|
جميلتي
كم تأمّلتُ جمال وجهك وكنتُ رضيعة، وما كنت أدري أنّك
أمّي. كلّ ما عرفته أنّني جزءٌ منك فكنتِ وحدك جوعيَ الأقوى، وظلّي، رفيقي، الّذي
يحميني.
كم التجأتُ إليكِ وكنتُ صغيرة، كم ارتفعت يداي صوب عنقك
لأضمّه وأطمئنّ. كبرتُ ولم أتغيّر، وأنتِ ما زلتِ أنتِ: أمّي الحبيبة. اليوم أنتِ
بعيدة أشتاق إليك، أشتاق لِحُنوِّ ناظرَيكِ، لابتسامتك الرقيقة يا جميلة الجميلات،
يا راقية المشاعر والكلمات.
أشتاق لقلبك الكبير، لِوَساعةِ صدرك، لكنوز التواضع
والغفران والطيبة فيك، أشتاق لكنوزٍ عظيمةٍ دُفِنَت معك لتختفي من حولي، ولكم هي
كثيرة.
نور عينيّ، أعرف انّك تسمعين، أعرف أنّك تنصتين إلى
أنّات روحي، وأعرف أنّك ستهمسين في أذني كما في كلّ يوم.
أعرف أيضًا أنّك في حضن الآب تهللين، وحيث أنتِ، العرس
لا ينتهي والحبّ لا ينتهي. لكنّي بشرٌ، ورغم أنّي سجنت دموعي في المؤبّد، إلاّ أنّ
قلبي ليس ملك يديّ، فهو منك اتّخذ النبضات، فكيف لي أن أُسكِتَ صراخه؟ أشتاق إليك
جميلتي.
إبنتك جميلة.
جميلة ضاهر موسى
20 آذار 2014
jamileh.daher@hotmail.com