثقافية والندوات التعريف بالمحاضر وبموضوع محاضرته.

فمن هو خالد حدادة؟ ولد سنة 1956 في برجا، من بلاد إقليم الخروب. تقصدنا عبارة بلاد وإقليم ... ألسنا في معاشنا الوطني اليوم دويلات دويلات، ولكل دويلة بلاد؟ وثمة من يسعى إلى تكريس الفدرالية في النصوص طالما هي حية في الممارسة: الطقوس السياسية...
خالد حدادة على تخصص في فرع العلوم الصحيحة، الفيزياء، وحائز على شهادة الدكتوراه من الجامعة الفرنسية (Paris 7, Jussieu) واختصاصها طرائق تدريس العلوم (Didactique des Sciences). وهو اليوم أستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية.

شيوعي منتسب منذ شبابه إلى الحزب الشيوعي اللبناني، تدرج من مسؤول لمنطقة إقليم الخروب، إلى مسؤول لمنطقة جبل لبنان الجنوبي، إلى عضو في اللجنة المركزية للحزب، فعضو في المكتب السياسي وكان مسؤولاً عن قطاع المهن الحرة وأساتذة الجامعة اللبنانية. وهو منذ العام 2004 الأمين العام للحزب (التمديد ماشي. صدقني لا أغمز منك، ولا أحملك مسؤولية، ولكن إشارة إلى أزمة عامة يعيشها اليسار العربي واللبناني، ومنه الحزب الشيوعي اللبناني).

خالد حدادة هو واحد من الملتزمين بالقول الآتي (استعرت هذا القول، وهو لشيوعي كويتي لا أذكر اسمه):
طريقنا أنت تدري شَوكٌ ووَعرٌ عسير/ موت على جانبيه لكننا سنسير/ سنمضي سنمضي إلى ما نريد/ سنمضي لنبني لبنان (كويتاً) جديد/ سنمضي سنمضي إلى ما نريد/ وطنٌ حُرٌ وشعبٌ سعيد.

هذا هو خالد حدادة في الطقوس. وهذا ما قد يصح في طقوس تعريف الزعامات، ولاد العيل، البيوت السياسية... ولكنه لا يصح في حالة خالد حدادة. في مثل هذه الحالة، الطقوس (حتى في الثقافة) تقتل المضمون. في زمن الميلاد والأعياد عموماً تكثر الطقوس. ولكن، ألم تقتل الطقوس الدينية اللهَ في البشر؟ ألسنا اليوم بحاجة إلى تبرئة الله من الطقوس وبعض النصوص والممارسات المزعومة باسمه؟ كم أنت عميق أيها الخوري جوزيف قزي في دعوتك "تبرئة الله" في كتابك الصادر عام 2013. وهي تبرئة من الطقوس وبعض النصوص المنسوبة إلى الله عند أتباع الديانات التوحيدية.

ما قدمناه في تعريف د. خالد حدادة، يقتل جوهر خالد حدادة، ومضمون نضاله. فخالد حدادة حالة رمزية (ومثله المئات) لأدات منهجية فكرية (الماركسية) تفعل في ممارسة نضالية من أجل مشروع تغيير. مشروع طموحه نقل لبنان من دولة فاشلة إلى دولة حاضنة. مشروع هو بمستواه السياسي بناء لبنان العلماني الديمقراطي العربي (الانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي على قاعدة النسبية والدوائر الكبرى أو لبنان دائرة النتخابية واحدة)، وبمستواه الإقتصادي- الإجتماعي الدفاع عن عملية التنمية الفعلية بمحاربة الفقر والبطالة والمحافظة على حق العمال والفلاحين والموظفين والمعلمين والجنود والمتقاعدين والمتعاقدين (سلسلة الرتب والرواتب)، (والنضال للمحافظة على الأدوات النقابية) وحق الرأسمالية الوطنية المنتجة بوجه طغمة المصارف المتحكة بالبلاد بمشاركة أمراء الطوائف ("كلن يعني كلن") العاملين في خدمة الرأسمالية الإقليمية والعالمية (حيتان المال)، وهي رأسمالية في خدمة الخارج، وبالتالي لا وطنية.

تحضرني بمناسبة التعريف بشخصية خالد حدادة شخصية نقولا شماس، وصرخته ضد سوق "أبو رخوصة"، وتحذيره من الشيوعية والشيوعيين، حزب "أبو رخوصة" (العبارة لـ د. فواز طرابلسي ومنه اقتبست بتصرف بعض الآتي). هناك شبح يقلق دوماً حيتان المال: الشيوعية.

قال نقولا شماس، رئيس جمعية تجار بيروت: "لن نقبل ان يتحوّل الوسط التجاري الى أبو رخوّصة. وسيبقى راقياً وقبلة لكل العالم العربي".
كلام الشماس، صاحب بنك سيدروس، طبقي متعالٍ موجّه للذين لا يرون في الطبقة الحاكمة غير السياسيين. ولا يرون من السلطة غير البرلمان ومبنى رئاسة الحكومة. الناطق باسم أصحاب وسط بيروت الفعليين يصحح صورة الواقع. ففي غمرة النقاش حول الضرائب على أرباح المصارف لتمويل سلسلة الرتب والرواتب يقول: "نحن نُطاع ولا نطيع". هنا حقيقة العلاقة بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية. الضمير "نحن" الذي يقوله نقولا الشماس يعني الهيئات الاقتصادية، الاسم المستعار لطغمة المصرفيين والمستوردين والمقاولين العقاريين وحيتان المال. وهم مُطاعون، دائنون، مفسِدون... وعلاقتهم ببعضهم علمانية 100%. يعبدون إلهاً واحداً، ويبيعون الناس آلهة متصارعة.
معه حق نقولا الشمّاس: في الحَراك هناك حرب طبقية، بين "حزب أبو نغوصة" (حزب الواحد بالمئة، حيتان المال) ضد "حزب أبو رخوصة".

حزبان: واحد يريد "ترخيص" كلفة المعيشة والتعليم والسكن والدواء لـ"ترقية" قيمة الانسان. وآخر يريد "ترقية" (زيادة) كلفة المعيشة والتعليم والسكن والدواء و"ترخيص" قيمة الانسان.

خالد حدادة من المعبرين عن/ والعاملين في/ "حزب أبو رخوصة". قائد شيوعي، "خلد أحمر" (كما سمى ماركس الشيوعيين) يتوالد باستمرار ويحفر سراديبه في أرض المجتمع، لا لأنه عبقري بذاته، بل لأن الرأسمالية (وخصوصاً النيوليبرالية) هي التي تشن على الدوام الصراع الطبقي ضد كافة أنماط الفقراء والكادحين. وهذا الصراع عو الذي يستولد الشيوعيين في مواجهة الصراع الذي يشنه الطغاة الرأسماليون.

هذا هو جوهر ما يمثله خالد حدادة، "خلد أحمر"، شيوعي في ما هو جوهر الحركة الشيوعية، فكراً وممارسة، والفكر الشيوعي (وهو محصلة أرقى تيارات الفكر الغربي فلسفة واقتصاداً وممارسة وتنظيراً اشتراكياً) هو أرقى ما وصل إليه إبداع العلوم الإنسانية والاجتماعية. ولَكَم من مقولاته يعتمدها الفكر المعاصر وينكر اقتباسها عن كلاسيكيات الماركسية.

إشارة إلى شواهد ثلاثة قبل أن أختم.
في 21 -8- 2015 استضاف الصالون الثقافي هنا الوزير الكتائبي سجعان قزي. حيث قال:
"هلطبقة السياسية بأغلبها الساحق يجب أن تتغير... لا يمكن أن تتغير الطبقة السياسية في لبنان إلا بالانتقال من الطائفية إلى العلمانية. ما يمنع التغيير هو الطوائف، ما يمنع الثورة هو الطوائف، ما يمنع التقدم هو الطوائف... إذا ما انتقلنا إلى حالة علمانية لا تغيير في لبنان، وإذا ما انتقلنا إلى قانون انتخابي جديد لا تغيير في لبنان... قديش لازم نحافظ عوحدة لبنان ووحدة المسيحي والمسلم في دولة لامركزية علمانية حيادية". (شي جميل!) Chapeau bas
لاحظوا شعار الشيوعيين في لبنان تاريخياً: من أجل وحدة لبنان وديمقراطيته وعلمانيته وعروبته.

حدثان حصلا في الأسبوعين الأخيرين.
أولاً، انعقد مؤتمر قسم اليمين لمنتسبين جدد إلى حزب الكتائب اللبنانية، بحضور حشد كبير من السياسيين ورجال الصحافة والإعلام: تغنى الشيخ سامي الجميل مسروراً بكلامه عن: "المنتسبين الجدد ومن بينهم شبان وشابات من الشيعة والسنة". (شي جميل!). Chapeau bas
ثانياً، مؤتمر آخر لحزب القوات اللبنانية بصدد توزيع بطاقات الانتساب للأعضاء الجدد في عكار، حيث قال "الحكيم" (أنا كيساري عندي حكيم واحد جورج حبش. ولكني أحترم رأي القوات في تسمية قائدهم "الحكيم") قال: "حفل توزيع بطاقات الحزب على منطقة عكار يتميز بنكهة خاصة، أولاً لأن عكار معذبة ومتروكة ومهملة منذ زمن، وثانياً لأنها المنطقة المختلطة الأولى التي يكون فيها لنا رفاق مسلمون يتسلمون بطاقات الانتساب". (شي جميل!) Chapeau bas
ولفت الى أن "عكار منطقة غنية ولكنها في الوقت عينه مهملة، لذا هي تحتاج الى عمل سياسي فعلي، أكثر من أي منطقة أخرى، والذي لا ينجح إلا من خلال أحزاب، وقد اخترتم الطريق الصحيح بالانتماء الى حزب. ومن خلالكم أناشد كل العكاريين الانتساب الى أي حزب يرونه مناسباً، اذ لا يوجد سوى الأحزاب والسياسات الكبرى التي تنتشل عكار والوطن من أزماتهما الكبيرة". (شي جميل!) Chapeau bas

وعلى هذه الشواهد الثلاثة لي ملاحظتان.
الأولى، ارتياح وتقدير وترحيب بكلام الوزير قزي، وبموقف الشيخ سامي الجميل، وبرأي د. سمير جعجع. والحقيقة (والحقيقة يجب أن تُقال وأم تُقبل) هم في ذلك على خطى الشيوعيين، وعنهم متأخرون جداً، ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً. ونأمل أن يُترجم ذلك في مشاريعهم للقوانين الانتخابية.
في الثانية أقول: الشيوعيون (وثمة قوى قومية أخرى مشابهة هنا) مصهر فعلي للوحدة الوطنية، وخصوصاً في عكار وهم عاملون فيها تاريخياً. والوحدة الوطنية التي بناها الشيوعيون في كل لبنان شهادتها منها وفيها، وفي عكار شهادتها في الوحدة الوطنية معمدة بدم الشهداء على مساحة الوطن بكامله، وداخل الأرض المحتلة فلسطين. هل أعدد أسماء الشهداء من كل الطوائف العكارية، إنهم بالعشرات. وإني لأخال طيفهم يجول في القاعة معنا، وفي قلب الكثير من الحضور غصة ودمعة تحبسها العيون.

هذا النهج هو ما يمثله خالد حدادة. ومنه ننظر إلى موضوع المحاضرة "تقييم الحزب الشيوعي اللبناني للوضع الراهن في لبنان والعالم العربي". وبالمصادفة أعلن خالد حدادة في 22 تموز 2015، (بالتوازي مع الذكرى الحادية والتسعين لميلاد الحزب الشيوعي اللبناني) عن المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي. ولعله جاء بعنوان "المنطقة بحاجة الى يسار جديد يطلق مشروعاً لانقاذ لبنان والمنطقة... وفي أساس هذا اليسار حزب شيوعي فاعل ومتميز ومنفتح في تنظيمه الداخلي".

الكلمة لك د. حدادة لنفهم تصورك لواقع المنطقة ولبنان، ولماذا الحاجة إلى يسار جديد، وكيف سيكون في أساسه حزب شيوعي فاعل. فتفضل الكلام لك.

 

 

حدادة من القبيات: البلد يمر بأزمة حقيقية تتقاطع مع أزمات المنطقة،


المطلوب إعادة بناء دولة المواطنين، دولة الرعاية الاجتماعية، وقانون انتخابات على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي

ضمن فعاليات الصالون الثقافي في القبيات، استعرض الأمين العالم للحزب الشيوعي اللبناني د. خالد حدادة "تقييم الحزب الشيوعي اللبناني للوضع الراهن في لبنان والعالم العربي" في مطعم المونتي فردي في القبيات، في 19-12-2015.

استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني. ثم عرّف عضو الصالون الثقافي د. جوزف عبد الله الحضور بالمحاضر مشيراً إلى كفاءاته العلمية وموقعه السياسي معتبراً أن "هذا التعريف هو من باب التعريف التقليدي بشخص المحاضر"، وأضاف أن لحدادة تعريفاً آخر يتقاطع مع موقعه في الضفة الأخرى المقابلة لقادة القوى والأحزاب التقليدية.
استهل د. خالد حدادة كلمته بشكر الحاضرين على مشاركتهم بالندوة، فوجه تحية للمشاركة العكارية في الحراك الشعبي، ولمساهمتهم السابقة في الحراك الداعي لإسقاط النظام، كما وجه تحية إجلال للشهداء العكاريين من الحزب الشيوعي ومن باقي القوى والأحزاب، الذين سقطوا في إطار مقاومة العدوان الصهيوني.

وقال حدادة أن الحراك الشعبي أمام تحدي إعاد رسم خطة للتحرك، مشيراً إلى أن الطبقة السياسية وصلت "إلى ما كنا نحذر منه، والآن في اجتماع مجلس الوزراء، ثمة تكتم كلفة ترحيل النفايات، وعلى حصة كل فريق في اقتسام غنائم عملية الترحيل، وعلى اسم البلد المرحّلة إليه" متوقعاً أن كلفة الترحيل لن تقل عن مئتي دولار للطن الواحد من النفايات. كما تساءل عن كلفة تمويل عملية الترحيل التي سوف تكون على حساب البلديات وأموال الصندوق البلدي، متوقعاً بالتالي عجز البلديات عن الوفاء لدورها في التنمية المحلية. وأشار إلى أن قسماً آخر من تمويل عملية الترحيل سيكون من الخزينة اللبنانية عبر فرض ضرائب جديدة "غير مباشرة" سوف يتحملها الفقير والعامل والأجير.

ومن أزمة النفايات، إلى سائر الأزمات (لا رئيس للجمهورية، لا اجتماع للحكومة إلا بعد اتفاق أطياف السلطة السياسية على تمرير مصالحهم، مجلس نواب ممدد له وعاجز عن الاجتماع)، رأى حدادة أن البلد يمر بأزمة حقيقية تتقاطع مع أزمات المنطقة. وهي أزمة باتت أكثر تعقيداً من أن تحل وفق المبادرات المطروحة، أزمة تتخطى أزمة رئيس جمهورية، إذ لطالما "كان لدينا رئيس وحكومات، فماذا حلّ من أزمات؟". إذن، المطلوب إعادة بناء دولة المواطنين، دولة الرعاية الاجتماعية، قانون انتخابات على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي، لأن انتخاب رئيس للجمهورية لن ينجح في حل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد يحقق الاستقرار لسنة أو أقل، لتعود الأزمة وتتوالد من جديد. هذا، يضيف حدادة، في حال تمكن الطبقة السياسية من تمرير مسألة انتخاب الرئيس، وبخاصة أن أصواتاً بدأت تنذرنا بمخاطر انزلاق الوضع إلى حرب أهلية جديدة، عبر التهويل بانتخاب رئيس الجمهورية بالدم، إذا فشلت المساعي الحالية.

هكذا، الشعب اللبناني، لا يواجه العدوان الصهيوني فحسب، ولا يواجه مخاطر القوى الإرهابية فقط، إنما هو النظام الطائفي الذي يستدرج صراعات الخارج إلى الداخل اللبناني، وها هي الدعوة السعودية لتشكيل حملة عسكرية للمشاركة في الحرب السورية، تطرح مجدداً مغزى ترحيب بعض القوى اللبنانية بها.

وانطلاقاً، من المعطيات الأخيرة المتعلقة بمستجدات الوضع السوري، اعتبر أن الشرق الأوسط سيكون مسرحاً لصراع عالمي جديد. الأمر الذي يستوجب البحث بأزمة اليسار العربي، وليس اليسار اللبناني فحسب. وهذا البحث ينطلق من شرعية السؤال حول الاستقطاب الأميركي الروسي في سياق الصراع على سوريا. وهو سؤال يعزز أوهام بعض المتحمسين للدور الروسي انطلاقاً من حنينهم إلى زمن الاتحاد السوفييتي، داعياً إلى النظر في حقيقة ومعنى التباين الأميركي الروسي، انطلاقاً من التمييز بين الدور الإمبريالي التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، وسعي الدولة الرأسمالية الروسية لاستعادة مكانتها في المنطقة، هذا السعي بما له وعليه، ساهم بتخفيف استفراد الولايات المتحدة وحلفائها بتحديد مآلات الحرب، وأبعد لحد الآن مخاطر تقسيم سوريا. ليخلص إلى أن مصير المنطقة رهن بموازين القوى.

وختم حدادة كلمته بتوجيه التحية من القبيات إلى المناضل جورج عبد الله، وأشار إلى أن الحزب الشيوعي اللبناني تبنى قضية الدفاع عن قضيته، وذكر بأن الحزب الشيوعي الفرنسي وبمسعى "من حزبنا ومني شخصياً" تقدم عبر نوابه وممثليه باستجواب للحكومة الفرنسية، بخصوص عدم الإفراج عنه، لا سيما بعد انقضاء مدة محكوميته، وبالتالي فالحزب الشيوعي اللبناني يواصل تبنيه لهذه القضية.

 

التسجيلات الصوتية للقاء:

Part 1    -   Part 2   -   Part 3

 

 

جريدة السفير 21 - 12 - 2015

حدادة: المبادرات المطروحة لا تحل الأزمات

أكد الأمين العام "للحزب الشيوعي اللبناني" الدكتور خالد حدادة، أن "البلد يمر بأزمة حقيقية، تتقاطع مع أزمات المنطقة، وهي أزمة باتت أكثر تعقيدا من أن تحل وفق المبادرات المطروحة، أزمة تتخطى أزمة رئيس جمهورية، والدليل أنه كان لدينا رئيس وحكومات، فماذا حل من أزمات؟.
كلام حدادة جاء خلال لقاء الصالون الثقافي" في مطعم "المونتي فيردي" في القبيات، بحضور شخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية.
وقدم حدادة "تقييم الحزب الشيوعي اللبناني للوضع الراهن في لبنان والعالم العربي"، فأكد "أن المطلوب إعادة بناء دولة المواطنين، دولة الرعاية الاجتماعية، اقرار قانون انتخابات على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي، لأن انتخاب رئيس للجمهورية لن ينجح في حل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد يحقق الاستقرار لسنة أو أقل، لتعود الأزمة وتتوالد من جديد.
ورأى أن "الشعب اللبناني، لا يواجه العدوان الصهيوني فحسب، ولا يواجه مخاطر القوى الإرهابية فقط، إنما النظام الطائفي، الذي يستدرج صراعات الخارج إلى الداخل، وها هي الدعوة السعودية لتشكيل حملة عسكرية للمشاركة في الحرب السورية، تطرح مجددا مغزى ترحيب بعض القوى اللبنانية بها".
وأضاف: ان الشرق الأوسط سيكون مسرحا لصراع عالمي جديد. الأمر الذي يستوجب البحث بأزمة اليسار العربي، وليس اليسار اللبناني فحسب، وهذا البحث ينطلق من شرعية السؤال حول الاستقطاب الأميركي- الروسي في سياق الصراع على سوريا. وهو سؤال يعزز أوهام بعض المتحمسين للدور الروسي، انطلاقا من حنينهم إلى زمن الاتحاد السوفييتي"، داعيا إلى "النظر في حقيقة ومعنى التباين الأميركي- الروسي، انطلاقا من التمييز بين الدور الإمبريالي التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، وسعي الدولة الرأسمالية الروسية لاستعادة مكانتها في المنطقة، هذا السعي بما له وعليه، ساهم بتخفيف استفراد الولايات المتحدة وحلفائها بتحديد مآلات الحرب، وأبعد لحد الآن مخاطر تقسيم سوريا"، وخلص إلى أن "مصير المنطقة رهن بموازين القوى".
وفي الختام ذكر حدادة بقضية المناضل جورج عبدالله إبن بلدة القبيات فأكد أن الحزب الشيوعي اللبناني يواصل تبنيه لهذه القضية، وهو تقدم عبر نوابه وممثليه باستجواب للحكومة الفرنسية، بخصوص عدم الإفراج عنه، لا سيما بعد انقضاء مدة محكوميته. وانتقد الدكتور جوزف عبد الله خلال كلمة التعريف بالدكتور حدادة الخلط بين النصوص والطقوس. وأكد أن "حدادة حالة رمزية لأدات منهجية فكرية تفعل في ممارسة نضالية الماركسية من أجل مشروع تغيير، مشروع طموحه نقل لبنان من دولة فاشلة إلى دولة حاضنة".
("موقع السفير")

 

  back to Kobayat's Cultural Salon