back to JD Documents


وولدنا من جديد

 

في الأمس العابر كنّا نجر الصليب دون أن ندرك أن المصير قيامة .
في الأمس كانت الأكتاف تتأوّه وتنحني من ألم الخشبتين دون أن تدرك أنه طريق الخلاص .
في الأمس كانت الأكف تُثقب والأصابع " تتشنج" والصوت يختنق في الحنجرة المذبوحة، دون أن تدري كلها ، أنها ستكون شمسًا في مستقبل من نور .
كلها انسكبت في يوم الفرح العظيم ، يوم الفصح . . .

وولدنا من جديد !
بالجسد ولدنا جسدًا ، واليوم ولدنا روحًا بالروح .
" كنّا أبناء الإنسان، واليوم ولدنا أبناءً للّله .
في البارحة طُرِدنا من السماء نحو الأرض ، واليوم ، جعل الذي يملك على السماء والأرض، كلا ً منّا خليقة سماوية جديدة .
واحد فقط فتح أبواب الموت وملكه بالخطيئة
وبواحدٍ فقط حُكم على الموت بالحياة وإستعادت العدالة قوتها بالحب " (القديس غريغوار)


فيا أيّها الغارقون في سكوتكم الحزين ، ويا أيّها المطبقون على الفرح حياتكم بوُجومٍ مخيف .
يا أيها البؤساء ، التعساءِ بالرّوح ِهلمّوا :
هلمّوا شرّعوا أبوابكم لمسيح الخلاص الأوحد .
هلموا رنّموا تلك الترنيمة الجديدة ، ترنيمة الحياة مع يسوع سيد مملكة الأحياء،
" حيث لا سوس ولا عفن "
لا حقد ولا ضغينة
لا حسد ولا رياء
بل حبًا بحب
وسلاما ً بسلام
ورجاء ً أزهر قيامة .
لنكن ِال" هلليلويا " من الرأس حتى أخمص الأقدام المبشّرةِ على رؤوس الجبال .
فاليوم هو لأبناء النّور ، أبناء الدهر الجديد ، أبناء القيامة التي لن تنتهي .
لقد قام المسيح من الموت حيًا، نورًا، أبديًاً، سرمديًا، لنا.
لقد قام        حقا ً وحقا ً وحقا ً قام
اشهدوا له، سبّحوه، هلليويا .


جميلة ضاهر موسى

7 نيسان 2012