![]() |
back to Pere Nassim Doc. |
صرخة رجاء
في عيد الربّ (6 آب) من العام 2008 كتبت مقالًا على موقع القبيّات حمل عنوان: "صرخة
وجع" (http://www.kobayat.org/data/documents/spirituality/nassim_kastoun/sarkhat-waja3.htm)،
تحدّثت فيه عن مكامن الضعف في القبيّات وعن سبل الاستقامة فيها...
وقبل أسبوعٍ من الانتخابات النيابيّة في العام 2009 كتبت "صرخة وجع 2" (http://www.kobayat.org/data/documents/spirituality/nassim_kastoun/sarkhat-wajaa2.html)كنداءٍ
للوحدة مع الإبقاء على التنوّع في الآراء.
أمّا اليوم، وفي زمن الصوم من العام 2012، ووسط عاصفة الأحداث التي مرّت بنا...
أطلق صرخة افتخارٍ ورجاء:
الافتخار
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، يا من تعلّقت بها صغيرًا وعشقتها منذ رأيتها للمرّة
الأولى، بشموخ جبالها ونقاء سمائها وسحر مسائها ونداوة صباحها...
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، لأنّي منذ أصغيت إلى أحاديث "الكبار"، أدركت كم
قدّمت للوطن وللكنيسة ووللثقافة من قادة وشهداء ورجال ونساء سطع ضياؤهم في سماء
تاريخ بلادنا وأبعد منها أيضًا...
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، لأنّي تشرّبت منك الحكمة قبل التصرّف والتصرّف
بحكمة في أوان الأزمات...
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، لأنّي اكتسبت منك صلابة الموقف حين تعترض الصخور
سبيل الحياة وما من دربٍ موصدةٍ في وجه المؤمن بربّه وبقضيّته...
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، لأنّي على دروبك تشرّبت الإيمان الحقيقيّ الّذي لا
يفصل بين القول والعمل فنعمه نعم ولاؤه لا...
أفتخر بانتمائي إليك يا قبيّات، لأنّي شهدت فيك قوافل الاجيال تتوالى ويبقى دون
زوال هذا العشق لك ولكلّ ما فيك...
الرّجاء
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّك أمٌّ صالحة حنونة يحضن دفؤها بنيها وإن شابت تلالها
في عزّ الشتاء وينعش نفسها أحبّاءها وإن غابت شمسها في دار الليل...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ ما يجمع بنيك أكبر ممّا يقسّمهم وما يوحّدهم أعظم
ممّا يفرّقهم...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ بنيك يعلمون كيفيّة التمييز بين من يحبّك وبين من لم
يشعر بعدُ بمحبّتك له وبمدى سعة صدرك ورجاحة عقلك وصفاء روحك...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ صبا شبابك وشابّاتك ينشّط دماء كبارك وشيبك فلا "يموت
الرّاعي ولا يفنى الغنم"...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ الصلاة فيك لغة حوارٍ مع الله وسبيل تلاقٍ ما بين
النّاس...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ الغضب فيك لحظةٌ والمحبّة فيك دهور...
رجائي كبير بك يا قبيات، لأنّ من شاء فيك أن يحيا للمبادئ استطاع أن ينهل الشجاعة
من بريق الرجاء في عيون الأحباب ومن نبض القلوب الهامس بالعشق المباح لجميلة
الجميلات...
فبك أفتخر ورجائي أن تفتخري بي وبكلّ أبنائك وأطمئنك: إذهبي بسلام وابحثي عن الخروف
الضائع لأن التسع والتسعين متراصّون ومتحابّون (متى18\12-13) والقطيع قويٌّ لأنّ
الرّاعي الصالح يرعاه لأنّه في وسطه بكلمته وجسده ودمه في سيّدة الشنبوق وفي دير
عنان وفي سيّدة كمّاع وفي مار شربل وفي سيّدة النصر وفي مار سركيس وباخوس وفي مار
شلّيطا وفي مار ضومط وفي مار جرجس - غوايا وفي مار جرجس ومار دانيال – شويتا وفي
سيّدة غزراتا وفي كنيسة مستشفى سيّدة السلام، وفي سيّدة السلام، وفي سيّدة الانتقال
– الضهر، وفي الحبل بها بلا دنس وفي سيّدة الغسّالة وفي سيّدة شحلو وفي مرت مورا
وفي مار جرجس – مرت مورا وفي الأربعين شهيد... وطبعًا في قلوب وأذهان وأرواح أبناء
القبيّات الّذين بهم افتخاري ورجائي...
الخوري نسيم قسطون
القبيات في 23 شباط 2012
![]() |
back to Pere Nassim Doc. |