Back to P. Louis Wehbe ocso

 

المسيح قام - حقا قام!


أتمنى لكم عيد فصح مجيد ومقدس ومفرح، متحدين مع ملايين الملايين من الكاثوليك في العالم، وعلى رأسهم البابا فرنسيس، مرجعية الوحدة والشركة، إذ نحتفل بالحدث الذي غيَّر مجرى التاريخ البشري، وبه أعطى يسوع المسيح ملء المعنى للوجود الإنساني. هذا نتحسسه باحتفالنا معًا بعجائب الله وبالشركة مع الكنيسة الكاثوليكية.


أجد من المؤسف وغير المبرر قرار فرض الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة الاحتفال بعيد الفصح حسب التقويم اليولياني.
- أعلم أن تاريخ الاحتفال بعيد الفصح ليس مسألة عقائدية، ومن حيث المبدأ ليس هناك من موانع للاحتفال بهذا العيد في أي وقت من السنة. فإنه محض ترتيبات كنسية قابلة للتغيير، ولا ينتقص من إيماننا المسيحي في قيامة يسوع المسيح، فالمسألة نسبية.
- أتفهم أن ضغوطات تمارس من قبل بعض المسيحيين الكاثوليك، بسبب انتماء الوالدين أصلاً لكنائس أورثوذكسية وكاثوليكية أو بسبب تواجد الكنيستين في البلد الواحد أو بسبب خشية انتقادات او ازدراء من المسلمين الذين يعلقون أهمية كبرى لنظام موحد للاحتفالات الدينية، فإن هذه الأسباب لا تلبي إلاّ للتمسّك بوحدة ظاهرية وإهمال الجوهر، (أي معرفة الحقائق الإيمانية في العقيدة المسيحية وعيشها ). وهذا يطرح سؤالاً خطيراً موجهاً لكل ضمير حيّ.

قرار من جانب واحد لبعض الكنائس الكاثوليكية الإحتفال بعيد الفصح حسب التقويم اليولياني، مع الكنيسة الأرثوذكسية، ليس له ما يبرره لعدة أسباب :
1 - هذه ليست خطوة نحو الوحدة، بل هو انقسام آخر في الكنيسة الكاثوليكية بالابتعاد عن البابا وملايين الكاثوليك في أنحاء العالم. وأيضًا انقسام في البطريركية الواحدة. لقد عانينا بما فيه الكفاية من انشقاق حتى الآن.
2 - إذا القدس وبيت لحم وضواحيهما أعفيت من هذا الإجراء، فيولد ذلك قلقًا وانقسامًا إضافيًا في كنيسة الأرض المقدسة.
3- حسب المعلومات التي وصلت إليّ يبدو أن رؤساء الأورثوذكس الكنسيين ليسوا متحمسين للاحتفال في آن واحد مع الكاثوليك. إنهم يعتقدون رسميا أن موقفهم على حق وليس لديهم أيّ استعداد للتنازل عن شيء ما.
4 – من المعروف أن علميا الحساب بحسب التقويم اليولياني هو على خطأ بينما الحساب بحسب التقويم الغريغوري هو أقرب منه الى الصحة.
5- على المستوى الشخصي أنا ماروني، وليس لكنيستي المارونية فرع أورثوذكسي، لذلك لا أرى مبرراً للإنفصال عن البطريركية ولا عن البابا الذي عانت كنيستي الكثير الكثير طوال الأجيال للحفاظ على الوحدة معه.
6- بما يخص دير اللطرون إنه تابع لدائرة اورشليم، ولا وجود لمسيحيين أورثوذكس في جواره، الأمر الذي يزيدنا قناعة بالاحتفال بعيد الفصح بحسب التقويم الغريغوري مع بابا روما الذي نعتبره مركز الوحدة والشركة في الإيمان.


اليوم 31 مارس 2013 عيد الفصح

 

الأب لويس وهبه 

P. Louis Wehbe ocso

Back to P. Louis Wehbe ocso