back to Cultural Salon page

ندوة حول دراسة عن وادي حلسبان في القبيات
بهدف تحويله إلى منتزه والعمل على تنميته بشكل مستدام

الصالون الثقافي في القبيات 25 آب 2018 الساعة 6:30 مساءً

إذا كان وادي حلسبان في القبيات يستدعي إجراء أكثر من ندوة ومحاضرة، فإن أول الغيث كان هذا اللقاء الذي دعى إليه الصالون الثقافي للتداول بالدراسة التي قام بها ثلاثة شبان لهذا الوادي، عارضين أهمية الموقع وواقع الحال، ومقترحين خطة عمل وحلول للحؤول دون تحول هذا الوادي السياحي والتاريخي والديني والبيئي إلى تجمع عمراني عشوائي على شاكلة ما يحصل، وللأسف، في كثير من المواقع الطبيعية على مساحة الوطن.

بحضور النائب هادي حبيش ورئيس البلدية السيد عبدو عبدو وعضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر السيد جيمي جبور وأكثر من ١٥٠ مشارك قدم المحاضرون نتيجة عملهم الدؤوب على الوادي الذي أخذ شهوراً عدة لإنضاجه واستكمال المعطيات والاقتراحات.

في البداية كان عرض قدمه انطونيو معيكي متناولاً التسمية وهي تشتق من "حلسو" أي المفام و"بان" وهو الإله الإغريقي الذي يوجد له معبد في الوادي، هو حالياً مار شليطا، ومتناولاً المعطيات التاريخية من تسمية عين الست نسبة إلى عشتروت حسب الباحثين، وموقع بتويج إلى بيت الوجه. قدم معيكي دراسة تفصيلية عن طبيعة الوادي وجغرافيته وينابيعه وثروته النباتية والحيوانية ومقاماته الروحية الأثرية ( مار شليطا ومار سركيس وباخوس أو دير العقبة). كما فنّد المشاريع السياحة المتواجدة من مطاعم ومنامة وحديقة حيوانات، والرياضات من مشي وركض ودراجات هوائية وتنزه مع التركيز على اختراق درب الجبل اللبناني لهذا الوادي مع دروب مشي أخرى، ومعدداً اسباب التلوث المائي والبصري والسمعي.

الناحية العمرانية والهندسية قدمها رالف ضاهر الذي عرض خرائط الوادي مع تداخل الاملاك الخاصة بالعامة (هذه الأخيرة تشكل أكثر بقليل من نصف مساحة الوادي) ومبيناً طرق السير المتواجدة. وكان طرح الرؤية التي تتلخص بإنشاء منتزه وادي حلسبان كالمنفذ الأقرب إلى سكان البلدة، وطرح للأهداف التي تعمل على إيجاد حلول مستدامة للمشاكل البيئية، وعلى إدارة النشاطات وإخضاع المشاريع لمعايير تحمي الوادي من التشويه. وقدم ضاهر اقتراحات عدة منها تخطيط وتنفيذ دروب للتنزه ودروب للمشي مع درب للدراجات، وتحديد معايير البناء مع وضع حسومات مالية على من يعتمد الحلول البيئية ومنها الالتزام بمعالجة مياه الصرف الصحي كالتكرير بالقصب على صعيد عدة بيوت او منشآت، على سبيل المثال.

الهوية البصرية للوادي كانت من حصة بيتر موسى الذي ربط الانتماء للماضي والذكريات والطبيعة والجمال بالحاضر والمستقبل انطلاقاً من تحديد هوية مرئية ومعتمدة، شارحاً اللوغو برسوماته الثلاث وألوانه ومنها البني المخصص للمواقع التاريخية الأثرية، الأخضر للطبيعة والأزرق للمواقع المائية. وركز موسى على تحديد المعالم بصرياً ورسم الدروب والمشاريع السياحية والطرقات والإرشاد إليها، وعن أهمية وكيفية استعمال الألوان، كما كان تشديد على أهمية انتاج دليل سياحي وعن دور الإعلام الالكتروني.

وكان نقاش مثمر ركز فيه المداخلون على أهمية أن يقوم الشباب باستلام دفة الإهتمام بالبلدة وببيئتها، منوهين بالعمل الدؤوب، كما أظهر النائب حبيش استعداده للدعم طالباً مشروعاً مفصلاً وكذلك رئيس البلدية الذي أظهر تجاوباً مع الطروحات واضعاً امكانيات البلدية بالتصرف وداعياً إلى اجتماع قريب مع الشبان الذين عملوا على المشروع.

 

ولقد تجاوبت البلدية بسرعة إذ، بعد يومين، أصدرت هذا القرار: