back to JD Documents

أنتِ العروس

فُتِحَت السماوات، نُثِرَت الورود وتَعالْت ترانيم التأهيل بعروس النّقاء.
نودّعك بَشَرُا ويستقبلك إلهًا بين أحضانه. تبكيك العيون الحزينة على الفراق وتغمرك بالحبّ الأبديّ عيون العريس المُنتظَر: ولطالما هيّأتِ نفسكِ للقائه.
هذا هو اليوم الّذي تَنْخطِف فيه أنفاس الأحبّة على الأرضِ وتُعطى لكِ الأبديّة في السّماء.
يتقطّع قلب من ولدتكِ إلى الحياة من حشاها، وروحها تُزهَقُ من ألمٍ لا يسبر غوره سوى
الأمّهاتِ ساعة فقدان "الضَّنى"، وتَتَلقّاكِ أمًا ولدَتكِ من حشا ابنها الحبيبِ إلى حياةٍ جديدة.
... صعبةٌ هي اللحظات... مرّةٌ هي كأس الفراق!
صعبٌ التفكير، حتّى أنّه يُخرْسِنُ الكلام ويحبسه في الحلقِ فينهمر آهاتٍ وأنّات...
لكنّ الحدث كبير، عرسٌ هو، والفرحة حيث أنتِ الآن أكبر ممّا نتصوّر، والخاتم في إصبعك، سينتقل من اليمين إلى اليسار، عربون وعدِ الأبِ الحنون لكِ. سيزّفك إلى ابنه اليومَ والمدعويّن كُثُرٌ حولكِ أعلم! أومن! لكنّنا بشر!
نعم! أحسستُ بها! هي دمعة فرحٍ بلقاء حبيبكِ قد زرفتها وقد امتزجت بتمنّيكِ:" لو ترى أمّي ويسمع أبي وإخوتي ما لم تره عينٌ وما لم تسمعه به أذن، حيث الآن أقيم، لفرِحوا وتهلّلوا ومسحوا كلّ دمعةِ أسفٍ وحسرة."
فيا أيّتها الصبيّة الرقيقة، سينتيا الجميلة،اليوم عرسكِ وأنتِ حبيبة المدعوّين الآتين لوداعك، أتركي لهم سلام القلب الّذي حظيتِ به، عزّي قلوبهم برسالةِ رجاء ، فكلامك اليوم مُطاع! ألستِ أنتِ العروس؟!


جميلة ضاهر موسى

24 ايار 2012