بمناسبة زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى القبيات في 16 ايار 2010
صليبنا دايما رافعين.... وزيارتك ناطرين
جوزاف
ابراهيم
يطل حدث زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى القبيات، اكبر بلدة مارونية في عكار، في خضم احداث متعددة يمكن تسميتها ب"الحرب الباردة" ضد الوجود المسيحي في الشرق عموما و لبنان خصوصاَ!!
فمن الحروب المتنقلة والاضطهادات المتنوعة الى مشاريع الدول الكبرى التقسيمية... الى عمليات شراء الاراضي المشبوهة في المناطق المسيحية من قبل بعض الدول ولغايات غير واضحة.
لهذه الزيارة رمزية خاصة، فهي ليست مجرد زيارة سياحية او بيئية او ليتورجية!!
انها دعم للوجود المسيحي و الماروني خصوصا في هذه المنطقة المنسية في ضمائر جميع
القادة المسيحيين الغيورين على المصلحة المسيحية !! و هذا ما يمكن ملاحظته جليا من
البرنامج المقرر لهذه الزيارة الذي يتضمن وضع حجر الاساس لبناء المطرانية المارونية
ما يكرس القبيات عمقا للوجود المسيحي في عكار. اما تدشين شركة
Soft Solutions فالهدف منه
تثبيت الشباب في قراهم من خلال خلق مجالات عمل لهم.
و في هذا الاطار لا بد من الاضاءة على الواقع التاريخي الديني للقبيات: فهي البلدة الاكبر مسيحيا في عكار و بالتالي يمكن اعتبارها مركز الوجود المسيحي في هذه المحافظة , يعيش فيها أكثر من 17 الف من ابنائها و جميعهم مسيحيون وأغلبيتهم الساحقة من الموارنة ناهيك عن المغتربين والمهاجرين.تحتضن القبيات 18 كنيسة ومزار مسيحي و فيها ارساليتين هما: الاباء الكرمليين وراهبات المحبة ولهاتين الارساليتين دور كبير في انماء هذه البلدة من خلال مشاريع متعددة : مدارس ومستوصف...اضافة لهاتين الارساليتين، هناك راهبات ال Trappistine ....
القبيات تستحق تسمية البلدة المسيحية الاولى في عكار، ليس فقط لانها تضم هذا العدد الكبير من المسيحيين الموارنة، بل لان ابناء القبيات هم نموذج للصمود المسيحي يوم كانت مشاريع تهجير المسيحيين تخاط في الغرف السوداء، رفعوا صليبهم المنتصر دائما على اعلى قمم جبالهم و في قلبهم كانت صورة القيامة محفورة. ابناء القبيات لم يتفرقوا أبدا رغم تنوعهم السياسي ولن يتفرقوا... وهم بوحدتهم أسقطوا المشاريع التقسيمية والتهجيرية، كما انتصر المسيح على الموت بقيامته الابدية !! لهذا كله و اكثر ان القبيات مسيحية مارونية أصلا واستمرارا و الى الابد !
واليوم القبيات تتطلع
الى انماء فعال والى ازدهار اكبر، ومع كل اطلالة شمس يبرهن أبناء القبيات انهم
ابناء قيامة و ابناء صليب منتصر، الامس، اليوم و الى الابد.
كتابة جوزاف ابراهيم
12 MAY 2010