email: elie@kobayat.org | www.kobayat.org |
شَرْح مُختَصَر لِأَقسامِ القُدّّاس الإِلَهي
من إعداد الخوري نسيم قسطون
أ- القِسمُ الأول |
إنَّهُ القِسمُ الاستعدادي وَلَوْ لَمْ يَكُن بِنَفْسِ أَهَمِّيَّةِ القِسمَينِ الثاني والثالث. وفيهِ:
1- تَتُمّ تَهيِئَة القَرابين التي ترمُز إلى ما كانَ يُقَدِّمُهُ المُؤمِنون مِن عَطايا إلى الكَنيسَة والّتي تُختَصَرُ بالخُبزِ والخَمْر اللذان يرمُزانِ إلى العَمَلِ المُشتَرَك بينَ الله (خَالِق الإنسان ومانِحِ الأرض) والإنسان (الّذي زَرَعَ ومِن ثُمَّ صَنَعَ الخُبزَ والخَمْر).وتُوضَعُ أَيَّامَ الأَحادِ وَالأَعياد على مَذبَحٍ جانبيّ إن كانَ يُوجَد أَو على طاوِلَةٍ في آخِر الكَنيسَة حَيثُ يتِمُّ وَضعُ صَليبٍ وحَوْلَهُ شَمْعتان مضاءتان؛ أمَا في أيّام الأُسبوع فَتُوضَعُ على المَذبَحِ الأساسيّ.
2- يُضاءُ المذبَحُ الأساسي بشمعَتَيْن (إِذا كان المُحْتَفِل كاهِناً)، أو بأربَعَة (إِذا كان المُحْتَفِل أُسقُفاً)، أو بِسِتَّة (إِذا كان المُحْتَفِل بَطرِيَركاً أَو البابا) وهُيَ للدلالَة على حُضورِ المَسيحِ، نورِ العالَم. وَلَيْسَ العَدَد إلا للدلالَة على حضورِ المَسيح في سِرِّ الكَهنوت والأُسقُفِيَّة.
3- يلبس المُحتَفِل ثيابه الكهنوتيَّة وَيَدخُل إلى المَذبَح.
ب- القِسمُ الثاني |
إنَّهُ قِسمُ الكَلِمَة وَيَتِمُّ التَركيزُ فيهِ على تذكُّر عمل الله الخلاصي وكيفيَّة تطبيقِه عَمَلِيّاً.
المرحَلَة الأولى
تتألَّف مِنَ صلاةِ البَدء والمجدُ لله وصلاة الغُفران ولحن اليوم ومِن ثُمَّ صلاة البَخور، وَتَهدِفُ كُلُّها إلى إِدخالِ المُؤمِن في أجواءِ خِدمَةِ اليوم (مناسبة القُدّاس) مِن خلالِ تذكيرِهِ بِعَمَل الله من أجلِه، كما توجِّهُ إلى الرَّب ما تَرجو الجَماعَة تَحقيِقَهُ في حياتِها.
أَمّا البَخور فَهو يُستَعمَلُ في كُلِّ الأَديان للدلالة على الصلاة التي ترتَفِعُ إلى الله الّذي يَقبَلُها (إرتفاع البَخور إلى الأَعلى).
المرحَلَة الثانيَة
تتألَّف مِن نشيد "قاديشات" الّذي تليهِ صلاة، يُهيِّئان المؤمِن لِقُبولِ كَلِمَة الله في الرَّسائِل أو رؤيا يوحنا أو أعمال الرُّسُل وَمِن ثَمَّ الإنجيل.
زيّاح الإنجيل يُذَكِّرُنا أنَّ "الكَلِمَة صارَ جَسَداً" وبالتالي يَرمُز إلى حُضورِ الله بينَ شَعبِه. والعِظَة تُساعِدُنا لِنَفهَم كَلِمَةَ الله وكَيفَ يُمكِنُنا الاستِفادَةُ مِنها وَتَطبيقِها في حياتِنا.
وتَنتَهي هَذِهِ المَرحلَة، لا بَل القِسمُ كُلُّهُ بالنؤمِن، وهِيَ دَلالَة على وَحدَةِ الجَماعَةِ المُحتَفِلَة وبالتالي أهلِيَّتُها للاشتراك في القِسْمِ الثّاني، قِسْمِ الإِفخارستيا.
ج- القِسمُ الثالِث |
إنَّهُ قِسمُ الإِفخارِستيا، وَيَتِمُّ التَركيزُ فيهِ على الاستعداد لتَقبُّل جَسَدِ الرَبِّ وَدَمِهِ والانطلاق في الحياة مُزَوَّدَيْنِ بِهِما ك"زادٍ لِلحياة".
المرحَلَة الأولى
تَقدِمَة القرابين التي تكلَّمنا عنها سابِقاً، وَتَقدِمَة الذبيحَة بِشَكلٍ عام التي تُقام تَنفيذاً لوصيَّة الرَبّ : "إصنَعوا هذا لِذِكري". وَقَد يُضاف إلى القَرابين التَقليديَّة، أي الخُبز والخَمْر، تقادُم أُخرى حَسَبَ المُناسَبَة أو الجَماعَة الحاضِرَة. وَهيَ تسبِقُ النافور، الّذي يضُمُّ باقي المراحِل في هذا القِسم.
المرحَلَة الثانيَة
مَعَها يَبدأُ النّافور بِمَرحَلَة "تبادُل السّلام" الّذي يَرمُز إلى المُصالَحَة الواجِبَة بينَ المُتخاصِمِين قبلَ الاشتراكِ في جَسَدِ الرَبِّ وَدَمِهِ.
ثُمّ تأتي مرحَلَة تحوُّل الخُبز والخمر إلى جَسَدِ الرَبِّ وَدَمِهِ، التي تبدأ مَعَ التذكير بِعَمَلِ الثالوثِ الخلاصي مَعَ ذِكرِ الآبِ، وكلامِ التقديس الّذي نَطَقَ بِهِ الابنُ ثُمَّ ذِكْرِ عَمَلِهِ الفدائي وأخيراً حُلولِ الرُّوحِ القُدُسْ على القَرابين ليَتِمَّ التَحوُّل أيضاً بِعَمَلٍ ثالوثيّ.
ويأتي هُنا دَورُ النوايا التي تتوجَّهُ إلى الآب، والتي تَنَبَعُ مِن أَبناءٍ لَهُم ملءُ الثِّقَة بِمَحَبَّةِ أبيهُم لَهُم، ومِن هُنا الطِلباتُ المُتَعَدِّدَة في هَذا القِسْم.
المرحَلَة الثالِثَة
تَبدأ بكَسرِ الجَسَد وَمَزجِ الدَمِّ بِهِ ثُمَّ رَفع القرابين، وهُوَ ما يَرمُزُ إلى آلامِ المَسيحِ وَمَوتِهِ وَقيامَتِهِ فَصُعودِهِ إلى السَّماء.
يليها المُصالَحَةُ مَعَ الله ، بَعدَ المُصالَحة التي سَبَقَتْ مَعَ القَريب، وَهي تبدأُ بالاعتِرافِ بأبوَّةِ الله بصلاة الأبانا ثُمَّ بِرُتبَةِ توبَةٍ مُصَغَّرَة (إحنوا رؤوسَكُم ... لِيَنظُر كُلٌّ مِنّا / ثُنائيَّة الموت والقيامَة)، لا تُغني عَنِ الاعتِراف، تـَجْعَلُ الشَّخصَ جاهِزاً لتَناوُل جَسَدِ الرَبِّ وَدَمِهِ. وتَجْدُرُ الإِشارَة أنَّ حُضورَ الذبيحَة دون التناوُل يَجعَلُ اشتِراكَنا في القُدّاسِ ناقِصاً وَغَيْرَ مُكتَمِل.
المرحَلَة الرابِعَة
هِيَ مَرحَلَةُ الشُّكر (معنى كَلِمَة إفخارِستيا اليونانيّة)، أَي الهَدَفُ الأسمى للاشتراك في القُدّاس، شُكرُ الله على كُلِّ عطاياه وخاصَّةً جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ.
وَمَعَ الأَسَف كثيرون يَكتَفون بالتناول ويُغادِرونَ دونَ المُشارَكَة في هَذه المرحَلَة الّتي تَنْتَهي بالإرسال (إِذهَبوا بسلام...) ، أي إنطِلاق المؤمنين كَرُسُل للمسيح الذي أخَذوهُ كزادٍ (مَعَ الزّاد...) وَبَرَكَة للحياة مَعَ بَرَكَةِ الثالوثِ الأقدَس الخِتاميّة، إشارَة الصليب، الّتي تُمَيِّزُ وتَطبَع المَسيحيين.