القسم الثالث

 في الأصول الاتنية لعكار والقبيات

Back

الفصل الثاني

في عائلات القبيات وأصولها

 

في "كتاب منتخبات التواريخ لدمشق" يطرح محمد أديب الحصني صعوبة التحقيق في أصول الأمم التي استوطنت البلاد الشامية، نظراً لغموض تاريخها القديم([1]).ومن الطبيعي أن ترتفع درجة هذه الصعوبة بازدياد الغموض عندما يتعلق الأمر بوضع تاريخ وأصول العائلات، خاصة متى كانت متواضعة في حضورها ودورها التاريخي. ولكن كتابة تاريخ العائلات عند الموارنة يزداد صعوبة بحكم موقف إيديولوجي يسعى ليقيم حداً يفصل ما بين الأصول العربية لبعض العائلات وانتمائها إلى المارونية.ويبدو أن هذا الموقف هو استمرار وانعكاس للدعوة بفصل "الماروني" عن محيطه الجغرافي والمجتمعي. كما هو استمرار وانعكاس للقول ب"أصالة مارونية" مزعومة ترفض أي صلة بين أبنائها وأبناء الطوائف والديانات الأخرى، أو أي صلة بين الماروني والعربي. فكأن المارونية إتنية لم تعرف الاختلاط بغيرها، وكأن من دخلها لم يخرج منها، ومن ليس منها أصلاً لن يعرف طريقاً إليها. ولعمري في هذا "مأساة" الموارنة. ومن قبيل هذا القول المساواة بين الموارنة والمردة وما جرَّه من حوار كان من المفروض أن يكون قد قفله وأنهاه المطران يوسف دريان في مطالعته الرائعة في "البراهين الراهنة في أصل المردة والجراجمة والموارنة"([2]). ومن هذا القبيل أيضاً الحوار الذي اشترك فيه رجال الدين (ومنهم الموارنة) حول أصول العائلات المارونية المذهب، إذ انبرى البعض رافضاً صلة العائلات المارونية بأي أصول عربية، لاسيما بعد نشر "ديوان خواطر الجنان ونظم أزاهر البيان" و"نبذة تاريخية عن أصل نسب بعض أهل قرطبا"([3]). وقام كل من الخوري اسطفان البشعلاني([4]) والأب الكفرنيسي([5])، برفض ما ورد في "خواطر الجنان..." عن أصول بعض العائلات القرطباوية وغيرها، ورفضا أي عودة بهذه الأصول إلى ما قبل القرن الخامس عشر أو السادس عشر، لعدم القدرة على "التثبت من تلك الأنساب والأسماء وتحقيقها"([6]). ثم قام الخورسقف يوسف زيادة برد مزاعم البشعلاني والكفرنيسي مؤكداً على سلامة مراجع "ديوان خواطر الجنان..."([7]). وفي رده هذا أورد كلاماً للخوري اسطفان البشعلاني يكشف فيه سبب رفضه (رفض البشعلاني) لأي أصول عربية للموارنة: "إن القس غسطين فتح فتحاً مبنياً يقلب أوضاعنا ويغير وجه تاريخنا ويهدم كل ما بناه علماؤنا هو وصاحب كتاب "أصدق ما كان" فكلاهما يتنازعان مارونيتنا الأول بالأصل العربي والثاني بالأصل اليعقوبي"([8]). ولقد رد القس يوسف اسكندر على كلام البشعلاني بما لا يحتاج إلى أي توضيح، قائلاً: "وجوابنا: مما تقدم يتضح سبب اجتهاد الخوري بشعلاني لإنكار وجود نبذة القس يوسف اسكندر، وهو خوفه من تضعضع المارونية. فهل إذا كان أصل بعض الأسر المارونية عربياً يضير أمجاد الطائفة لا بل ألا يكون ذلك دليلاً واضحاً على حيويتها ونهضتها واكتسابها عناصر غريبة عنها؟"([9]).

هذا الحوار الذي لم ينقطع يوماً ما – وأن كانت غلبة "الأصالة" المارونية "المنزهة" عن كل إرث عربي راجحة في التاريخ الماروني- استأنفناه في العام 1986، مع وضعه في سياقه الإيديولوجي وكشف وظيفته في التعبئة السياسية الهادفة إلى فصل الموارنة – ولبنان إن أمكن- عن المحيط العربي، باعتماد مقولة "الأمة المارونية" واستطراداً الفينيقية، وأحياناً اللبنانية([10]). وقد ردّ علينا في حينه د. فؤاد سلوم، بمقال بعنوان (القبيات مارونية أصلاً واستمراراً)  يوحي بالأصالة المارونية التي لا يرغب صاحبها بأن "تشوبها شائبة" عربية أو من طوائف أخرى، مسيحية أو غيرها([11]). وهنا سنستأنف ذات الحوار مع د.سلوم والسيد يواكيم الحاج([12]).

ما كان يخطر ببالنا يوم قمنا ببحث (في أواخر السبعينات من القرن المنصرم) في "العلاقات السياسية في القبيات"([13]) أن أبناء هذه البلدة يهتمون بالأنساب وبأصول عائلاتهم. بيد أن ظننا هذا سرعان ما تبين ضعفه. فكثير من عائلات القبيات تتناقل "خطاباً" معيناً يحدد أصلها ومنبتها وبعض تاريخها. والبعض منها لا يتمسك بمجرد رواية شفهية، بل يحتفظ بوثائق مطبوعة ومنشورة، قد تكون صحيحة أو وهمية، لكن أهميتها تكمن في اقتنائها والإعتراف بها. ولقد عثرنا على قسم من مخطوط لأقدم من كتب في تاريخ القبيات، الخورسقف الزريبي، يعرض فيه تسلسل عائلات عبدو والزريبي وبريدي وصياح([14]).أ كما أن بعض أبناء عائلة ضاهر حاول وضع شجرة (جدول) عائلية([15]). وكذلك الأمر بالنسبة لعائلة غصن([16]). كما أن هناك محاولة متواضعة قام بها أحد أفراد فرع من عائلة حنا، من بيت جبور([17]). ويحتفظ بعض أبناء عائلة الشدياق برسم أنيق لشجرة نسب العائلة. لم نعتمد في عرض عائلات القبيات معياراً محدداً، وإن كنا حاولنا أحياناً تغليب التقدير التقريبي لعدد أبناء العائلات. وعليه لا يعكس تسلسل ورود العائلات أي أهمية غير (أحياناً) أهمية عدد أفرادها التقريبي.

 

عائلة حنّا

لم تنجح كل المحاولات في بحثنا حول هذه العائلة في كشف أصلها وتحقيقه، ولا في رسم تسلسلها وصولاً إلى جد مشترك هو مؤسسها في البلدة. يرى كل فروع هذه العائلة السبعة (حنّا، موسى، أنطون، جبور الياس وجبور حنّأ، نادر، ملحم، رفقة) أنهم ينتسبون كلهم([18]) إلى أصل واحد، ولكنهم لا يتمكنون من ضبط صلات القرابة بين هذه الفروع. تقيم هذه العائلة في أربعة أحياء في القبيات: الغربية، الضهر، الذوق، غوايا. ومنها خرج أول رئيس لأول مجلس بلدي في القبيات، هو السيد ابراهيم موسى حنا (ابراهيم النجار) في مجلس 1921-1924. كما أنها قدمت ثلاثة مخاتير في حي الضهر، مركز التواجد الرئيسي لهذه العائلة. ولا يعود وجود هذه العائلة في القبيات لغير أكثر من 200 سنة بقليل([19]). لديهم أقارب في ربلة (سورية).

 

عائلة زيتونة

أصل هذه العائئلة من حوران كما يرى الاستاذ المرحوم عبدالله زيتونة([20]). وأبناؤها لا يعرفون تاريخ وفودهم إلى القبيات. ولقد أتوا كرعاة مع مواشيهم([21]). ولديهم أقارب في ربلة (سورية) يتبادلون الزيارات أحياناً معهم، كما هو شأن عائلة حنّا، لا سيما في المواسم الانتخابية. والعائلتان (حنّا وزيتونة) تعتبران أن فرعيهما في ربلة ذهبا من القبيات إلى هناك. كانت هذه العائلة، في مطلع القرن العشرين تضم أكبر عدد من فقراء القبيات([22]). تتوزع هذه العائلة إلى خمسة فروع: الخوري، أنطوان، ابراهيم، فارس، سلوم. وهذه الفروع لا تستطيع تحديد صلتها القرابية ونسبتها إلى الجد المشترك، مع قناعتها بتكوين عائلة واحدة.

 

عائلة الشدياق

يحتفظ بعض أبناء هذه العائلة بشجرة عائلة تعود بأصلها إلى مؤسس العائلة "الجد الأول الشدياق شاهين المشروقي"([23]). وثمة نص من ثلاثة أسطر في أسفل هذه الشجرة النسبية يؤكد أنها تختص فقط بعائلة شدياق القبيات، وعائلة فهد([24]) مما يعني أنهما تتفرعان من عائلة واحدة، أو هما فرعان لعائلة واحدة. وآل المشروقي هم، على حد زعم مسعد منصور مسعد واضع شجرة النسبية، "ينتسبون إلى عشيرة عريقة من صلب الأمير يوحنَّا من أمراء لبنان وهو أمير الموارنة الذي قتل في قب الياس من قرى البقاع بمكيدة كادها له يوستينيانوس الأخرم بن الملك قسطنطين اللحياني ملك الروم سنة 685... وآل المشروقي ينتسبون إلى جدهم الجامع الشدياق شاهين المشروقي الذي نشأ في حصرون في جبة بشري من مقاطعات لبنان الشمالي في أوائل القرن الخامس عشر. أما لقب مشروقي فقد لقب به هذا الجد الجامع لهجرته موطنه حصرون إلى صدد الشرق في جوار حمص مع من هجرها من سكانها تخلصاً من ظلم الحاكم وهرباً من الضيق الذي استحوذ على الناس من جراء ذلك. وكان عوده إليها توافر أسباب الرزق فيها واستتباب الأمن في ربوعها على ما رواه الدويهي في تاريخ الطائفة المارونية"([25]). بيد أن العودة إلى ما رواه الدويهي تفيدنا بخبر مغاير لأصل هذه العائلة الشدياق. فالدويهي لا يأتي على ذكر ارتحال هذه العائلة من حصرون إلى صدد الشرق، بل يجعل وفودها من صدد الشرق، في أخبار العام 1472، من ضمن مهاجرة أوسع ضمَّت عدة عائلات جاءت بلاد الجبة وهناك تعاضدت مع اليعاقبة. ففي "تاريخ الأزمنة"، وأثناء روايته لاتساع "غواية" اليعاقبة، يذكر وفود عائلات مشرقية دعمت الدعوة اليعقوبية: "...كبرت شوكتهم (أي شوكة اليعاقبة) وصاروا يتباينوا جهراً في جبة بشراي وتبعهم كثيرون من بقوفا وقرية موسى وغيرهم، وجاءت بعض أعيال من بلاد الشرق صددية وأخذوا السكنة في الجبة، مثل بيت شاهين في حصرون، وبيت الحج حسن في حدشيت وغيرهم... ومحول معهم المقدم الجاهل، فأدخلوا ضرراً عظيماً على بيعة الله"([26]). ويبدو أن السيد مسعد منصور مسعد قد اقتفى في تأريخه لعائلة الشدياق أثر السيد سليم مخايل عواد في مؤلفه "الأسرة الحصرونية او بيت المشروقي". وكان سبق للفيكونت فيليب دي ترازي أن ناقش عواد هذا في أصل أسرة الشدياق، وفي كيفية تشويشه وتزويره (الهاء لعواد) لما تقدم به سابقاً البطريرك الدويهي، حيث كان يحدد أصل عائلة الشدياق الصددية وانتماءها اليعقوبي([27]).

إن أحداً لا يوضح كيفية اتصال نسب عائلة الشدياق في القبيات بعائلة الشدياق في باقي المناطق، وإن كان مسعد منصور مسعد، واضع الشجرة النسبية لعائلة الشدياق (القبيات) يوحي، كما ظن فوزي اسحق، بعمله هذا بصلة ما، بين شدياق - القبيات وشدياق - عشقوت، مقرراً: "أن مؤسس عائلة فهد في القبيات نزح من عشقوت-قضاء كسروان في تاريخ مجهول"([28]). أما السيد يواكيم الحاج فيقول: "واستناداً إلبى شجرة عائلة وهبة وحاكمة التي نظمها وجمعها السيد مسعد منصور مسعد صاحب تاريخ بني المشروقي والمؤرخة بتاريخ 20-9-1993([29]) وما ذكره (الدكتور فوزي نقولا اسحق) في رسالة ماجستير([30])... فإن آل فهد وآل الشدياق وآل حاكمة وآل وهبة وآل رزق، هم جميعاً ينتسبون إلى الشدياق شاهين بن رعد الحصروني الملقب بالمشروقي والله أعلم"([31]).

ينفرد، على حد علمنا، الخورسقف بطرس حبيقة بذكر انتقال فرع "من نسل الشدياق شاهين الملقب بالمشروقي" إلى القبيات عكار، ويعين تاريخ هذا الانتقال بالقرن السادس عشر، وذلك في سياق كلامه على أصل عائلة خلف، فيقول: "عائلة خلف: أصلها: من أسرة شاهين المارونية في رأس بعلبك، وهي من نسل الشدياق شاهين الملقب بالمشروقي من سلالة رعد الحصروني... إنه في القرن السادس عشر نشأ في رأس بعلبك رجل منهم (نسل الشدياق...) عنده ستة شبان وبنت، نزلت يوماً لتستقي الماء  من المجر فاعتدى عليها أمير من بني حرفوش فقتله إخوتها ورحلوا إلى النبك وجنين ونابلوس وحسية وأميون والكورة والقبيات عكار وهؤلاء موارنة..."([32]).

وإذا كانت عائلة الشدياق شاهين المشروقي قد انتهت باستقرارها في مواقع معلومة لحد كبير، فمن غير المعروف تماماً كيف وصل فرعها "القبياتي" إلى البلدة. فهل أتى من الجبل اللبناني؟ أم أنه حلّ في القبيات في سياق الترحال؟ أسئلة تبقى معلقة، بدون إجابة أكيدة. بيد أنه من المؤكد تقريباً أن هذه العائلة استقرت في القبيات في زمن قديم نسبياً، ولعلها أسبق في حضورها المحلي من عائلتي عبدو وضاهر مثلاً. قدمت هذه العائلة، الشدياق، أول وجوه معروفين للسلطة المحلية في القبيات، وذلك على ضوء المراجع المتوفرة لدينا حتى الآن. لقد ورد في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس اسم "رزق بن فهد، شيخ القبيات"، واسم "مطانيوس فهد، شيخ القبيات"([33]).

تضم عائلة الشدياق في القبيات الفروع التالية: فهد، رزق، ضاهر (فهد)، وهبة، حاكمه، الشدياق. وتتوزع إقامة أبنائها في حي مرتمورة والذوق والقطلبة. لا تتمتع هذه العائلة، مجتمعة، بعصبية عائلية، فالعصبية فيها محصورة، على شيء من الوهن، داخل الفروع. وهناك من يظن من بعض أبنائها بالذات أن فرع الشدياق يشكل عائلة مستقلة لا علاقة لها بباقي الفروع المذكورة([34]). وقد يتعزز هذا الاحتمال إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما جاء في مخطوط الأب اغناطيوس طنوس الخوري([35]) حيث يتحدث الأب المذكور عن كل فروع هذه العائلة مقرراً صلاتها القرابية باستثناء فرع الشدياق فإنه لا يأتي على ذكره([36]). وربما اعتبر أصل العائلة "بيت رزق"، فهو يقول فيهم: "بيت رزق: من أقدم عيل مرتمورة. مجهول أصلهم. منهم اليوم أنطونيوس بن الياس بن ابراهيم طنوس رزق، أولاده: ابراهيم والياس ورزق ويوسف. وابراهيم بن يوسف بن ابراهيم طنوس رزق، واخوه حبيب، وهذا أولاده يوسف ومخايل. ويتفرع من بيت رزق فرع فهد، منهم مخول بن موسى فهد، وأولاده فهد ويوسف وشكري وسليم. وفرع انطونيس: منهم اليوم ساسين طنوس ساسين انطونيوس وأخوه الياس من سكان القطلبة. وبيت فهد منهم في القطلبة يدعون بيت ضاهر فهد رزق، ومنهم ضاهر يوسف طنوس ضاهر فهد وأولاده سبعة فهد ويوسف... وفرع حاكمه، منهم مخول شاهين حاكمه، ويوسف ولده عسكري في جيش فرنسة. ويوسف جرجس حاكمه وولده وديع. وابراهيم شاهين حاكمه وولداه سليم ويوسف في البرازيل. وفرع وهبه: منهم اليوم يوسف مخول وهبه. وجرجس موسى وهبه وأولاده: حبيب ووهيب ويوسف. ويوسف طنوس موسى وهبه عسكري جندرمة لبناني. وعدد بيت رزق وفروعهم المذكورين 250 ونيف (مقيمين) و50 مهاجرين. ومنهم الخوري أنطونيوس بن طنوس ضاهر فهد رزق من القطلبة، وكاهنها مات سنة 1909 بعمر 65"([37]). لا يأتي صاحب المخطوط على ذكر أي صلة لهذه العئلة بعائلة الشدياق شاهين المشروقي. ويكتفي بقوله: "مجهول أصلهم". وعليه لا يعتبر، على ما يبدو، فرع الشدياق داخلاً في عداد هذه الفروع المذكورة. لكن التقليد العام في هذه الفروع لا يستبعد، وإن كان لا يحسم، وجود قرابة معها. ولقد عثرنا في أوراق ومحفوظات عائلة الزريبي على "حجة بيع" قطعة أرض من "أولاد عيسى الشدياق" إلى أحد أبناء عائلة الزريبي، بتاريخ 25 ك1 1949، وردت أسماء البائعين فيها كما يلي: رزق عيسى الشدياق واخوته: يوسف وابراهيم ونادر وشاهين. وفي نهايتها جاء: "المقرين بما فيه ولاد عيسى الشدياق المشروقي"([38]).

 

عائلة ضاهر

في مطلع كلامه على هذه العائلة يقرر السيد يواكيم الحاج بأنها تنتسب إلى عائلة الرزي، ويجعلها فرعاً من المشايخ آل الضاهر في الزاوية. فهو يبدأ كلامه: "ينتسب المشايخ آل الضاهر في القبيات إلى جدهم الأعلى أبو شديد ضاهر الرزي. وان أسرة بني الرزي أصلها من حوران في سورية، وقد انتقلوا إلى لبنان على أثر المضايقات التي كان يتعرض لها المسيحيون في سورية، ونزلوا في العاقورة. هذا ما يؤكده تاريخ العاقورة لمؤلفه الخوري لويس الهاشم، صفحة 483، كما جاء حرفياً فيه: "... أسرة الضاهر قيل انها نزحت من العاقورة إلى ذوق القبيات في بلاد عكار"([39]).

وفي الحقيقة إن ما يتقدم به السيد الحاج هنا، على الرغم من كل أسانيده، هو مجرد اختلاق لا أساس له من الصحة. فجميع من تحدث عن عائلة الرزي، وعائلة الضاهر في الزاوية، والذين يستشهد بهم السيد الحاج بالذات، لم يأتوا على ذكر أي ربط، ولو تلميحاً، بين عائلة "ضاهر" في القبيات وعائلة "الضاهر" في الزاوية، أو عائلة الرزي. والخوري لويس الهاشم تحدث، عرضاً، عن نزوح عائلة "ضاهر" لا "الضاهر" إلى القبيات. وهو لم ينسب "ضاهر" المنتزح إلى القبيات إلى عائلة الرزي، ولا اعتبره من مشايخ "الضاهر". كما أنه ذكره في سياق الكلام على العائلات القليلة الأهمية. أما نص الخوري الهاشم فقد جاء، حرفياً، كما يلي: "أسرة ضاهر... قيل... نزحت إلى ذوق القبيات في بلاد عكار"([40]).

ومن المعلوم أن عائلة ضاهر في القبيات ليست في الأصل من عائلات المشايخ المعروفة في لبنان والمنطقة، بل هي بلغت ذلك تدريجياً، فحملت لقب أفندي ثم شيخ (وكان المقصود به شيخ قرية، وهذا نوع من المشايخ الصغار).كما أن الكنية "ضاهر" كنية مستحدثة، فالكنية الأساسية هي "سعد". وفي موشح نظمه الخورسقف الزريبي، بتاريخ 23 نيسان 1882، يقول مادحاً طنوس "أفندي" ضاهر([41]):

"يا بني سعد تعالى بدركم                   فوق أين المجد من هذي الديار".

وفي 3 ك1 1915، وإثر وفاة الشيخ ابراهيم طنوس ضاهر، نظم الخورسقف الزريبي قصيدة رثاء مطلعها:

    "لخطب فاصبروا يا آل سعد           عليه فالأسى لا عاد يجدي"([42]).

في جدول التسلسل النسبي الذي عمل على وضعه لعائلة "ضاهر" الأستاذان شاهين نادر شاهين (ضاهر) طوني خليل نادر (ضاهر) يرد اسم مطانيوس كأقدم جد للعائلة في القبيات، ومن الابن الأول سعد وعطية وبشور، والتسلسل اللاحق هو من نسل سعد. ومن سعد: شاهين وموسى وطنوس وعبدو. ومن شاهين: ضاهر ونادر وابراهيم. ولعل فرع ضاهر هو الذي اكتسب الشهرة، فاستمدت العائلة كنيتها منه مع الزمن. بينما استمرت كنية سعد محصورة بفرع واحد من فروع هذه العائلة.

أما حول أصل هذه العائلة ومنبتها، فقد أفادنا الشيخ ميشال ضاهر (مواليد1909)، في مقابلة لنا معه، بتاريخ 10/11/1981: "عائلتنا أصلها من حوران. هكذا أخبرني والدي. كما إني عثرت عند السيدة عطية (لم يحضره اسمها) زوجة عطية، ابن عمنا، لأننا، نحن وهو، من جد واحد، على رق غزال عليه تاريخ عطية وضاهر. مفاد هذا التاريخ أنه كان لأمير قبيلتنا المقيمة في حوران أربعة أولاد وأخ عازب. فقام الأخير بقتل الأمير إثر خلاف معه، وشتت أولاده الأربعة. فغادروا حوران. وربما ذهب أحدهم إلى جبل كيورداغ. والثلاثة الباقون بلغوا وادي النصارى. وبقي واحد هناك في قرية غاب عني اسمها. ومن هناك انتقل الأخيران، فاستقر واحد في بينو وسكن هناك، وتحول إلى مذهب الروم ومنه آل عطية. بينما استقر أخوه في حارة "الغربية"، ومنه تحدرت عائلتنا في القبيات"([43]). ولقد رفض النائب الأسبق ميشيل ضاهر الرواية القائلة بقدوم "ضاهر" من العاقورة إلى القبيات. كما أن أحداً من العائلة لم يدّع أي انتساب لأسرة الرزي أو لمشايخ الضاهر في الزاوية. ويبدو أن مجيء هذه العائلة إلى القبيات كان متزامناً مع وفود عائلة ثانية كبيرة، هي عائلة عبدو([44]).

يجدر بنا التوقف أمام احتمال أن تكون عائلة ضاهر من "بني سعد" الذين يذكرهم صاحب "تقويم بكفيا الكبرى"، الشيخ أدمون بليبل. يرى بليبل أن جدود اسرته "الأقدمين ينتسبون إلى قبيلة بني سعد العربية المسلمة في الكاظمية قرب بغداد... إن أبناء تلك القبيلة... لا يزالون إلى الآن مقيمين في المكان الآنف الذكر... وإن البعض الآخر انتقلوا إلى بلدة الهرمل في لبنان من نحو تسعين سنة... (ويضيف): والمفهوم عن هؤلاء الأحفاد أن نكبة شديدة ألمت مرة بقبيلتهم فنزح ثلاثة منهم إلى حوران ومنها انتقل أولادهم إلى لبنان الشمالي فإلى قرية جاج، وقد تنصروا لأسباب زمانية ومكانية... أقامهم الأمير منصور العسافي، عام 1545، في ساقية المسك (قرب بكفيا)، غير أن البليبليين أقاموا هنا مدة وجيزة ورجعوا إلى عكار... ومنها إلى ساقية المسك ثانية سنة 1600"([45]). فهل يكون أسلاف عائلة ضاهر من إحدى عشائر بني سعد، لا سيما وأنهم عرفوا أصلاً بكنية سعد وما يزال فرع منهم يعرف حتى اليوم بها؟ ولا يقتصر ذكر ارتحال هذه العائلة على اجتهاد الشيخ أدمون بليبل فقط، بل يذكر ذلك أيضاً الأب أنطونيوس شبلي، وهو يحقق وينشر ما جاء به الأب يوسف بليبل الراهب اللبناني([46]).

عرفت عائلة ضاهر نجاحاً في ميدان التجارة والأعمال، لا سيما تجارة القطران. وأصبحت تدريجياً العائلة المتربعة على رأس السلطة السياسية المحلية، إثر مزاحمتها لعائلة عبدو. وما لبثت أن قدمت ممثلين لقضاء عكار في المجلس النيابي، وفي مجلس الوزراء. تمتاز هذه العائلة بعصبية عائلية فعلية، تكاد تكون فريدة من نوعها في القبيات. لا سيما وأن أفرادها يحسنون إجراء حسابات المعارضة والموالاة  لزعامتها، على الرغم من التنافس الدائم داخل العائلة.

قدمت هذه العائلة "شهيداً" في سبيل الاستقلال، هو عبدالله طنوس ضاهر، بعد إدانته من قبل جمال باشا التركي بتهمة التجسس لصالح المخابرات الفرنسية على المصالح العثمانية. يروي الأب اغناطيوس طنوس الخوري عملية وملابسات إعدام "الشهيد" عبدالله ضاهر، على الشكل التالي: "استشهاد عبدالله ضاهر (القبيات): سبب شنقه هو أن الحكومة الفرنسية كان لها دين على السلطان عبد الحميد وأرادت استيفاءه. فقرر السلطان بيع الأملاك التي باسمه في سورية بجوار حمص([47]) إيفاءً للديون المذكورة. وإذ ذاك كلفت قنصلاتو فرنسة في بيروت العامة عبدالله ضاهر ليدرس أحوال تلك الأملاك. فقام بالمهمة ووضع تقريراً ضافياً بشكل جغرافية مفصلة لكل تلك الأملاك وأحوالها (كلمة غير مقرؤة) ومزارعيها وأطوارهم. وأتبعها بنظرياته وملاحظاته مما يتعلق بمصالح فرنسة وسياستها. ولما ضبطت الحكومة التركية بأمر جمال باشا أوراق القنصلاتو وبينها قرار عبدالله المذكور فكان ذلك مما أغضب جمال باشا وأودى بحياة عبدالله مع معظم الذين لهم  ذكر في تلك الأوراق"([48]).

وعلى العموم يبدو لنا أن هذه العائلة الحورانية الأصل هي على صلة قرابة ما بعائلة عبدو الحورانية الأصل أيضاً، وبالبعض من عائلات القبيات وعكار، لا سيما من خلال الإقرار بالقرابة مع عائلة عطية (بينو). سنعود لطرح هذه المسألة بعد أن نتناول عائلة عبدو.

 

عائلة عبدو

هناك مصدران مخطوطان يقدمان معلومات عن هذه العائلة: أوراق الخورسقف ميخائيل الزريبي، والمخطوط السابق الذكر للأب اغناطيوس طنوس الخوري. يتقاطع هذان المصدران تقاطعاً كبيراً، ملفتاً للنظر حتى لنميل إلى الظن بأن الواحد منهما ربما أخذ عن الآخر. وفي هذا نعتقد أن الأب اغناطيوس استمد معلوماته من الخورسقف الزريبي.

يقول الخورسقف الزريبي: "عائلة نادر بالقبيات: قيل أن نادر([49]) أتى من جهات حوران في عصر 1700 تقريباً([50]) وتوطن في القبيات. وقيل أنه كان له أخوان: عطيه ورعد. فعطيه قطن في قرية بينو، مقاطعة الجومة. ورعد بقي في القبيات، ومنه تفرعت عائلة رعد وميخايل. نادر خلف أربعة أولاد وهم جرجس وعبده وموسى والياس... وابراهيم خلف يوسف وشموني التي هي والدتي وما برحت حية ترزق بعمر ينوف عن 98 بعقل واف، وعنها أخذت هذه السلسلة([51]).

أما الأب اغناطيوس طنوس الخوري فيقول: "عائلة نادر ورعد. وهما أخوان. وكان لهما أخ آخر اسمه عطيه سكن بينو ونسله اليوم فيها بيت عطيه روم أرثوذكس. وكلهم من حوران. وعام 1700 تقريباً توطن نادر ورعد القبيات، وألف نسلهما عائلتين: بيت نادر، ونادر خلف جرجس وعبده وموسى والياس، أجداد لفروع تسمى كل منها باسم واحد منهم. فرع جرجس نادر ونسله اليوم في الذوق ديب بن طنوس يوسف جرجس، ومخول بن يوسف طنوس جرجس، وأخوه موسى. وفرع عبده نادر أشهر بالوجاهة وكرم الضيافة والنفوذ واحترمه معاصروه لنفوذه وتقواه وكان شيخ القبيات كلها. وورثه أولاده: أسبر وطنوس، عضو إدارة في حلبا، وبرهان ونادر وكانوا عياناً وجهاء في عكار يرعى جانبهم جميع معاصريهم. ومنهم اليوم جواد أفندي ابن برهان المذكور دارس أديب ورئيس بلدية القبيات، (كان) مأمور الريجي سابقاً، وجابي الأموال الأميرية حالياً. وفريد وأنطونيوس ولدا مخول أسبر عبده. والأول جندرمه لبناني، والثاني سرجان بالقناصة اللبنانية. ومنهم أيضاً عزيز نادر (عبده) الثري الكبير الشهير، أبوه عبود نادر عبده نادر، وعبده وأديب أبناء أخي عزيز المثريان نظيره. وفرع موسى (نادر) منهم نادر موسى وولده يوسف في الضهر. وفرع الياس (نادر) في الضهر منهم اليوم أنطونيوس بن جرجس نادر الياس جندرمه لبناني، ونادر بن يوسف بن جرجس نادر الياس. وعدد بيت نادر وفروعهم في القبيات ثلاثماية نفس مقيمين، وماية مهاجرين. وعائلة رعد (الذي هو أخو نادر) كان منهم الخوري يوسف بن ابراهيم رعد، مات سنة 1916، بعمر 64. (وجاء وراءه) الخوري يوسف الثاني، رسمه عريضة في 16 أيار سبة 1926، ومات في 8 ك1 سنة 1931 بعمر 42. ومنهم اليوم الياس ابن الخوري يوسف رعد الأول من وجهاء القرية المعتبرين، وتفرع من بيت رعد بيت مخايل، اشتهر منهم ابراهيم نادر مخايل بوجاهته ومكانته، ونادر مخول نادر وجيه معتبر، والخوري يوسف بن الياس بن يوسف بن طنوس مخايل كاهن الرعية الحالي، ولد سنة 1891، وتعلم في مار يعقوب ورسمه عريضة في 16 آذار سنة 1929، ومنذئذ يتولى التدريس في مدرسة دير الكرمل بالقبيات (حتى الآن 1939). وعدد بيت رعد وبيت مخايل اليوم 350 مقيمين و50 مهاجرين"([52]).

إن هذه المعطيات التي تؤكد على القرابة بين عائلة نادر (عبدو) وعائلة رعد (مع مخايل)، من جهة، وعطيه (بينو)، من جهة ثانية، تطرح أكثر من مسألة بحاجة للتعميق والإيضاح، على مستوى الأصل المذهبي لهذه العائلات (وهذا ما سنعالجه في مكان لاحق) وعلى مستوى التطور الديمغرافي في القبيات، كما على مستوى طبيعة الصلات (بل قل القرابة) مع عائلة ضاهر في القبيات. ولربما استقبلت القبيات هجرة هذه العائلات معاً وفي لحظة واحدة، في مطلع القرن الثامن عشر، ولربما كانت كل هذه العائلات تعود لمنبت أو أرومة واحدة.

بداية يبدو أمراً ثابتاً موضوع القرابة بين عائلة عبدو وعائلتي رعد ومخايل. كما هو ثابت أيضاً أمر قرابتهما مع عائلة عطيه في بينو. ولكن ما هو بحاجة إلى شيء من التوضيح هو الصلة التي تربط هذه العائلات (عبدو ورعد ومخايل وعطيه) بعائلة ضاهر (القبيات). وفي الواقع تقول هذه المعطيات:

 أولاً: إن نادر جد عائلة عبدو كان عنده أخوان: رعد (القبيات) وعطيه (بينو).

ثانياً: إن جد عائلة ضاهر كان عنده أخوان: بشور (بدون عقب) وعطيه (بينو).

فهل نحن إزاء نفس شخصية "عطيه" (بينو) ونسله على مذهب الأرثوذكس في الروايتين، أم هناك أكثر من "عطيه" واحد؟ نحن نميل إلى ترجيح كون شخصية "عطيه" واحدة، وهي نفسها في الحالتين، لا سيما وأنه ليس في بينو عائلتان منفصلتان باسم واحد "عطيه". وهذا ما يدفعنا إلى الظن بأن هذه العائلات جميعها (عبدو، رعد (ومخايل)، ضاهر، عطيه) تتحدر من أصل واحد. ولكن لنرَ ما كان عليه موقف كل واحدة منها عندما واجهنا بعض وجوهها باحتمال هذه المعادلة.

تؤكد عائلة عبدو باحتمال كبير لقرابتها مع عائلتي رعد ومخايل، وكذلك مع عائلة عطيه بينو. ولكنها لا تقر بوجود قرابة (غير بعض علاقات المصاهرة) مع عائلة ضاهر([53]). أما عائلة ضاهر فهي تنكر أي احتمال قرابة مع أي عائلة أخرى في القبيات، وترجح احتمال القرابة مع عائلة عطيه (بينو)([54]). هذا بينما تؤكد عائلتا رعد ومخايل قرابتهما مع بعضهما، وتنفيان القرابة مع عائلة ضاهر، ولا تقران بقرابة مع عائلة عبدو، ولكنهما تعترفان بنوع من "الصلات المميزة" مع عائلة عبدو([55]).

ورغبة منا في إنضاج هذا البحث أجرينا اتصالات في بلدة بينو مع بعض أبناء عائلة عطيه. وتبين لنا أن لعائلة عطيه في بينو شجرة نسبية تغطي 11 جيلاً، من العام 1640 حتى العام 1934. تبدأ هذه الشجرة النسبية من الجد فرج عطيه الحوراني (أتى من حوران)([56]). وكان له خمسة أولاد: نقولا، حنّا، عطيه، الياس، سليمان. وتضم الشجرة النسبية سلالة عطيه فقط. أما من تبقى من الأجوة فليس له فيها غير أغصان مقطوعة. كما أن "مخايل"، أحد أبناء عطيه الخمسة (وفق الشجرة)، يتمثل بغصن مقطوع، مع أن له ذرية من نسله في بينو([57]). ولقد أفادنا السيد سامي عطيه (واضع شجرة نسب عائلته) ومختار بينو حينذاك (وهو من عائلة عطيه، وكان بعمر 70 سنة) بعدم وجود أي علاقة قرابية مع عائلات القبيات. ولكن الإثنان أكدا أنه كان لعائلة عطيه الأرثوذكسية، منذ حوالي 300 سنة، كنيسة في دير جانين (على مقربة من القبيات)، وقد تمت مبادلتها بكنيسة مارونية في بينو (مار سركيس). تتقاطع هذه المعلومة([58]) مع أخرى تطرح أن جد عائلة عطيه كان قد أقام لفترة في القبيات([59]).

إن مجمل هذه المعطيات، في ما لو صحّت، تؤشر على أن هجرة هذه العائلات (عبدو ورعد ومخايل وضاهر وعطيه) من حوران قد كانت متزامنة. هذا إن لم تكن جميعها من أرومة واحدة. غير أن حجم هذه العائلات، الآن وفي زمن كلام الأب اغناطيوس طنوس الخوري، وشبه الاجماع على وصولها إلى القبيات حوالي العام 1700، يدل على الحداثة النسبية للمجتمع القبياتي الراهن، الذي تكون حول مجتمع أسبق، لكنه لا يتعدى كونه مجرد نواة. وفي هذا ما هو مصدق لما سبق أن ذكرناه، نقلاً عن الخورسقف الزريبي، من أن اعتمار المجتمع الراهن للقبيات في شتى أحيائها، باستثناء "القبيات العتيقة" أو "الغربية"، هو حديث، ويعود للنصف الأول من القرن الثامن عشر: "أما انتشار أهلها في حارة مرتمورة والزور (يقصد منطقة الذوق)... وغوايا فهو حديث جداً لا يبعد أكثر من ماية وسبعين سنة..."([60]).

 

عائلة بريدي

البريدي في العربية هو صاحب البريد الذي يضمنه ويعمل على تأمينه. وبعض البريديين اتخذ شهرة كبيرة، لا سيما في أواخر الخلافة العباسية في بغداد، في منتصف القرن العاشر. وكثيراً ما تناولته الحوليات العربية بعرض أخباره في الأهواز([61]). هل تعود عائلة بريدي في لبنان (والقبيات) بأصلها إلى بريديي العراق أو إيران؟ هذا ما سبق لنا أن رجحناه أثناء بحثنا في تكوين السلطة السياسية في أحد أحياء زحلة([62]). هذا مع العلم أن بعض أبناء عائلة بريدي في القبيات لم ترق له هذه النسبة مطلقاً، وهو يفضل عليها رواية موهومة تجعل كنية بريدي تصحيفاً لاسم افرنجي من سلالة "صليبية"([63]). بيد أنه هناك إجماع في بحوث العائلات اللبنانية على أن عائلة بريدي اللبنانية انطلقت من رأس بعلبك وتفرعت في لبنان. يرى عيسى اسكندر المعلوف أن بني "البريدي أسرة نشأت في رأس بعلبك وبرحها أربعة أشخاص. جاء أحدهم زحلة وهو جد الموجودين فيها إلى اليوم... والثاني ذهب إلى القبيات في عكار ولم تزل سلالته فيها إلى يومنا، والثالث إلى عجلتون... والرابع إلى الشويفات"([64]).

وفي بعض الذاكرة القبياتية ما يشير إلى مجيء عائلة بريدي (القبيات) من زحلة لا من رأس بعلبك، كما يرى المعلوف، أو هو يؤكد على الأقل على وجود صلة ما بين بريديي زحلة والقبيات. ففي مقابلة لنا مع سعد غصن (القبيات)، روى "أن بيت بريدي أتوا من زحلة، وسكنوا بداية عند بيت غصن. ثم برز منهم خيال يقال له أبو سركيس البريدي. وعند وفاته قامت زوجته بتزيين فرسه، وندبته قائلة:

يا زرقا يا ام الشامات                        لا تقولي خيالك مات

خيالك راح عَ زحلة                          يجبلك عدة وركابات"([65]).

يتركز سكن عائلة البريدي في حي الضهر (القبيات)، ومنهم فرع في بلدة عندقت المجاورة للقبيات. ويبدو أن وفودهم إلى البلدة أحدث من غيره إذا ما صحت الرواية التي قيلت لنا.

 

عائلة بطرس

لا نعرف الكثير عن هذه العائلة وأصلها. وهي على فرعين أساسيين، الأكبر عدداً يقيم في حي الذوق، والثاني في حي الضهر، وهو الأبرز من حيث حضوره الاجتماعي والسياسي. كان مؤسسه البدوي أسعد بطرس العاقوري مختاراً لحي الضهر. وقد لعب ابنه الاستاذ جوزف بطرس دوراً كبيراً في السياسة المحلية من خلال عمله إلى جانب النائب الأسبق مخايل ضاهر. واستناداً إلى جد هذا الفرع يمكننا ترجيح كون هذه العائلة نزحت إلى القبيات من بلدة العاقورة. فالخوري لويس الهاشم يقول: "وعاقوري ذوق القبيات منهم جرجس العاقوري"([66])،ويريد بقوله هذا تقرير أصل عائلة هذا الرجل من العاقورة. لم نتمكن من تحقيق وضع وشخصية جرجس العاقوري. كما لم نتمكن من ضبط القرابة بين فرعي هذه العائلة.

 

عائلة الزريبي

تنتمي هذه العائلة، في الأصل إلى واحدة من العائلات العربية التي نزحت من القرب من الشام إلى جبل لبنان. وعائلة الزريبي، على حد رواية أبنائها وكثير من المؤرخين والنسابة، فرع من عائلة الجميل المشهورة في لبنان، وفي بكفيا خاصة. يقول الشيخ أدمون بليبل: "بيت الجميل وهم من أقدم سكان جاج، أصلهم من قرية يحفوفا قرب الشام، ومنهم من يقول أن أصلهم من القدس ثم أتوا إلى صيدا ومنها إلى جاج... نزح أبناء الجميل إلى بكفيا سنة 1545..."([67]). وفي مكان آخر يضيف: أنه في زمن حكم العسافيين لمقاطعة كسروان كان النصارى "يومئذ مقيمين في بلاد جبيل والشمال. ولقد غضب مرة الأمير منصور العسافي على الشيعيين النازلين في مقاطعته... ثم ارتأى أن يقرب إليه المسيحيين... فجاء إليه أولاد الجميل وقابلوه في غزير مركز إقامته وكان مجيئهم من قرية جاج في خلال سنة 1545... أقطعهم على بكفيا وضواحيها الشمالية... لقبوا بالمشايخ سنة 1711 على أثر فوز الأمير حيدر الشهابي في موقعة عين دارا... عملوا في دور الأمراء اللمعيين والمراديين..."([68]).

وحول طبيعة القرابة والصلة بين عائلة الجميل والزريبي يقول: "ولظروف زمنية ومكانية تفرق بعض أبنائهم فانتقلوا... وغيرهم إلى سمار جبيل والقبيات "عكار" ويعرفون فيها ببيت الزريبي نسبة إلى زريب ومنهم المونسينيور مخايل الزريبي، والظاهر أن هؤلاء نزحوا من وادي شاهين بعد حركة سنة 1860، وقيل أيضاً أنهم من فرع عماد الجميل"([69]).

أما الأب أنطونيوس شبلي (الراهب اللبناني) فإنه مع تأكيده على ارتحال عائلة الجميل أساساً من سورية، فهو يعين حوران مصدراً لهذا الارتحال، وذلك في معرض كلامه على عائلات بليبل والجميل والخازن، بقوله: "لنذكر هذه العايلة بليبل... لها قدمية من زمان التنوخيين والسوافيين (بني سيفا) كقدمية عايلة بيت الخازن وعايلة بيت الجميل العايلتين حضرتا من حوران... وعايلة بيت الجميل لها أعمال عظيمة أيضاً، وبعد أن حضروا من حوران سكنوا بكفيا ورحلوا لعكار ومن عكار حضروا لجاج ومن جاج رجعوا لبكفيا..."([70]).

يؤكد هذه المعطيات العامة عن عائلة الزريبي الأب اغناطيوس طنوس الخوري في "مخطوط أبرشية..."، بقوله: "عائلة الزريبي. هم من بيت الجميل من بكفيا جدهم الأول وأخواه حنّأ وأيوب، نزخوا من بكفيا بعهد الأمير ملحم شهاب. حنا قطن سمار جبيل (...) وأيوب قطن رشعين (...). وأما عماد فرحل بعائلته إلى قرية الزريب في قضاء حزور (الذي هو قضاء صافيتا اليوم) ولعدم وجود موارنة هناك جاء القبيات سنة 1747 هاجراً الزريب. وفي القبيات عُرف بالزريبي لمجيئه إليها من الزريب. ومات سنة 1760، عن ولد له اسمه يوسف. وهذا خلف موسى ومخايل والخوري يوحنا وجبور، وهم أجداد بيت الزريبي الحاليين في مارتموره وضهر البلان. وفي الأولى اشتهر منهم الخورسقف مخايل ابن الخوري يوحنا بن جبور بن يوسف بن عماد الجميل، ولد سنة 1863 في أول ك1، وعمده الخوري بولس زيتونه خادم الذوق (بالقبيات)، وبعد أن تلقى مبادئ القراءة بالقرية أرسله أبوه الخوري حنا، عام 1877 إلى مدرسة الرومية بواسطة الخوري اسطفان عواد كاتب أسرار البطريركية إذ ذاك (ومطران طرابلس فيما بعد). وتركها سنة 1884 متضلعاً من السريانية وآداب العربية والفلسفة واللاهوت النظري والأدبي. وله من قلمه قصائد شعرية وتاريخية رائعة. وفي 28ك2 سنة 1888 رسمه اسطفان عواد كاهناً. ومارس خدمة الرعية والتدريس في مدرسة زغرتا والكرمل بالقبيات مدة طويلة. ثم تعين وكيلاً أسقفياً مفوضاً بتحليل الموانع وفحص الدعاوى الكنسية فخدم بكل أمانة وغيرة، فكافأه سيادة عريضا بأن رقاه إلى رتبة خورسقف في 4 أيار 1926 وجدد له النيابة والتفويض. وكان ما اعتمد عليه في فحص الكهنة والرعايا باسم سسيادته. وفي 27 ك1 1937 توفاه الله شبعان من الأيام وأعمال البر والتقى. وولده اليوم سليم الخوري الزريبي وولداه ميشال شاب مثقف أديب وأنطون دارس أكليريكي معد للكهنوت في معهد غزير الماروني اليسوعي، وقد ولد في 3 أيار 1923. ومنهم آل الزريبي سركيس يوسف الخوري حنا وأخوته حبيب وطنوس من الثريين الوجهاء في المتحدة (الولايات)، وابراهيم نظيرهما في البرازيل، ورفول من أصحاب الثروة والجاه... وأخواه أمين وكليم. وفي ضهر البلان ابراهيم بن الخوري ابراهيم الزريبي، واخوته يوسف ومخايل وجرجس. ومنهم كان الخوري حنا ابن عم الخوري حنا المذكور، والخوري ابراهيم بن مخول الزريبي مات سنة... بعمر... . وعدد بيت الزريبي اليوم في مارتموره والضهر 117 مقيمين ومهاجرين 70"([71]).

إن ما جاء عن عائلة الزريبي في المرجع المخطوطة والمطبوعة والمنشورة تؤكده وثائق هذه العائلة في مخطوطات الخورسقف الزريبي. وهنا ننشر النص الحرفي لما جاء في بعض هذه المخطوطات عن العائلة: "تاريخ عايلة عماد الجميل. بأيام الأمير ملحم الشهابي نزح من بكفيا الشيخ عماد الجميل وأخواه نجهل اسماهما([72]). أحدهما توطن في سمار جبيل والثاني في قرية رشعين"([73]). وعماد وعايلته أتى إلى قرية الزريب في قضا حزور (بلاد صافيتا). ولما لم تطب له الإقامة لعدم وجود موارنة فأتى إلى القبيات سنة 1747 آملاً أن الأمير عساف ابن الأمير حسين اللمعي يسترضيه ويرجع له أملاكه في بكفيا ووادي شاهين وعين الخروبة وطاحون شتوية. وعندما سُئل: من أين أنت؟ أجاب: من قرية الزريب. فلقب بالزريبي، وزوج بناته في القبيات، واتخذ لابنه يوسف ابنت من القبيات. وتوفاه الله تعالى سنة 1760. وبقيت الصكوك محفوظة بيد زوجته وولده يوسف"([74]).

" يوسف خلف ثلاثة أولاد([75]) وثلاث بنات. وهم موسى وميخايل والخوري يوحنا وجبور. والبنت الأولى تزوجت بهلال نصار والثانية بعبود دميان والثالثة بيوسف دميان. أسرة موسى: موسى خلف يوسف. ويوسف خلف ابراهيم وموسى. فابراهيم خلف يوسف. ويوسف خلف ابراهيم. وابراهيم خلف رشيده ومريم. وموسى خلف حنا وابراهيم وطنوس وجرجس والياس وهدلا وثلجه. فحنا خلف يوسف وابراهيم. ويوسف بن حنا خلف سيده وسيسيليا. وابراهيم خلف مريم وابراهيم وطنوس والياس توفوا بغير عقب. وجرجس خلف يوسف ومطانيوس وميخايل. ويوسف بن جرجس خلف جرجس ومريم وماريا وأنجال. أسرة ميخايل: ميخايل خلف ميخايل. وهذا تزوج بحنة ابنت طربيه، وخلف يوسف والخوري ابراهيم وطنوس وخمس بنات، وهن مرشا وحنه وثليجه ونجمه وكتور. فيوسف خلف ثلاثة ذكور وابنتين، وهم موسى وميخايل وطنوس ولطيفة ومريم. فموسى وميخايل ماتا عازبين. وطنوس سافر إلى أميركا، ونجهل اسم أولاده."

"الخوري ابراهيم خلف من ساره، ابنة طنوس الخوري جدعون، محبة وحسيبه، وخلف من زينه، ابنت يوسف سمعان، ابراهيم ويوسف وسليم وميشال وخليل ومطانيوس وجرجس وترازيا ونجمة. فابراهيم خلف أمين وسليم وحبيب وهند... ويوسف خلف فوءاد وأمين... وميشال خلف رامز وفريد وشفيق. وجرجس خلف أوليان وريمون. وسليم توفي عازباً. وخليل تزوج في المهجر ونجهل اسم (؟) أولاده جميل وابراهيم. طنوس خلف يوسف ومخول وسركيس وزكية التي توفيت عازبةً. فيوسف نجهل أسماء بنيه في المهجر. ومخول عاقر. وسركيس خلف يوسف وزكية وطنوس ومريم وإيلان."

"أسرة الخوري يوحنا الأول ابن يوسف عماد: الخوري يوحنا خلف ابراهيم ورافايل وهيلانه. فابراهيم خلف حنا ومخول وشموني (جدة الخوري يوسف مخايل) ومرشا وطرفة. فحنا توفي بغير عقب. وميخايل خلف يوسف (وهذا توفي طفلاً)، وتقلا ونجمه من زوجته الأولى، وسافر إلى كلرس البرازيل، وهناك تزوج ابنة ايطاليانية وخلف منها ابراهيم ويوسف وخنا، وتوفاه الله في 18 آذار سنة 1930. ورافايل خلف مروش وسوسان في عزير. مروش اقترنت ببولس زينون فخلفت داود وشكري وغاتا وتقلا وساره التي ماتت عزيبة. وسوسان اقترنت بالياس ابراهيم طعمه عزير، وخلفت سليمان ويوسف ويسرا وناسيما وكرجيه وهدلا وكتور".

"أسرة جبور (ابن يوسف عماد): جبور خلف يوسف وجرجس وشاهين وسركيس الذي صار كاهناً باسم عنه الخوري يوحنا، ومرتا زوجة يوسف حنا سمعان. فجرجس خلف جبور ومرشا وشما. وجبور خلف جرجس وياسمين ومريم وكوكب. وجرجس خلف في المهجر خليل وصابات ومريم. ويوسف خلف ابراهيم وجرجس وطنوس وموره ورفقه وموسى. جرجس وطنوس توفيا عازبين. وابراهيم خلف يوسف ونجمة ومريم التي توفيت عازبة. ويوسف خلف مريم، ونجهل أسماء الذين ولدوا له في المهجر. وموسى ميخايل وبنتاً نجهل اسمها. وشاهين جبور خلف يوسف وابراهيم وطنوس وشاهين ومرتا ومريم. ويوسف خلف ولدين سليم وميخايل وبنتاً تدعى سليمه. سليم خلف شريفه. ابراهيم خلف حبيب. وحبيب خلف جوزفين ونجمه. وطنوس خلف في بلانسيا فنزويلا من زوجته مريم بنت حنا ساسين البجاوي من طرابلس وهم... وشاهين بن شاهين خلف يوسف وميخائيل مطانيوس وعفيفه ومريم ومرتا. خلف الخوري يوسف ميخايل (؟). ومريم خلفت يوسف ولطيفه".

"أسرة الخوري يوحنا الثاني بهذا الاسم: هو سركيس بن جبور بن يوسف عماد الجميل البكفاوي ولد سنة 1834، وسيم كاهناً في 17 شباط سنة 1855، وتوفاه الله في 12 ت2 سنة 1893. اقترن بشموني ابنة ابراهيم يوسف جرجس نادر، وخلف يوسف واغناطيوس. وابراهيم ولد يوسف اقترن بكاترين ابنة شاهين جمعه من عائلة نصار وخلف حبيب وسركيس وطنوس وابراهيم ومريم وأستير وكامله. حبيب ابنه اقترن بعفيفه ابنة الشيخ ابراهيم سركيس قسطون، وخلف منها يوسف. وسركيس اقترن بماري ابنة ابراهيم نصرالله الباطولي من غزير، وخلف يوسف وطنوس وكاترين وسيده. وطنوس تزوج بابنة ايطاليانية بالمهجر ولم يولد له بنون منها. وابراهيم اقترن بابنة الياس خليل مارون من جزين، وخلف منها يوسف وشفيق وتوفيق ووديع. واغناطيوس اقترن بساره ابنة أنطون عبود دميان، وخلف منها أمين ورافايل وكليم ووديع ونجمه ومريم. فأمين خلف اغناطيوس (مات شاباً عزيباً) في 25 ك1 سنة 1923، ومطانيوس وحبيب. ورافايل اقترن بابنة عمه كامله فخلف منها ساره ومريم وكاترين... ووديع اقترن بمريم ابنة الياس موسى طنوس ميخايل، وخلف منها يوسف وسيده ومات غريقاً في النهر الكبير بعمر 30 سنة في 28 أيلول سنة 1926 (وستة أشهر). ونجمه اقترنت بيوسف الياس رعد، وخلفت الياس واغناطيوس ومطانيوس ومريم. ومريم اقترنت بيوسف أسعد غصن، وخلفت في المهجر ماري تراز، وهذه تزوجت بشاب من غزير. وكليم اقترن بصابات ابنة ابراهيم عبود دميان، وخلف يوسف واغناطيوس ووديع ومريم ونجمه وسيده ووديع".

"ابراهيم ابن الخوري حنا ولد في اليوم الأول من شهر ك1 سنة 1863، ودرس العلوم السريانية والعربية والمنطق والفلسفة واللاهوت النظري والأدبي في مدرسة الرومية. اقترن بالآنسة ملكه ابنة مخول ابراهيم مخايل سنة 1887. وولد له منها ولداً سماه سليماً. وسيم كاهناً في 28 ك2 سنة 1888، باسم الخوري مخايل، وتوفت زوجته في 5 تموز سنة 1891، وسيم خورسقفاً في 14 نيسان سنة1926. ولده سليم اقترن بالآنسة غاريتا ابنة الخوري يوسف رعد في 11شباط سنة 1909، ورزق منها أربعة أولاد وبنتين، وهم يوسف وميشال ومخايل ومطانيوس وحنه وملكه. فيوسف توفي شاباً بعمر 16 سنة وخمسة أشهر، غريقاً في النهر الكبير، في 28 أيلول سنة 1926. وميشال توفي طفلاً بعمر سنتين. وحنه توفت طفلة. وميخايل درس اللغة العربية والافرنسية والحساب والجغرافيا والجبر على حضرة العلامة القس جبريل السرعلي في مدرسة سيدة القلعة. ومطانيوس الآن يتلقى علومه بمدرسة الآباء الكرمليين بالقبيات"([76]).

 

عائلة غصن

يأتي المؤرخ النسابة عيسى اسكندر المعلوف على ذكر عائلة غصن في أكثر من موضع في مؤلفه "دواني القطوف...". وهو ينسب "بيت غصن في الكورة" إلى فرع من بني المعلوف يرجعون إلى جدهم ضو الذي لقب في الكورة بعائلة صليبا لأنه مسيحي..."([77]). ويعود في موضع آخر ليقول: "أصل أسرة غصن حورانية قدم جدها غصن لبنان بأسرته وكان حفيده عيسى ماهراً بصناعة التصوير فسكن القبيات في عكار والآخرون في حمص..."([78]).

يذكر الأب اغناطيوس طنوس الخوري عائلة غصن في طليعة كلامه على عائلات القبيات. ويقول فيهم: "بيت غصن أصلهم من حمص روم كاثوليك من بيت غصن هناك الذين منهم إلى اليوم الخوري سليمان سمعان وجوزاف. ومنهم أيضاً في بيروت بيت غصن... وآل غصن القبيات قطنوها وتمورنوا منذ سنة 1820، وجدهم الياس يوسف غصن ورزق أولاداً هم يوسف وعيسى ومخايل وغصن ويونس وعبده وأسعد. يوسف سكن قرية ضهر البلان من قرى القبيات، ومن أولاده اليوم هناك عبدالله والد أمين وسعدالله وسليم (عسكري) ويوسف ومخايل له ولد واحد اسمه ابراهيم سكن وولداه يوسف وعقل وأولادهم (أولاد يوسف هم جميل وكمال عسكريان في القناصة وسليم وشوكات، وأولاد عقل عبده وحورج) حارة الغربية في القبيات من سنة 1890. والباقون من أولاد الياس يوسف غصن ظلوا في مارتموره. ومن أولادهم سليم بن عيسى (مختار سابق...) وولداه يوسف شاب مثقف وغصن تلميذ الأكليريكية اليسوعية معد للكهنوت. ألاكسندر ابن عبدالله عيسى. ثم أمين بن يونس وهورجل مثري وجيه ومناصر المشاريع الدينية والخيرية منها تبرعه بمائة ليرة ذهب لبناء كنيسة مارتموره. وولداه يونس مثقف راق، وسعدالله. وحبيب أخو أمين. وكلهم مهاجرون أغنياء وجهاء في فينزواله، ولهما يوسف أخوهما مقيم مع عائلته في مرتموره. ومنهم أيضاً كامل بن سليم يوسف غصن من ضهر البلان باشاويش وترجمان الجندرمة في طرابلس، وهومن أهل الثقافة والأدب والوجاهة. ومنهم في مرتموره يوسف بن قبلان بن مخايل (مخول) غصن عسكري في الجيش الفرنسي. وعدد آل غصن اليوم في مرتموره والضهر والغربيه مائة نفس. وكان منهم في الضهر الخوري يوسف بن يوسف غصن مات سنة 1927، بعمر 65، وولده اليوم الخوري لويس كاهن رعية الضهر حالياً، ولد سنة... وارتسم سنة..."([79]). وفي مكان آخر يقول الأب اغناطيوس طنوس الخوري عن نفس العائلة: "بيت غصن القبيات: عدّهم الخوري قسطنطين الباشا بين أشهر وأشرف أسر الروم الكاثوليك الذين هاجروا حمص في القرن 18 هرباً من جور الاضطهاد الاسلامي..."([80]).

تقر ذاكرة هذه العائلة بمعظم ما يروى عن تاريخها وأصلها. ويرى بعضهم أن مجيئهم إلى القبيات حديث، وربما كانوا يلقبون ب"بيت الحلال"([81]). والبعض الآخر يحتفظ بنبذة تاريخية مطبوعة([82])، نثبتها هنا لدلالتها الرمزية وليس بالضرورة لثقتنا بصحة ما فيها من وقائع تاريخية.

"آل غصن. عن تاريخ الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني العاملي. قال ابن الأثير: أنه أتى من بلاد العراق الموصل سنة 535هـ (1140م) أحد أمراء بني حمدان الضحاك بن جندل بن حمدان مع عشائره من تغلب وربيعة وقيس وقحطان إلى البلاد الشامية، ففوض إليه ملك الشام طاغتكين التركي السلجوقي مقاطعة وادي التيم والشوف فسكن بها مع عشائره وأحلافه. فكان تارة يحارب الافرنج في جبل عامل وسواحل لبنان وتارة يحالفهم ضد ملك الشام إلى أن اشتد ساعده فعصى على ملك الشام شمس الملوك حفيد طاغتكين. فجرد هذا عليه جيشاً جراراً وهاجمه ثم استرضاه وفوض إليه مقاطعة بعلبك والبقاع حيث انقسمت عشائره إلى شيع مختلفة. واعتنق فريق منهم الديانة المسيحية من حيث الوسط الذي عاشوا فيه وبقوا هناك حتى سنة 1305م. ثم نزح فريق منهم إلى عكار وجبل عامل وحمص وحماه وحلب.

"أما العائلات التي تفرعت من الأصل الحمداني فنذكر بعضاً منها وهي: آل ابراهيم وآل فارس وآل صالح توطنوا النبك. آل رعد توطنوا سير الضنيه. آل علام وآل عطار توطنوا بعلبك. آل غصن توطنوا حلب آل فرحات توطنوا قرحة. سلالة الأمير سيف الدولة توطنت حلب. آل الصغير توطنزا جبل عامل. وها تاريخ عائلتنا كما اتصل بنا من مصادر موثوق بها نقدمه لك شعراً:

حنانك موصل وطني المفدى                ويا وطن الجدود الأقدمينا

قبيلة تغلب في كل واد                       يعززها شباب آمرونا

لها في القلب الشواق وحب                  وحرقة مخلص تدمي العيونا

ورثنا المجد عنها وارتحلنا                  إلى لبنان نسكن آمنينا

                            -.-.-.-.-.-.-

فجدنا ابن ضحاك أمير             شجاع لن يطال ولن يهونا

جيوشه في السهول وفي الروابيووادي التيم حوله عرينا

فطاردنا الفرنجة وانتصرنا        وربك كان خير الناصرينا

وكنا ولم نزل أمراء مجد           لأنا إلى المعالي السابقونا

نشأنا من بني حمدان فرعاً         ووائل ثم قحطان ذوونا

لواؤنا في الوغى يفدي علاه                 شباب في الحروب مجربونا

وقد كنا في الاسلام نوراً                     وجدنا والرفاق موحدونا

لنا شرف الأسرة من قديم                    تخر لها الأعادي ساجدينا

لأن الجد ضحاك أمير                        أطاح بسيفه المتآمرينا

                        -.-.-.-.-.-.-

ففي لبناننا، في كسروان                     تنصر "غصننا" والتابعونا

وبعد معارك دامت طويلاً                    "عصينا الملك فيها أن ندينا"

نزلنا مدينة الشهباء أهلاً                     وسهلاً حيث كنا الأقربينا

وفي حلب وفي تلك الضواحي              سكنا بلدة الشياح حينا

وفيها دير رهبان وحوز                     وأشجار تجاوزت القرونا

ومن حلب إلى لبنان جئنا                    نزلنا ترتش جبل الأمينا

وغادرنا الجبل إلى سهول                             جعلنا رمولها كنزاً ثمينا

ملأنا أرضها شجراً وتوتاً                    غرسنا سهلها عنباً وتينا

وأسميناها شياحاً جديداً                       لنذكر دائماً وطناً حنونا

وفيها لم نزل أسياد مجد                      رفيع رغم أنف المفسدينا

غصوننا أثمرت ثمراً شهياً                  شباباً للعلى يتسابقونا

بأخلاق مهذبة ونور                          يشع فيكشف الحق المبينا

فهذي خطة الأجداد كانت                    فخاراً للبنين الصادقينا

فقل للناس نحن إذا شمخنا                             ولم نظهر صغاراً خانعينا

فذاك لأننا من بيت مجد                      عريق روحه يختال فينا

من الأبطال من جد كريم                    من الأمراء بيت المالكينا

                              -.-.-.-.-.-.-

فهذا المجد للتاريخ يبقى                      ونورثه إذا متنا بنينا

بنونا على المكارم قد تربوا                  ونحن على الدهور الخالدونا".

                             -. - . - . - .-

 

عائلة معيكي

لا يعرف أبناء هذه العائلة المكان الذي ارتحلوا عنه إلى القبيات([83]). ولم نسمع بفرع لهذه العائلة في منطقة أخرى من لبنان أوغيره. فهل هم من وادي "معكة" في فلسطين؟ احتمال لا براهين عليه. هذا بينما يجعلهم فوزي اسحق من العاقورة([84]).

 

 

 

عائلة قديح

واحدة من العائلات القديمة في القبيات، ولعلها انحدرت من بلدة عكار العتيقة تباعاً. وهي تعود بأصلها إلى أسرة داغر التنورية. و"يتصل نسب أسرة داغر بجدها الأعلى الذي انتزح عن بلاد ما بين النهرين إلى لبنان. ويدور على ألسنة سكان تنورين وحردين ولحفد وغيرها من دساكر لبنان حتى اليوم أن آل داغر يتفرعون من أرومة سريانية مونوفيزيتية...، ومن فروع داغر نذكر آل راشد وقديح وعويس وبني الهوا..."([85]).

يوافق الخورسقف يوسف داغر التنوري على كون أصل عائلة داغر التنورية (منها تحدرت عائلة قديح) من بلاد ما بين النهرين بقوله في جد الأسرة التنورية: "إن رجلاً من بين النهرين يدعى خطار هجر بغداد سنة 1421 واستوطن حلب ثم نقل أحد أحفاده المدعو قرقماز إلى دمشق حيث عهد إليه بمنصب "كاتخداه" أمين سر نائب الشام. ثم اتهم بممالئة الثائرين بسبب فداحة الضرائب فهرب إلى لبنان سنة 1471 واستقر في يانوح حيث تنصر مع عائلته: وإليك نص ما جاء في مخطوط الأب بطرس مطر المؤرخ سنة 1650 "جد أهالي تنورين هو بغدادي نقل من بغداد إلى حلب ورحل أحد أحفاده إلى الشام ثم لبنان. فعيال تنورين مرجعها إلى أصل واحد"([86]).

لا يأتي الخورسقف يوسف داغر التنوري على ذكر عائلة قديح في القبيات عندما يتحدث عن فروع عائلة داغر. ومع تأكيه على أن أصل العائلة (داغر) في تنورين، وفروعها في برحليون وأوتان قرب حمص، في جبل الحلو، فهو لايذكر قديح هنا. وكذلك لا يذكر هذه العائلة عندما يتحدث عن نزوح أحد أحفاد جد العائلات التنورية إلى الهرمل وإقامته في مرجحين([87]). إن اسم قديح يرد في عداد فروع داغر المقيمة في أواخر القرن السابع عشر في بعض مناطق جبل لبنان. يقول الخورسقف المذكور: "وفي بيت جهجاه بطرس عويس من شحتول (عرامون) أوراق اطلع عليها صاحب هذا التاريخ مع سيادة المطران الياس ريشا مآلها: أنه في سنة 1685 نزح من تنورين طنوس داغر وأقام في رام ثمان سنين ثم نقل إلى ما بين البوار والصفراء حيث أقطعه الشيخ محمد عمر حماده أملاكاً واسعة. وتوفي عن أربعة ذكور، ريشا وراشد وقديح وعويس"([88]). ويوضح الخورسقف أن سلالة داغر معروفة، في جونية وغادير وحارة صخر والبوار والصفراء وجبيل وغزير، ببني ريشا وبني راشد الذين تفرع منهم بنو الهوا وبنو قديح وبنو عويس..."([89]).

هل يكون بنو قديح سلالة قديح بن طنوس داغر أم من فروع بني راشد كما يوحي النص الأخير للخورسقف يوسف داغر التنوري؟ وفي مطلق الأحوال يتعين مما سبق أن ارتحال بني قديح إلى مناطقنا متزامن تقريباً (النصف الأول من القرن الثامن عشر) مع وفود الكثير من العائلات المعروفة في القبيات اليوم، مما ينفي ما هو شائع عندنا من أن هذه العائلة هي من أعرق العائلات. هذا فضلاً عن أنه ليس هناك في المراجع ما يوحي بنزوح بني قديح المتحدرين من عائلة داغر التنوري إلى القبيات([90]). ولنا في انتشار هذه العائلة في أكثر من مكان في الدريب (القبيات والعوينات والتليل) وفي بلدة عكار العتيقة ما يوحي بحجم لها لا يتوافق مع سكوت المراجع المتعلقة بهذه العائلة عن ذكر ارتحالها إلى عكار، في ما لو كانت من سلالة داغر التنوري. وهذا ما يجعلنا نميل إلى عدم اعتبارها من الأسر التنورية الأصل. ويتعزز هذا الميل مع ما هو سائد في القبيات من قدم هذه العائلة (قديح) وعراقتها، مما يتنافى مع احتمال وفودها إلى القبيات في النصف الأول من القرن الثامن عشر.

 

عائلة بيسري – سركيس

إن عائلتي بيسري وسركيس حديثتا العهد في القبيات، تعودان إلى أواخر القرن التاسع عشر. وهما تنتميان إلى أصل "بيسري" من حدشيت. يقول الأب اغناطيوس طنوس الخوري، في سياق كلامه على قرية المغراقة: "مزرعة المغراقة، تابعة مختارية عيدمون. وهي شمالي مرتموره وغربي عندقت، قرب عيدمون غرباً. بيوتها عشرة، وكلها موارنة، ونفوسها 32 مقيمين و6 مهاجرين. وأهلها عائلة واحدة هي بيت البيسري. وأصلهم من حدشيت، واقرباؤهم في حواره وقنات وغيرها... وجيههم اليوم هاشم البيسري وولداه ميشال وهاشم، وطنوس بن الخوري جرجس وولده ديب. ويوسف طنوس ابراهيم البيسري. وكان منهم كهنة هم الخوري جرجس الأول، مات سنة 1897، ودفن في عندقت، بعمر 60. والخوري جرجس بن عيسى طنوس البيسري مات سنة 1906، بعمر 70. ومنهم اليوم الخوري يوسف بن ابراهيم بن يوسف البيسري المعروف عند العامة بالخوري المقدسية، خادم سيدة الغسالة في الذوق والمغراقة، ولد سنة 1886، ورسمه اسطفان عواد سنة 1904. وقد توطن الذوق نهائياً منذ سنة 1889، حيث جاءت به أمه مع أخيه وهما طفلان يتيمان، وأصبح من أهل الذوق، وأولاده يوسف وابنه أديب، ثم أنطونيوس وابنه حفيظ، ثم حبيب وهو شدياق معد للكهنوت في مار يعقوب، كرم سده، وسيدعى الخوري لويس (؟) وابنه أدمون، والشدياق لويس المذكور ولد سنة 1912"([91]).

أما عن عائلة سركيس، فإن الأب اغناطيوس طنوس الخوري يذكرها في كلامه على قرية باسم "مشتى بيت سركيس"، تابعة لرعية الكفرون (سورية)، وفيها يقول: "عيالها. فيها عائلة واحدة هي بيت سركيس أصلهم من حدشيت من بيت البيسري. أجدادهم الأولون ثلاثة أخوة الشماس سركيس والأشقر ويوسف. رحلوا عن حدشيت بسبب أن كان لهم أخت جميلة الوجه طلبها أحد حكام الجبة المتاولة إذ ذاك. فأبوها عليه فأخذها بالقوة واغتصبها. وبعد تمكن الأخوة المذكورون من قتل المتوالي. وهربوا بأختهم إلى بلاد صافيتا وسكنوا المشتى في ناحية حزور أو الكفرون، وذلك حوالي سنة 1600. ووقفوا فلاحين عند أغوات التركمان. ومع الأيام تحرروا وتملكوا... فاشتهر منهم أشخاص وجهاء مثل بشور... ولبشور المذكور ولد هو الخوري سركيس، ولد سنة 1845، ورسمه المطران المريض سنة 1868، أيام ترمل الأبرشية من المطران بولس موسى، وخدم عائلته في المشتى طيلة حياته الكهنوتية إلى وفاته في سنة 1918. وهو أول وآخر خوري من بيت سركيس"([92]).

وذاكرة أبناء هاتين العائلتين حية لقرب عهد ارتحالهم إلى القبيات، وهي تؤكد، على العموم، الرواية هذه. ففي مقابلة لنا مع السيد يوسف البيسري (بتاريخ 10/4/1982) أكد لنا أن أصل العائلة من حدشيت. واعتبر أن بيت سركيس "بيسرية"، وحدود القرابة برأيه تصل إلى أن الجدود أبناء عم، أو ربما كانوا أخوة.

أما الأستاذ محسن سركيس فقد وافق، على العموم، (بتاريخ 13/2/1982، وغيره)، على صحة المعلومات السابقة، بما رواه لنا قائلاً: "أصل عائلة سركيس من حدشيت. سميت سركيس نسبة إلى أحد أفراد عائلة الخوري، وكان كاهناً، ترك الرهبنة (كان اسمه الأب سركيس)([93])، وتزوج، وعنه تفرعت عائلة سركيس. وهناك قرابة، في الجد الواحد مع بيت البيسري وهم من حدشيت. نزحت العائلة من حدشيت إلى مشتى بيت الحلو. وهناك حارة خاصة بعائلة بيت سركيس، وجميعهم موارنة. سنة 1896 توفي جدي يوسف سركيس، وترك وراءه نسيم ومخايل (ذهبا إلى المكسيك) وبنتين، وحبيب... ثم جاء الياس لوحده إلى لبنان ودخل المدرسة الأكليريكية في أيام مطرانية عريضه... عام 1914، هرب من الأتراك، من السويس، وأتى إلى القبيات، فنزل عند خالته، وهي زوجة خليل نادر (ضاهر)، ثم أتى بأخويه عيسى ومطانيوس. وبقي عند خالته حتى عام 1927. ثم تملك هو وأخوته في حي الضهر".

 

عائلة الراعي

لا يحتفظ أبناء هذه العائلة بذاكرة تؤشر على ماضيهم وزمن ارتحالهم إلى القبيات ومكان هذا الارتحال. كما أنهم لا يحسنون ضبط صلاتهم بأبناء عائلة الراعي في عندقت. يعتبر الأب اغناطيوس طنوس الخوري: "من عيال عندقت بيت الراعي. أصلهم من بيت الراعي في زحلة، ومنهم فروع في سرعل ونهر ابراهيم..."([94]). وفي كلام لنفس الأب عن سكان "مزرعة القطلبة" التي يعتبرها "تابعة لمرتموره أو فرع منها في المختارية. وعيالها مزيج من عيال مرتموره والزوق والضهر...، ... وأولاد يوسف الياس طنوس الخوري الراعي...، وهؤلاء كلهم من مرتموره. وأولاد يوسف بطرس الراعي من ضهر البلان"([95]). وهذا ما يفهم منه أن عائلة الراعي المقيمة في القطلبة كانت سابقاً في مرتموره والضهر. ولكنه لا يربط بينهم وبين أبناء عائلة الراعي في عندقت. بيد أن نفس الأب يذكر هذه العائلة في مكان آخر من نفس المخطوط، ويلقي مزيداً من الضوء على تاريخها وأصلها وارتحالها إلى شمالي لبنان وعندقت. فهو يقول أن بيت الراعي من الروم الكاثوليك من زحلة. ارتحلوا منها إلى الشام، وهناك كان عندهم ابنة رغب بالزواج بها أحد الجنود الأتراك، وأمام رفضهم وتعرضهم للضغوطات تركوا الشام و"فروا بعيالهم ومتاعهم إلى شمالي لبنان متفرقين، فسكن بعضهم عندقت وبعضهم توطن سرعل وضفة نهر ابراهيم في العقبة"([96]).

 

عائلة هلال

كثيرة هي العائلات اللبنانية التي تحمل كنية "هلال"، في شتى المناطق ومن شتى المذاهب والأديان. ثمة إجماع على الأصل العربي لهذه العائلة. "ينتسب بنو هلال إلى القبائل القيسية المضرية التي كانت تعيش في شمالي الجزيرة العربية"([97]). أما القلقشندي فقال: "بنو هلال بطن من النخع من القحطانية ثم قال أيضاً: بنو هلال بطن من عامر بن صعصعة من هوازن من العدنانية... وجبل بني هلال معروف بالشام ومنه قلعة هلال المشهورة"([98]). وفي "اللباب في تهذيب الأنساب" نسبتين لبني هلال، تلك التي ذكرها القلقشندي، وأخرى تعود "إلى هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عوف... ابن تيم الله بن النمر بن قاسط، بطن من النمر"([99]).

ويجعل عيسى اسكندر المعلوف، في مؤلفه دواني القطوف، بني هلال فرع من التنوحيين الذين أموا لبنان وكانوا عشر قبائل، منهم بنو هلال([100]). ويذكر في موضع آخر من نفس المؤلف فرع مسيحي من بني هلال، فيجعله من رأس بعلبك، ومن هناك ارتحل فريق منه إلى زحلة وآخر إلى بلودان([101]). وفي كلام الخوري لويس الهاشم على العائلات العاقورية يذكر عائلة هلال ويجعل أصلها من بلودان([102]).

لا تعرف عائلة هلال القبياتية المكان الذي ارتحلت منه إلى القبيات ولا زمن هذا الارتحال، ولا تشير المصادر التي راجعناها إلى ذلك([103]). تقيم عائلة هلال في أحياء ثلاثة في القبيات: الغربية والضهر وغوايا. ويبدو أنها من العائلات القديمة، ومنها فرع باسم عائلة "سيدة"، ذكره الأب اغناطيوس طنوس الخوري، في سياق كلامه على عائلات منجز: "ومن رهبان منجز اليوم الأخ ابراهيم بن حنا بن مخول بن طنوس من عائلة بيت سيدة التي قدم منها إلى منجز حنا مخول سيدة سنة 1901([104]) وأصلهم من قبيات الغربية من بيت الهلال ومنها هجرت جدتهم الأرملة سيدة إلى العوينات إلى أن هجرها حفيدها إلى منجز"([105]). وآخر من عرف من بيت سيدة عائلة كانت تقيم في حي الضهر.

 

عائلة حبيش

عائلة حبيش واحدة من أهم العائلات المارونية المشهورة في جبل لبنان. ولقد صنفها الشيخ طنوس الشدياق، في "أخبار الأعيان"، كواحدة من عائلات المشايخ الست([106]). يبدأ الشدياق بكلامه على الحبيشيين، بذكر جدهم "حبيش بن موسى بن عبدالله بن مخائيل ولد ثلاثة أولاد وهم أبو منصور يوسف ومهنا وأبو يونس سليمان"([107]). وذلك "سنة 1515 لما وجدت الراحة في لبنان بعد ما قتل السلطان سليم الملك قانصوه الغوري ملك الشام ومصر قدم الشيخ حبيش بأولاده يوسف ومهنا وسليمان من يانوح إلى غزير وتوطنها"([108]). لا يذكر شيئاً عن هذه العائلة قبل هذا التاريخ.

بيد أن لعائلة حبيش تأريخ خاص بها، يعود بالعائلة إلى أصل عربي عريق: "آل حبيش، أسرة من مشايخ لبنان الموارنة. يرقى أصلها إلى قبيلة الهوازن. وهي فخذ من قريش اعتنقت النصرانية على يد الرسولين "برتلماوس" و"توما" وهما في طريقهما إلى الهند، فتوقفا في اليمن مبشرين بالنصرانية. وكانت الهوازن كسائر أهل بلاد اليمن، تدين بالصابئة (وهي عبدة الأجرام السماوية كالشمس والقمر والنجوم) قبل مجيء الرسولين. فلما جاء الاسلام وانتشر في شبه الجزيرة العربية، تقلصت النصرانية بانتشاره، على أن نصارى اليمن نزح بعضهم قبل ظهور الاسلام لدواع اقتصادية، فلم يمسهم ضير عظيم بعد ظهوره وذلك بفضل الخليفة عمر بن الخطاب الذي اكتفى باجلاء من لم يعتنق الاسلام منهم. أما الذين لم يعتنقوا الاسلام فبارحوا اليمن وتفرقوا في الحجاز ثم تجمعوا ونزلوا في العراق، ومنه خرجوا إلى تدمر الشام، فلبنان. وكانت إقامتهم في لبنان في بادئ الأمر في دير الأحمر. ومن هناك إلى محلة تقع بين يانوح والعاقورة سميت تدمر والمعروفة حالياً بالخربة، ودير الأحمر يقع في منطقة البقاع، ثم في بلدة يانوح في جبة المنيطرة، من جرود جبيل"([109]).

لا يذكر المؤرخ الحبيشي تاريخاً محدداً لوصول الحبيشيين إلى لبنان، ولكنه يُستدل من كلامه على أنهم كانوا في لبنان في أواخر القرن السابع: "ما أن حطّ الحبيشيون رحالهم في لبنان حتى وضعوا أنفسهم في خدمة الطائفة المارونية، والتفوا حول بطريركها للدفاع عنه، وهو القديس يوحنا مارون أول بطريرك ماروني... (الذي) التف حوله أبناؤه من حبيشيين وغيرهم وصدوا عن لبنان جيش "يوستينيانوس" الثاني... وقد حاول اجتياح لبنان سنة 694، بعد الاتفاق الذي تمّ بينه وبين الخليفة عبد الملك بن مروان"([110]). لا يوضح المؤرخ الحبيشي كيف تحول الحبيشيون المسيحيون الآتون من اليمن إلى المارونية، ولا زمن هذا التحول. وفي هذا افتراض مجاني لا سند له، ذلك أن مسيحية اليمن وشبه الجزيرة العربية لم تكن على شيء من المارونية البتة.

وحول ارتحال الحبيشيين من يانوح إلى غزير يقول صاحب "مختصر تاريخ جبل لبنان": "أصل مشايخ بيت حبيش. أولهم من قرية يانوح، بقرب المغيرة (قرب العاقورا)، في جبة المنيطرة. وحين صارت الدشمة (العداوة) بينهم وبين العاقورة، وخرجت يانوح، توجه جدهم إلى قرية غزير، بأرض كسروان وسكن بها مدة. وصار له أولاد. وعمروا عماير. واقتنوا أرزاق. وصاروا عيلة معروفة عند الجميع"([111]).

وبعد استقرار الحبيشيين في غزير مع مطلع استيلاء العثمانيين على بلادنا، وضعوا أنفسهم في خدمة أمراء الجبل كمدبرين وأنصار، وبذلك تطورت غزير تطوراً كبيراً، إلى أن استفحلت الصراعات القيسية – اليمنية، لا سيما مع ولاية الأمير حيدر أحمد الشهابي الذي تحالف معه الحبيشيون تحالفاً جاء نكبة عليهم، إثر اندحاره في العام 1709، وما أعقبه من خراب غزير([112]).

ينطلق مؤرخ العائلة الحبيشية من هذه الحادثة ليذكر ارتحال بعض الحبيشيين إلى عكار والقبيات: "وفي سنة 1710، عُزل الأمير حيدر بدسائس، وأرسل بشير باشا والي صيدا جيشاً لمحاربته... ففر إلى غزير واعتصم هو وعياله بالمشايخ آل حبيش... فمنعوا العسكر من الدخول إلى غزير... بعد أن قتلوا عدداً منهم... ولما دخل الظلام انفض الحبيشيون إلى نواحي جهة طرابلس، ونهض الأمير بأصحابه إلى جهة الهرمل... ولما خرج الأمير حيدر من مخبأه... رجع المشايخ الحبيشيون إلى غزير... وبقي أفراد في عكار وسلالتهم تعرف هناك بالمشايخ بني حبيش، وآخرون استوطنوا اللاذقية ويعرفون باسم آل حبشي.أما حبيشيو عكار فهم سلالة الشيخ يوسف بو نصار حبيش من غزير... وفي القبيات (عكار) تكاثر هذا الفرع... وأما حبيشيو اللاذقية... اعتنقوا المذهب الأرثوذكسي..."([113]).

تفيدنا هذه الرواية، في ما لو صحت، في أن وفود عائلة حبيش إلى القبيات قد كان متزامناً تقريباً مع وفود أهم العائلات إلى البلدة، أي مطلع القرن الثامن عشر، وذلك عشية زوال سلطة الحماديين وبداية سلطة المراعبة في عكار. واشتهرت العائلة، في القبيات، بموقعها الديني وبعلاقتها مع المراجع الروحية، إلى أن برز منها مؤخراً، الموظف الاداري، ومن ثم السياسي الشيخ فوزي حبيش الذي تبوأ كرسي نيابة عكار وكرسي وزارة الثقافة والتعليم العالي.

 

عائلة خطار

لا نملك من المعلومات عن هذه العائلة غير تلك الرواية التي زودنا بها السيد فريد خطار: "أصل العائلة من قبيلة عربية عريقة في القدم، وقد أطلق النبي محمد على جدنا خطار لقب "سماحة"، لكرمه وطول ذات يده. انتقلت العائلة إلى جبل لبنان قبل أن تستقر في القبيات، في زمن لانعرفه، وذلك هرباً من جريمة كان قد ارتكبها أحد جدودنا"([114]).

 

عائلة الحاج

يعود السيد يواكيم الحاج بعائلته (الحاج) إلى زمن لم يرد فيه أي ذكرلاسم القبيات في شتى المراجع والوثائق المعروفة. وهو يتوهم وجود بطريرك من القبيات، البطريرك شمعون (1279- 1339)، ويدعي نسبته إلى عائلة الحاج اعتباطاً. وهو لاينسى، كعادته في ما كتب، الإدعاء بوجود وثائق ثبوتية لكلامه. يقول: "إن كل ما يمكن الاعتماد عليه لاثبات وتحديد البعد التاريخي للقبيات ولأسرة آل الحاج، هو وجود وثيقتين تاريخيتين يمكن الاعتماد عليهما والاعتداد بهما"([115]). عن الوثيقة الأولى يقول أنها: "وجدت في بجة – جبيل، بين أوراق البطريرك الياس الحويك، ومدونة بخط الأب جورج سعد، ومؤرخة سنة 1766م، وقد ذكر فيها بطاركة أنطاكية، الذين تعاقبوا على كرسيها، بعد موت يوحنا مارون، أول بطريرك على الطائفة المارونية، وقد ورد اسم البطريرك شمعون، (1279 – 1339)، من القبيات، وهو شقيق الخوري يوسف الحاج الوارد اسمه صراحة في الوثيقة الثانية الموجودة لدينا، وهي كناية عن حجة بيع قطعة أرض في القبيات، ومؤرخة بسنة 1304م"([116]).

نبدأ ب"الوثيقة" الثانية التي سبق للسيد الحاج أن وعد قراءه بأنه سيضعها في نهاية الفصل([117])، ولكنه لم يفعل. ولا نرى وجود وثيقة ما بهذا المعنى. وبخصوص ما جاء في "الوثيقة" الثانية عن البطريرك شمعون نؤجل النقاش في وجود هذا إلى المكان المخصص لمعالجة موضوع "موارنة عكار والقبيات". ولكننا سنناقش هنا ما يسميه السيد يواكيم "وثيقة"، وكيفية نسبة البطريرك شمعون إلى عائلة الحاج.

لم يحدد السيد يواكيم المرجع الذي عثر فيه على هذه الوثيقة المزعومة. ولكنه تبين لنا أنه أخذ ما سماه هنا وثيقة عن حاشية واردة في مقال للخوري ناصر الجميل([118])، وقد حور في بعض كلام النص الذي نقله تعظيماً لعائلته. ما هو أصل النص الذي يسميه السيد يواكيم وثيقة؟ الجواب: يعالج الخوري ناصر الجميل في مقاله سلسلة للبطاركة الموارنة وضعها البطريرك بولس مسعد. وفي سياق المعالجة يستعرض على عجل شتى اللوائح المتداولة عن سلسلة البطاركة. وهنا يشير إلى سلسلة كثر تداولها، وهي تختلف عن أكثر اللوائح اعتماداً، لأنها ترفع عدد البطاركة كثيراً، بزيادة 30 بطريركاً، ويشير إلى تعدد نسخ هذه اللائحة بقوله: "لهذه السلسلة نسخ مختلفة... منها... وأخرى عند الخوري الياس الحايك في قرية بجة ويعود تاريخ نسخها إلى سنة 1766 بخط الخوري جرجس سعد..."([119]). هكذا قام السيد يواكيم بترقية الخوري الياس الحايك إلى البطريرك الياس الحويك. صحيح أنه ورد اسم "البطرك شمعون من القبيات"([120])، ولكن أحداً من المؤرخين لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى كنية هذا البطريرك. فكيف جعله السيد يواكيم من عائلة الحاج؟ وكيف قرر أن الخوري يوسف الحاج (المزعوم أيضاً) هو أخوه؟ بوسع الخيال فعل العجائب.

ليس لدينا عن أصل عائلة الحاج معلومات تذكر. غير أن الخورسقف مخايل الزريبي دون بخط يده معلومة (قد تفيد حول هذه العائلة) على الصفحة الأولى من كتاب كان يقتنيه (أخبار الأعيان في جبل لبنان) النص التالي: "بينما كنت أفتش بالكتب الخطية وجدت إنجيلاً عند الخوري قحوش مكتوباً فيه ما حرفيته([121]): هذا الكتاب المقدس إلى الخوري سمعان خادم قرية عينتقد (عندقت) من عيلة بيت الحاج يوسف من قرية القبيات المحروسة اشتراه من ماله لحاله الله تعالى يهنيه فيه زماناً طويلاً. هو خط الخوري يواقيم من عيلة بيت دحدح أهدن. كتب في 24 أيلول سنة 1784، بسنة أعفد مسيحية. فمن هذا أستدل على أن عائلة بيت الخوري الحاج في القبيات وبيت الخوري في عندقت هي واحدة وإقرار العائلتين بالقرابة لحد الآن دليل أوضح مأخوذ بينهم بالتقليد"([122]).

 

عائلة دميان

تبين لنا عندما أجرينا بحثنا في "علاقات السلطة السياسية في القبيات"، في نهاية السبعينات، أن عائلتي دميان وساسين هما عائلة واحدة تعود بأصلها إلى بلدة مشمش، ومن هناك انتزحت إلى الضنية، ومن ثم إلى القبيات([123]). ويذكر الأب اغناطيوس طنوس الخوري هذه العائلة بقوله: "بيت دميان: إن أصلهم من مشمش بلاد جبيل (يُسأل عنهم؟) وجدهم الأول عبود وَلَدَ ابراهيم ساسين. ومنهم اليوم وجيههم المعروف في القبيات وجوارها ابراهيم بن عيسى بن عبود دميان ثم انطونيوس بن ساسين بن جروج ساسين دميان وأخوه جرجس ساسين مقيم في قبة النصر في طرابلس وهو مثري، وأخوه يوسف في المكسيك. وحبيب بن عبود دميان وولداه مخايل ويوسف. وعددهم اليوم 130 نفساً مقيماً و15 مهاجرين"([124]).

 

عائلة الصياح

أصل هذه العائلة شخصان من بكفيا، يقول فيها الخورسقف الزريبي: "حضر من بكفيا سنة 1845طنوس والياس الصياح وتوطنا بالقبيات. فطنوس خلف أسعد وميلاد وعبدالله ويوسف ومريم التي اقترنت بنسيبها جبرايل الصياح من عين الخروبه ولوليا زوجة ابراهيم أنطون حنا.. فأسعد خلف ياسمين. وميلاد خلف أمين وطنوس. فأمين خلف كريمه ورسميه. وعبدالله خلف هدلا زوجة مجيد الصياح. وطنوس خلف خمسة زكور وابنتين في المهجر. ويوسف بغير عقب. الياس خلف جرجس ويوسف وضوميط وحنه. وجرجس خلف قيصر وميشال ويوسف ومطانيوس وابراهيم. ويوسف خلف في المهجر سبعة أولاد نجهل اسماهم. وضوميط خلف سركيس الذي قتل سنة 1932 ومطانيوس وياسمين وماتيلدا ونظور وحنا"([125]).

 

عائلة القبياتي

هل يكون اسم هذه العائلة عائد إلى ارتحالها من موقع يعرف بنفس اسم بلدتنا القبيات؟ أم إنها كانت في الأصل في القبيات وهجرتها إلى مكان ما حيث عرفت هناك باسم القبياتي، ثم عادت إلى القبيات وهي تحمل اسمها الجديد؟

ورد ذكر لهذه العائلة في أخبار البطريرك الدويهي لعام 1557، دون تحديد لنسبة القبياتي فيها: "يذكر الخوري شمعون ابن القس موسى القبياتي في الميمر..."([126]). كما يرد ذكرها في تعيين اسم ثاني كاهن خدم رعية الأربعين في القبيات: "القبيات - في 16 من شهر آب المبارك (1679) انتخب الثالوث المقدس الشدياق بطرس القبياتي قس على كنيسة الأربعين في القرية"([127]). ولكن القبياتي هنا قد تعني انتساب الشخص المعني إلى بلدتنا القبيات أو إلى موضع آخر باسم القبيات، ولا تعني بالضرورة عائلة القبياتي.

 يذكر هذه العائلة الأب اغناطيوس طنوس الخوري قائلاً: "عائلة بيت القبياتي: من أقدم سكان القبيات ومارتوره. ولم ينموا كثيراً. منهم اليوم داوود ابراهيم ملحم وولده ابراهيم، ويوسف أخوه. ويوسف ابراهيم عيسى القبياتي وولده يوسف. وعددهم اليوم 25 مقيمين و15 مهاجرين. وينتسب إليهم بيت حنه في مارتموره، ومنهم اليوم يوسف بن ابراهيم يوسف حنه فقط، وهو في المكسيك"([128]).

 

عائلة الغزيري

يقول فيها الأب اغناطيوس طنوس الخوري: "بيت الغزيري هم من بيت الباطولي في غزير. جاء منهم خليل وابراهيم أخوه أولاد نصرالله الباطولي من غزير إلى مارتموره سنة 1879. أولادهم اليوم جرجس بن ابراهيم نصرالله الباطولي الغزيري، وأولاده ابراهيم ويوسف وتوفيق. ولجرجس أخوه نصر في بنتيبيداوي. وعددهم كما ذكر"([129]).

 

عائلة جعلوك

"بيت جعلوك: أصلهم من عين حلاقيم (سورية). كانوا خمسة أخوة: حنا وابراهيم وجروج ومخول والخامس مجهول. هربوا من عين (حلاقيم) لقتلهم رجلاً إلى قرية بيت جعلوك بين منجز والبيره. وكانت بيت جعلوك إذ ذاك ملكاً لأناس روم فاغتصبها منهم محمد بك العبود وطردهم إلى شدرا والعوينات بقربها. وملّك القرية إلى الأخوة اللاجئين إليها من عين حلاقيم، وتسموا باسمها "بيت جعلوك". وبعد موت محمد بك المذكور رحل المذكورون سنة 1861 من جور الاسلام إلى منجز ومارتموره. ومنهم اليوم في منجز يوسف ابراهيم جعلوك وأخواه حبيب وموسى في مارتموره. أولاد موسى هم ابراهيم وجرجس ونخله.. وأولاد يوسف في منجز هم ابراهيم ونادر..."([130]).

 

عائلة الصايغ

اسم هذه العائلة شائع كغيره من أسماء العائلات التي تعود لمهنة مؤسسها. جاءت هذه العائلة من حمص، وأقامت لفترة في مزرعة المغراقة بالقرب من القبيات، قبل أن تستقر في البلدة نهائياً. كانت هذه العائلة أرثوذكسية المذهب ثم تحولت إلى المذهب اللاتيني لتتمورن ثقافياً ومن ثم فعلياً في النهاية.

 

عائلة طعمه

يقول فوزي اسحق فيها: "إن موطن العائلة الأصلي مدينة زحلة، وقد تركها الشقيقان مخول وابراهيم وأسسا معاً العائلة في الحي الغربي من القبيات"([131]). أما السيد يواكيم الحاج فيجعلهم فرعاً من عرب حمص المنتسبين إلى بني خالد([132]). وإن كنا لانستطيع أن نحسم في أصل هذه العائلة التي لا تحمل ذاكرة واضحة عن ماضيها ما قبل القبياتي، ولا عن بدايات إقامتها في القبيات، فإننا نرجح احتمال أن تكون من عائلة طعمة التي كانت تقطن في بلدة عزير. وفي هذه العائلة (في عزير) يقول الأب اغناطيوس طنوس الخوري: "يقول قدماؤهم عن لسان أقدم جدودهم أن أصلهم روم من حوران، ولهم أقرباء في دير عطيه بسورية... قدموا عزير منذ أكثر من سنة 1720..."([133]). ولعل هذه العائلة ارتحلت من عزير إلى القبيات، كما حصل مع بعض العائلات التي انتقلت من المنطقة المحاذية للنهر الكبيرالجنوبي إلى البلدة، ونأخذ كمثال على ذلك ما ذكره نفس الأب الخوري، في كلامه على ما كانت تتعرض له عزير: "كانت عزير معرضة دائماً لغزوات وهجمات الأغوات الدنادشة جيرانها في تلكلخ. فتكبدت من غاراتهم عليها مشقات وخسائر فادحة... وتحمل أهلها وأعيانها كثيراً من الانزعاجات والضرب أحياناً..."([134]).

 

عائلة جمعة

لهذه العائلة تاريخ عريق في لبنان، وهي تتوزع على كثير من الأديان والمذاهب. ولكنه ليس من السهل ضبط الصلات القرابية بينها. وتجمع الروايات المارونية على أن عائلة جمعة هي من "أسر العناحلة". وسميت بعض الأسر يهذا الاسم لأنها من "عين حليا، وتيمناً بموطنها الأصلي"([135]). وأبرز أسر العناحلة عائلة الحلو. وفيها يقول دي طرازي: "يتحدر بنو الحلو من الشيخ جمعة جدهم الأعلى... شخص جمعة بأولاده من عين حليا على أثر دمارها وقدم إلى لبنان عام 1470 وسكن بشري. وتفرق أولاد جمعة في ثلاثة مراكز رئيسية في لبنان: أولاً بشري، ثانياً حصرايل، ثالثاً أهمج"([136]). ومن أقام منهم في بشري عرفوا باسم كيروز أو كاروز([137]).

بيد أنه من غير الثابت ما إذا كان هناك فرع من هذه العائلة "الحلو" أو "كيروز" قد عُرف باسم أو بكنية "جمعة"، لا سيما وأن هناك من يعود بعائلة جمعة إلى أصل آخر. فالخوري لويس الهاشم يقول: "أسرة جمعة. من التقليدات المتعارفة في هذه العترة أنها تنتسب لأسرة هاشم العجمي... هاجرت في الجيل السابع عشر إلى بلاد عكار وتوطنت بلدة ممجز "منجز"... وكان منها الخوري مخايل ملحم..."([138]).

ومما يلفت النظر ما ذكره الأب اغناطيوس طنوس الخوري عن هذه العائلة في بلدة منجز بالذات: "بيت جمعه: هم فرع من بيت جمعه في حدث الجبه. ومنهم فرع أيضاً في قنات. وهم قدماء في منجز ويظهر أنهم سكان القرية الأولون ومؤسسوها. ويؤكدون أنهم جاؤا من الحدث بناءً على تأكيد البطريرك بولس مسعد لبعض أجدادهم. وأنهم أسسوا كنيستهم على اسم مار دانيال شفيع الحدث وطنهم الأصلي، وشيدوا بيوتهم حولها كالدائرة، مما يدل على أنهم مؤسسو القرية الأولون، بعد خرابها لأنها كانت عامرة من قبل وخربت بدليل آثارها ونسبتها إلى قلعة فاليس.واسم جمعه قد انتسى (انتسخ) اليوم واستغرقته أسماء الفروع المشتقة منه..."([139]). واستناداً لما سبق للتو نرجح أن تكون عائلة جمعة في القبيات قد وفدت من بلدة منجز إليها.

 

عائلة توما

لاتحمل هذه العائلة خطاباً حول أصلها ومنبتها، ولا نعرف عنه ماضيها خارج القبيات شيئاً. بيد أن الأب اغناطيوس طنوس الخوري يذكر عائلة توما التي انتزحت من قرية دثرت وكانت على مقربة من القبيات. يقول، في كلامه على عائلات قرية أوتان في سورية: "عائلة توما: أصلهم من قرية الفتوح في عكار شمالي عندقت، وهي قرية خربة اليوم... ومنهم فرع في مشرفة حمص وهبوب الريح شمالي حمص على العاصي... وقرية جوسي جنوبي القصر"([140]). ولعل عائلة توما في البلدة من هذا الأصل الذي انتشر من تلك القرية الخربة في مناطق متعددة.

 

عائلة قسطون

تروي ذاكرة هذه العائلة أنها نزحت من رأس بعلبك لتستقر في القبيات بعد أن أقامت لفترة وجيزة في بلدة شدرا المجاورة([141]). ولكن الملفت للنظر أن كلمة قسطون هي اسم لموقع في سورية ذكره ياقوت الحموي قائلاً: "قسطون: حصن كان بالروج من أعمال حلب..."([142]). فهل تكون هذه العائلة في أساسها من هذا الموقع قسطون؟

 

عائلة المطران

لا نعرف شيئاً عن هذه العائلة، ولعلها فرع من عائلة المطران التي يذكرها عيسى اسكندر المعلوف بقوله: "أصل أسرة المطران من حوران وكان جدهم كاهناً متزوجاً فلما ماتت امرأته سيم مطراناً ونسب إليه فرعه"([143]).

 

 

عائلة زينون

يعود الخورسقف بطرس حبيقة بأصل عائلة زينون إلى عائلة حبيقة.ويعتبر هذه العائلة: "أسرة كبيرة منتشرة في كثير من المدن والقرى اللبنانية والمتاخمة للبنان، بهذا الاسم وبغيره يتحدر نسبها من المشايخ الاقطاعيين آل شمّر وهم آراميون نصارى عرفوا في العاقورة منذ السنة 1212 إلى 1625 إذ تفرقوا في البلاد..."([144]). ويرد اسم "حبيقة" إلى موضع في بلاد جبيل هو "بلدة "بيت حباق"... وهو من أصل سرياني ومعناه الملجأ والمجتمع. ومن اسم هذه القرية أخذ بيت حبيقة الذين انتشروا في لبنان ألقابهم: الحباقي والحبقاني وحبيقه"([145]). ويعدد الخورسقف حبيقة أماكن انتشار هذه العائلة، فيذكر فيها... القبية([146]) (عكار)... والشطاحه وتاشع من بلاد عكار..."([147]).ويوضح الخورسقف المذكور أن فروع عائلة حبيقة عُرفت بكنيات أخرى منها زينون([148]). وهو لا يلبث أن يصرح: "بنو زينون (حبيقه) في رومية المتن وغيرها: تفرعت هذه الأسرة من رومية إلى بياقوت وساحل بيروت والقبيات عكار وكان منها حسب إفادة خبرائها (منهم الخوري عبدالله زينون) رجال متقدمون عند السلطان عبد المجيد"([149]).

يذكر الأب اغناطيوس طنوس الخوري عائلة زينون في عداد العائلات الأساسية التي كانت تقطن قرية عزير، على كتف النهر الكبير. فهو يقول: "كانت عزير قديماً حوالي سنة 1775 مقسومة أملاكها 3 أقسام على عائلاتها الثلاث بيت طعمه وبيت زينون وبيت عبيد... إن بيت زينون مجهول أصلهم"([150]). بيد أنه من المعروف بالتقليد أن عائلة زينون القبياتية إنما نزحت من عكار العتيقة إلى القبيات منذ زمن غير بعيد، ولعلها قطنت في نفس الآن البلدتين معاً. 



[1] -  الحصني، محمد أديب آل تقي الدين: كتاب منتخبات التواريخ لدمشق، قدم له د. كمال سليمان الصليبي، ج 1، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1979، ص 32: "من أغمض الغوامض وأشكل المشكلات عند المؤرخين المحققين تحقيق أصول الأمم التي استوطنت هذه البلاد قديماً لما ذكرناه من غموض تاريخها القديم...".

[2] - دريان، المطران يوسف: كتاب البراهين الراهنة في أصل المردة والجراجمة والموارنة، دار كنعان، طبعة جديدة طبق الأصل، 1984. يعود نشر الكتاب لعام 1903

[3] -  السخني القرطباوي، الأب أوغسطين سالم: ديوان خواطر الجنان ونظم أزاهر البيان، طُبع على نفقة نسيبه السيد لويس رحال، سنة 1939.

[4] -  البشعلاني، الخوري اسطفان: تاريخ بشعلي وصليما، بيروت، 1948.

[5] -  الكفرنيسي، الأب بولس مبارك الخوري: تاريخ عائلة الخوري تادي ومواطنها، طبع في الشياح – لبنان،1957.

[6] -  المرجع السابق، ص 57 – 58.

[7] -  زيادة، الخورسقف يوسف: "القس الخوري يوسف اسكندر القرطباوي"، المشرق، السنة 53، تموز –   ت1 1959، ص 433 – 454.

[8] -  المرجع السابق، ص 445.

[9] -  المرجع السابق، ص 445. يندرج في هذا السياق العقلاني الرصين، دون أن يكون طرفاً مباشراً في الحوار، الشيخ أدمون بليبل، في مؤلفه "تقويم بكفيا الكبرى"، مطبعة العرائس، بكفيا – لبنان، 1935، ص 17، حيث يقدم لكلامه على "أصل سكان ناحية بكفيا" قائلاً: " ينقسم أصل سكان ناحية بكفيا كما ينقسم أصل جميع اللبنانيين إلى ثلاثة أقسام. فالقسم الأول متحدر من سلالة ارامية – فينيقية. والثاني من سلالة عربية. والثالث من سلالات مختلف الأعاجم الذين فتحوا هذه البلاد براً وبحراً وظل بعض أبنائهم فيها فاستعربوا أخيراً كما استعرب الآراميون والفينيقيون بعدما استولت العربية عليهم ونشرت علومها وثقافتها في ربوعهم. هذا من جهة الأصل والنسب أما من جهة الأديان والمذاهب فان بعض اللبنانيين كانوا مسيحيين قبل الاسلام فحافظوا على دينهم. وبعضهم أسلموا في سوريا وداخلها فرجعوا إلى دين أجدادهم بعد مجيئهم إلى لبنان. ومنهم من كانوا مسلمين في سوريا ومصر وشبه الجزيرة العربية فحافظ بعضهم على الدين الاسلامي واعتنق البعض الآخر الدين الدرزي وتنصر غيرهم لأسباب خاصة".

[10] -  عبدالله، جوزف: "بلدة القبيات – ملف"، مقال سابق، الشمال، ص 32 – 56.

[11] -  سلوم، د. فوءاد: "القبيات مارونية..."، مقال سابق، الشمال.

[12] -  لنا عودة إلى هذا الحوار تحت عنوان "الموارنة في عكار والقبيات".

[13] -  ABDALLAH, Joseph: Rapports du Pouvoir. . ., op. cit. .

[14] -  هو دفتر مخطوط من 14 ورقة (طول 20 سنتم وعرض 13 سنتم)، بالحبر الأسود. وضعه الحورسقف الزريبي، في العشرينات أو الثلاثينات من القرن العشرين، استناداً إلى محادثاته مع المسنين وإلى بعض المراجع والوثائق. وأغلب الظن أن هذا الدفتر فقد قسماً من أوراقه، وأن له تتمة ما.

[15] -  هذا ما حاوله الأستاذ شاهين نادر (ضاهر) وطوني نادر (ضاهر)، وحصلنا منهما مشكورَين على صورة عن عملهما.

[16] -  قام الأستاذ إيلي ماجد غصن بمحاولة وضع جدول لعائلة غصن. وبعض أبناء هذه العائلة يحتفظ بنبذة تاريخية قصيرة عن عائلة غصن عموماً، وضعها ونشرها يوسف سليم غصن، بعنوان: تاريخ آل غصن(1305 – 1958)، وهي عبارة عن أربع صفحات مطبوعة بتاريخ 1958.

[17] -  قام الأستاذ طنوس جبور بمحاولة وضع جدول بتسلسل جب آل جبور.

[18] -  لعل فرع رفقة اندرج حديثاً نسبياً في هذه العائلة، وذلك في سياق مشروع سياسي محلي، قام به ابراهيم موسى حنا (الملقب ابراهيم النجار)، الذي كان أول من عمل على توحيد عائلة حنّأ ليضمن لنفسه أتباعاً يمكنونه من بلوغ رئاسة أول مجلس بلدي في القبيات، 1921 – 1924. وفي مقابلة لنا مع السيد عبود رفقة (15/11/1980) أكد فيها أن بداية جمع العائلة وتوحيدها كان بالسعي لبناء مدفن مشترك لكل العائلة.

[19] -  تم جمع معظم معلوماتنا عن عائلة حنّا من مقابلات أجريناها مع: يوسف عزيز حنّا،، 10/11/1980، (كان مختاراً في حي الضهر)، أنطون حنّا (19/11/1980)، يوسف موسى حنّا (22/11/1980)، الخوري يوسف حنّا (22/11/1980)، الأستاذ طنوس جبور (10/11/1980)، الأستاذ محسن سركيس (أوقات متفرقة).

[20] -  مقابلة لنا معه (10/11/1980).

[21] -  المرجع السابق.

[22] -  سجلات كنيسة الذوق لعام 1910/1911.

[23] -  "أنشئت هذه الشجرة في 20 أيلول 1956"، على يد مسعد منصور مسعد، من عشقوت. وهو واضع كتاب "نبذة تاريخية عن بني المشروقي"، مطابع سيما، بيروت، 1950. من الملفت للنظر أنه لم يأتِ في كتابه على ذكر عائلة الشدياق في القبيات مع أنه هو الذي ضمهم إلى شجرة النسب التي وضعها.

[24] -  نثبت هنا هذا النص بكامله: "الجد الأول الشدياق شاهين المشروقي. صدر حتى الآن خمسة فروع من الشجرة النسبية التي غرسها الشدياق شاهين المشروقي الوافد من صدد الشرق إلى حصروت عام 1470 والتي قام بجمعها وتأليفها مسعد منصور مسعد واضع تاريخ بني المشروقي تمثل فرعاً واحداً من سبعة فروع أخرى ستنشر تباعاً. أما باقي الفروع قد انتهى وضعها وجاهزة للطبع، أما الفرع الذي نسبته أعلاه من أصل هذه الشجرة المكوّن من عائلة شدياق القبيات وعائلة فهد".

[25] -  مسعد، مسعد منصور: نبذة تاريخية...، مرجع سابق، ص 10 – 11. وفي مكان آخر من نفس المؤلَف يقول: "... الشدياق شاهين المشروقي، الذي نزح مع أولاده  من صدد الشرق إلى حصرون في جبة بشري في ولاية المقدمين سنة 1470 واستوطنوها ثم تفرقت ذريته في أنحاء مختلفة من لبنان وسوريا..." (ص 20). راجع أيضاً ص 88 – 89.

[26] -  الدويهي، البطريرك اسطفان: تاريخ الأزمنة...، مرجع سابق، ص 362.

[27] -  دي ترازي، الفيكونت فيليب: أصدق ما كان ...، مرجع سابق، ج 2، ص 27، وخاصة من ص 72 حتى ص 74. يثبت دي ترازي نصوص الدويهي بحرفيتها: "كبرت شوكة اليعاقبة وصاروا يتباينوا (يتظاهرون) جهراً في جبة بشري. وتبعوهم كثيرين من بقوفا وقرية موسى. وجاءت بعض عيال من بلاد الشرق صددية أخذوا السكنة (السكنى) في الجبة من بيت شاهين في حصرون وبيت الحاج حسن في عمشيت وغيرهم الذين كانوا مقاوى (أقوياء) في المال" (ص 27). "ثم قرأنا في "تاريخ الطائفة المارونية" تأليف البطريرك الدويهي عينه وقد نشره عام 1890 المعلم رشيد الشرتوني ما نصه: "وبسبب ما اشتهر به لبنان آونئذ من الأمن والطمأنينة قصده الناس من الأماكن البعيدة مثل أولاد جمعة الذين تركوا عين حليا وسكنوا بشري. وأولاد شاهين الذين رحلوا من صدد الشرق وسكنوا قرية حصرون. والخوري يوحنا والقس ايليا وأخوهما الشدياق جرجس أولاد الحاج حسن انتقلوا من نابلس إلى حدشيت" (ص 73). 

[28] -  اسحق، فوزي: القبيات، دراسة...، مرجع سابق، ص 81، حيث يقول: "يتبين من هذه الشجرة أن مؤسس عائلة فهد في القبيات نزح من عشقوت...". وفي الحقيقة ليس في هذه الشجرة ما يوحي بذلك. كما أن واضع هذه الشجرة، مسعد منصور مسعد، لم يأت على ذكر فرع عائلة الشدياق في القبيات في مؤلفه "نبذة تاريخية عن بني المشروقي"، مرجع سابق.

[29] -  إن واضع الشجرة النسبية لعائلة وهبة وحاكمه هو السيد ابراهيم وهبة، لا مسعد منصور مسعد. وهذا واضح للغاية في مؤلف السيد يواكيم الحاج بالذات (ص 638)، حيث جاء على يسار الشجرة النسبية: "عائلة وهبه وحاكمه. جمعت هذه الشجرة من قبل السيد ابراهيم وهبه واستشير الخوري الزريبي (؟) بتصحيح بعض المعلومات عن صلب الشجرة. القبيات – تاريخ 20- 9 – 1993."؛ وعلى يمين الشجرة ما يلي: "الجد الأول الشدياق شاهين الحصروني (؟)" ...؛ وكلام يفيد بأنه تمت الإستعانة بالشجرة التي وضعها مسعد منصور مسعد بتاريخ 20 – 9 – 1956. راجع: يواكيم الحاج: عكار في التاريخ...، ج 2، مرجع سابق، ص 638. هكذا بدل أن يقول: استعان ابراهيم وهبه في وضع شجرة شدياق القبيات بالشجرة التي وضعها مسعد منصور مسعد، يقول عن هذه الشجرة "نظمها وجمعها" مسعد بالذات!

[30] -  هَزلت مسألة استخدام الألقاب العلمية. صاحب رسالة الماجستير صار دكتوراً، كما صار كل ناسخ ومجمع للأخبار "من هب ودب" مؤرخاً. لا بأس في زمن صار فيه كل أمي جمع ثروة من تجارة "التهريب" مرشحاً للانتخابات وينادونه "أستاذاً".

[31] -  الحاج، يواكيم: المرجع السابق، ص 637. في الكلام عن ارتحال شاهين المشروقي من صدد إلى حصرون، يعين السيد يواكيم تاريخ عام 1515 زمناً لهذا الارتحال، مغيراً كلام البطريرك الدويهي وناسباً له ما لم يقله، لأن البطريرك عيّن عام 1472، ومغالطاً حقيقة تاريخية بدهية يدرسها طلاب المرحلة الابتدائية في مادة التاريخ، وهي أن السلطان سليم العثماني انتصر على سلطان المماليك قانصوه الغوري عام 1516. وما يذكره البطريرك الدويهي عن حركة الانتقال والمهاجرة في زمن غلبة السلطان سليم العثماني للسلطان قانصوه الغوري لا يشمل أبداً عائلة الشدياق. وإذا كان السيد يواكيم الحاج قد قرأ لفظة الشدياق في كلام الدويهي، فهي "للشدياق سركيس بن الخازن...". يقول الدويهي: "كذلك النصارى (جاؤوا) من بلاد طرابلس فسكنوا أهالي المجدل في عرامون، وأهالي يانوح في كفور الفتوح، والشيخ حبيش بن موسى بن عبدالله بن مخايل من يانوح في اغزير، وبيت كميد وكذلك الشدياق سركيس بن الخازن في سنة انمه (أي 1545 مسيحية)..."، الدويهي، البطريرك اسطفان: تاريخ الأزمنة، مرجع سابق، ص 392. قارن مع ما جاء في نص "المؤرخ" السيد يواكيم الحاج!

[32] -  حبيقه، الخورسقف بطرس: تاريخ بسكنتا وأسرها، منشورات الحركة الثقافية – بسكنتا، بدون تاريخ، ص 282. يسند حبيقه كلامه إلى مراجع مبهمة وغير محددة.

[33] -  ورد الأول في السجل رقم 13، ص 308، في العام 1164هـ/1750م؛ والثاني في نفس السجل لعام 1166هـ/1752.

[34] -  لفرعي حاكمه ووهبه رابطة عائلية. كما أن السيد مطانيوس وهبه أفادنا (وهو بعمر 80 سنة)، في مقابلة لنا معه، بتاريخ (13/1/1981)، بظنه أن فرع الشدياق هو من غير هذه العائلات وهوعائلة خاصة بنفسها.

[35] -  الخوري، الأب اغناطيوس طنوس: أبرشية طرابلس المارونية وأسرها ومشاهيرها (مخطوط). هذا المؤلف عبارة عن مخطوط باللغة العربية كتبه الأب اغناطيوس طنوس الخوري (الراهب اللبناني). يتألف من 14 دفتر صغير. يحتوي على معلومات عن القرى التابعة لأبرشية طرابلس المارونية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى مطلع الأربعينات من القرن العشرين. تنطوي هذه المعلومات على: موقع القرية الجغرافي، تاريخها، عيالها، آثارها، كنيسة القرية، كهنتها ورهبانها، مدرستها، مشاهيرها، أحداثها"، راجع: يوسف، الأب جورج: الحياة الثقافية في زغرتا الزاوية (نهاية القرن التاسع عشر – نهاية القرن العشرين) تحليل وثائقي انطلاقاً من مخطوط "تاريخ أبرشية طرابلس المارونية"... بحث لنيل شهادة الدبلوم في العلوم الاجتماعية (علم اجتماع المعرفة)، إشراف د. فريدريك معتوق، الجامعة اللبنانية، معهد العلوم الاجتماعية، الفرع الثالث، 1998/1999، ص 10. زودنا الخوري جورج يوسف، مشكوراً، بكثير من معلومات هذا المخطوط المتعلقة بالقبيات.

[36] -  لم يغطِ ما وصلنا من المخطوط كل عائلات القبيات، وكاد ينحصر ما وصلنا بعائلات حي مرتمورة، ولعله لهذا السبب لم يذكر فرع الشدياق.

[37] -  مخطوط أبرشية طرابلس...، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 175 – 176.

[38] -  راجع الوثائق الملحقة.

[39] -  الحاج، يواكيم: تاريخ عكار...، ج 2، مرجع سابق، ص 578.

[40] -  الهاشم، الخوري لويس: تاريخ العاقورة...، مرجع سابق، ص 483.

[41] -  من محفوظات الخورسقف الزريبي، راجع الملاحق. أما مناسبة المديح فيوضحها الخورسقف بقوله: "بينما كنت مع لفيف من التلامذة في النزهة وجالسين على شير الباطية بالقرب من جونية، وإذ ورد إليّ تحرير من... رفعتلو طنوس أفندي ضاهر من القبيات افتقاداً عن صحتي وأحوالي ويطمني عن صحة والدي وأهلي فقلت فيه مادحاً:...".

[42] -  المرجع السابق، راجع الملاحق.

[43] -  مقابلة مع النائب الأسبق ميشيال ضاهر في 10/11/1981.

[44] -  المرجع السابق.

[45] -  بليبل، الشيخ أدمون: تقويم بكفيا الكبرى وتاريخ أسرها، مطبعة العرائس، بكفيا، (لبنان)، 1935، ص 211/212. نلفت النظر إلى أن عيسى اسكندر المعلوف يذكر (دواني القطوف...، ص 38) مزار لولي الشيخ سعد في قرية الشيخ سعد، في حوران  في قضاء الشيخ سعد (ص 16).

[46] -  شبلي، الأب انطونيوس اللبناني: "الآثار المطوية... نبذة أثرية تاريخية"، المشرق، السنة 53، العدد أيار – حزيران 1959، ص 305/313.

[47] -  كانت العبارة هنا بالأصل: "بين حمص وحماه والجزيرة"، ثم قام الكاتب بشطب كلمة "بين"، واستبدلها بكلمة "بجوار"، وشطب "حماه والجزيرة".

[48] -  مخطوط أبرشية طرابلس...، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 177.

[49] -  نقرأ فوق السطر الأول، على مسافة متوسطة بين "أن" وكلمة "نادر" كلمة "أبا"، بحيث يصبح النص: "قيل أن أبا نادر". ونظن الصحيح "نادراً" لا "أبا نادر". تدفعنا لذلك المقارنة مع نص الأب اغناطيس طنوس الخوري.

[50] -  لعل المقصود هو حوالي العام 1700، أو في مطلع القرن الثامن عشر؛ الكتابة المخطوطة هكذا: "عصر سنة 1700.

[51] -  الزريبي، الخورسقف ميخائيل: مخطوط في بعض عائلات القبيات، مرجع سابق.

[52] -  مخطوط تاريخ أبرشية...، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 174 – 175.

[53] -  مقابلاتنا مع أبناء عائلة عبدو، خاصة مع الشيخ فريد عبدو والمحامي الشيخ صبري عبدو.

[54] -  مقابلاتنا مع البعض من أبناء هذه العائلة، لا سيما مع النائب الأسبق الشيخ ميشيل ضاهر.

[55] -  مقابلاتنا مع بعض أبناء عائلتي رعد ومخايل، خاصة مع السيد امطانيوس ابراهيم رعد والسيد الياس رعد. أما المحامي جوزيف مخايل فهو ينفي نفياً قاطعاً أي احتمال للقرابة مع عائلة عبدو.

[56] -  يؤكد النسابة عيسى اسكندر المعلوف قدوم عائلة عطيه من حوران. راجع للمؤلف، دواني القطوف...، مرجع سابق، ص 267: "قدم بنو عطيه من أذرع في حوران إلى لبنان في منتصف القرن الخامس عشر للميلاد وتفرقوا في بلاد عكار ولبنان..."، ولكنه يعود إلى زمن أسبق. وفي شدرا بالقرب من القبيات عائلة تكنى عطيه أيضاً.

[57] -  قام بجمع المعلومات وبوضع التسلسل النسبي في الشجرة المذكورة السيد سامي عطيه، وكان بعمر 82 سنة عندما أجرينا المقابلة معه في العام 1981.

[58] -  سبق لنا طرح مسألة مبادلة الكنيسة عندما استعرضنا عملية تأسيس الرهبنة اللبنانية المارونية لدير لها في دير جانين، وكذلك عندما ناقشنا علاقة السنديانة بالقبيات.

[59] -  هذا ما صرّح لنا به (في مقابلتنا له بتاريخ 10/2/1982) السيد فايز جريج وهو الذي قام برسم الشجرة النسبية لعائلة عطيه، استناداً إلى الجدول النسبي والمعطيات التي جمعها السيد سامي عطيه.

[60]-  الزريبي، الخورسقف، لمحة تاريخية، مرجع سابق.

[61] -  راجع على سبيل المثال: ابن الأثير: الكامل في التاريخ، المجلد 6. دار صادر، بيروت، 1966، لا سيما في أخبار الحوادث من سنة 323هـ حتى سنة 330هـ، ص 246 حتى 297. راجع أيضاً: البطريرك اسطفان الدويهي: تاريخ الأزمنة، مرجع سابق، ص 53 – 54...

[62] -  عبدالله، جوزف: تكوين السلطة السياسية في حوش الأمراء، بحث لنيل شهادة الميتريز في علم الاجتماع السياسي، إشراف د. سهيل القش، الجامعة اللبنانية، معهد العلوم الاجتماعية، بيروت، 1979. أكد لنا السيد كميل بريدي (من زحلة) هذا الانتماء لبريديي لبنان، ص 56 – 57.

[63] -  مقابلات لنا مع بعض أبناء عائلة بريدي.

[64] -  المعلوف، عيسى اسكندر: دواني القطوف...، مرجع سابق، ص 392، حاشية 2.

[65] -  مقابلة مع السيد سعد غصن، وكان بعمر 80 سنة، بتاريخ 8/3/1981.

[66] -  الهاشم، الخوري لويس: تاريخ العاقورا، مرجع سابق، ص 388.

[67] -  بليبل، الشيخ أدمون: تقويم بكفيا...، مرجع سابق، ص 61.

[68] -  المرجع السابق، ص 64 – 65.

[69] -  المرجع السابق، ص 65.

[70] -  شبلي، الأب انطونيوس: "الآثار المطوية..."، مقال سابق، ص 309.

[71] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 173 – 174.

[72] -  إن كلمتي "نجهل اسماهما" شطبتا بخط واحد رقيق، وكتب فوق السطر اسم "أيوب" ثم اسم "حنا". والظن أن هذه إضافة إلى أصل المخطوط.

[73] -  ورد اسم أيوب فوق السطر بين كلمة "الثاني" وكلمة "قرية". وهذه بظننا إضافة أخرى إلى المخطوط.

[74] -  جاء في حاشية في اسفل الصفحة: "حاشية: بقيت هذه الأملاك بتسليم الخوري بطرس (ابن عمه "؟"). ولما توفي أرسلت زوجته بعضاً من الصكوك الخاصة إلى نسيبها المطران إيليا وقفاً إلى دير بكركي".

[75] -  شطبت كلمة ثلاثة ووضع تحتها الرقم 4.

[76] -  جميع هذه المعلومات عن عائلة الزريبي مأخوذة عن : نبذة في بعض عائلات القبيات، وضعها الخورسقف الزريبي، وهي مجموعة أوراق من دفتر فقد قسماً من أوراقه، بدون تاريخ. يرجح الخوري سليم الزريبي تاريخ هذه النبذة في العام 1888، وبرأينا أن التاريخ يجب أن يكون أقرب إلينا بكثير لأن في النيذة أخباراً عن العام 1926. حافظنا على نشر القسم الأكبر من هذه النبذة الخاصة بعائلة الزريبي لما فيها من معطيات عن علاقات الزواج والمصاهرة، وعن الأسماء المعتمدة، وعن بعض العائلات الأخرى.

[77] -  المعلوف، عيسى اسكندر: دواني القطوف...، مرجع سابق، ص 152، حاشية رقم 2.

[78] -  المرجع السابق، ص 478، حاشية رقم 1.

[79] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 172 – 173.

[80] -  المرجع السابق، الدفتر السادس، ص 244.

[81] -  مقابلة مع المرحوم سعد غصن.

[82] -  زودنا بصورة عنها السيد يوسف رشيد غصن، في مقابلة لنا معه. وهي عبارة عن أربع صفحات مطبوعة. الصفحة الأولى كغلاف عليها: "تاريخ آل غصن، 1305 – 1958، لناشره يوسف سليم غصن". لا يوجد أي شيء على الصفحة الأخيرة، بينما تحتوي الصفحتان الثانية والثالثة على نص من مقطعين وقصيدة. وتنتهي: "1958 الشياح، يوسف سليم غصن".

[83] -  مقابلة مع الأستاذ شعلان معيكي، في 3/2/1980.

[84] -  اسحق، فوزي: مرجع سابق، ص 81: "معيكي: جاءت القبيات من العاقورا، وسكنت حي الضهر...". لم يوضح الكاتب مصدره. وهذا أمر لم يذكره الخوري لويس الهاشم في مؤلفه عن العاقورة وعائلاتها.

[85] -  دي تيرازي، الفيكونت فيليب: أصدق ما كان...، ج 2، مرجع سابق، ص 108-109.

[86] -  داغر التنوري، الخورسقف يوسف: لبنان، لمحات في تاريخه وآثاره وأسره، طبعه آميل داغر، مطبعة المرسلين اللبنانيين، جونية، لبنان، 1938، ص 177.

[87] -  المرجع السابق، ص 178 وما بعدها.

[88] -  المرجع السابق، ص 193.

[89] -  المرجع السابق، ص 193.

[90] -  عندما عالج السيد يواكيم الحاج عائلات القبيات، وضع له د. سلوم نبذة عن عائلة قديح، جاء فيها: "من كسروان انتقلت عائلة قديح إلى عكار، في بداية القرن الثامن عشر..."، راجع : يواكيم الحاج، عكار في التاريخ...، مرجع سابق، ج 2، ص 667. لم يحدد د. سلوم مرجعه، ولكنه تقدم بذلك افتراضاً من عنده. وأردف كلامه برفض وجود أي قرابة مع عائلة "قديح" الشيعة (الجنوب) أو السنة (طرابلس)، وفي هذه المسألة احتمال لا يجوز التغاضي عنه.

[91] -  "مخطوط تاريخ أبرشية...، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 178.

[92] -  المرجع السابق، ص 131.

[93] -  قارن مع معلومات الأب اغناطيوس طنوس الخوري السابق الذكر.

[94] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 171.

[95] -  المرجع السابق، ص 177.

[96] -  المرجع السابق، الدفتر الثاني، ص 64.

[97] -  القطب، سمير عبد الرزاق: أنساب العرب، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1968، ص 218.

[98] -  المرجع السابق، ص 254. و"جبل بني هلال: بحوران من أرض دمشق، تحته قرى كثيرة، ومنها قرية تعرف بالمالكية..."، راجع: ياقوت الحموي، معجم...، مرجع سابق، ج 2، ص 103.

[99] -  الجزري، عزالدين ابنالأثير: اللباب في تهذيب الأنساب، ج 3، دار صادر، بيروت، 1980، ص 396.

[100] -  المعلوف، عيسى اسكندر: دواني القطوف...، مرجع سابق، ص 197: "تحالف الأمراء بنو فوارس في البرية وسموا تنوخيين (من تنوخ بمعنى الاقامة) نحو سنة 831م وسكنوا معرة (مغارة) النعمان بجوار حلب وقدموا لبنان وكانوا عشر قبائل منهم التنوخيون والأرسلانيون وآل عبدالله وآل هلال...".

[101] -  المرجع السابق، ص 386: "ينتسب بنو هلال إلى الخوري جرجس هلال الذي جاء بذويه من رأس بعلبك إلى زحلة وبعضهم ارتحل إلى بلودان...".

[102] -  الهاشم، الخوري لويس: تاريخ العاقورا، مرجع سابق، ص 322.

[103] - يقرر فوزي اسحق (القبيات، دراسة...، مرجع سابق، ص 82): عائلة هلال "جاءت من العاقورة إلى القبيات..."، وذلك دون أي تحديد لمرجعه في تقرير ذلك. وكذلك يجعلهم السيد يواكيم الحاج من "أسر العناحلة"، دون توضيح أو تبرير لافتراضه، راجع للمؤلف: عكار...، مرجع سابق، ج 2، ص 527.

[104] -  الرقم غير مقروء بشكل جيد.

[105] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 166.

[106] -  الشدياق، طنوس: أخبار الأعيان في جبل لبنان، مرجع سابق، ج 1، دار نظير عبود. عدد طنوس الشدياق عائلات المشايخ المارونية، وفق الترتيب التالي: (1) الخوازنة ص 71 - 87، (2) الحبيشية ص 88 - 94، (3) بني الظاهر ص 95 - 96، (4) بني الصالح ص 97 - 99، (5) الدحادحة ص 100 - 117، (6) الصعبيةص 118 - 125.

[107] -  المرجع السابق، ص  88.

[108] -  المرجع السابق، ص 91. يذكر البطريرك الدويهي نفس الخبر تقريبأ، بقوله (في: تاريخ الأزمنة، مرجع سابق، ص 392): "والسلطان سليم لكثرة حلمه أمر في عمار البلدان... وعندما عمّر البلاد، قدمت الناس من كل جانب. ... وكذلك النصارى (جاؤوا) من بلاد طرابلس فسكنوا...، والسيخ حبيش بن موسى بن عبدالله بن ميخايل من يانوح في أغزير...".

[109] -  حبيش، خليل رشيد اسكندر: آل حبيش في التاريخ، تقديم فوءاد افرام البستاني، بدون ناشر، 1978، ص 11. ويدعم الكاتب رأيه بكون الحبيشيين من عرب اليمن بذكره "جبل حبيش وفيه قصبة يطلق عليها حالياً اسم "ظاهرة حبيش"، وبلدة أخرى تدعى "صدر حبيش"..." ص 12.

[110] -  المرجع السابق، ص 12 – 13.

[111] -  الخوري، الأب اغناطيوس طنوس الخوري: مختصر تاريخ جبل لبنان، تحقيق الياس القطار، منشورات دار لحد خاطر، بيروت، 1983، ص 64.

[112] -  يذكر الأمير حيدر أحمد الشهابي (في الجزء الرابع من تاريخه، منشورات دار نظير عبود، 1993، ص 1048 – 1049): "وفي سنة 1121 هـ = 1709م تعاظم غرض اليمنية في بلاد الشوف، وتظاهر الأمراء بنو علم الدين بذلك، وساعدهم الأمير يونس أرسلان حاكم الشويفات ومال إليهم من القيسية الشيخ محمود أبو هرموش، وبعض أناس من البلاد. فهرب الأمير حيدر وأرسل أهل بيته إلى كسروان عند المشايخ بني الخازن، واختفى الأمير حيدر في مغائر عزرائيل في جبل الهرمل ومعه نفر من خدمه...، وأرسلوا (اليمنية) أربعين خيالاً من رجال الدولة يطالبون المشايخ بني الخازن بأموال السلطنة. فحضر الشيخ أبو نادر الخازن وأخوه إلى دير القمر يتلطفان في رفع الخيالة عنهما، فعرض عليهما الشيخ محمود كتاباً من المشايخ بني حبيش من غزير يذكرون فيه أن بني الخازن يعرفون مقر الأمير حيدر، وأن عياله مختفية عندهم، وهم الذين يقدمون له الذخائر إلى مكانه. فأنكر الشيخ أبو نادر ذلك وقال إنما هو فساد من بني حبيش...، فأمر الشيخ محمود والأمير يوسف علم الدين بانتقال خيالة الدولة من عند بني الخازن إلى غزير فانتقلوا، ولما أرادوا الدخول إلى غزير منعهم بنو حبيش وقتلوا منهم ثلاثة أشخاص وخمسة أفراس... فغضب الأمير يوسف وركب بعسكر الدولة لحرب بلدة غزير فانهزم الحبيشيون من قدامه إلى نواحي طرابلس، فأحرق غزير ونهبها ... وقيل في ذلك شعر:

                نكب الحبيشيون أعظم نكبة                                             لما أغار عليهم الجمع الغفير

                هذا جزا من زاد في طغيانه                                            فلأجل ذا أرختها ندمت غزير".

          يذكر الشيخ طنوس الشدياق هذه الحادثة (في أخبار الأعيان، مرجع سابق، ص 93) ولكنه يجعلها في العام 1711، والصحيح أنها في العام 1709.

[113] -  حبيش، خليل رشيد اسكندر: آل حبيش...، مرجع سابق، ص 37 و38 و39 و40.

[114] -  مقابلة مع الاستاذ فريد خطار، 8/3/1980.

[115] -  الحاج، يواكيم: عكار في التاريخ...، مرجع سابق، ص 495. وفي برنامج "كتاب وكاتب" Télé Lumière، مرجع سابق، يدعي السيد يواكيم: "عائلة الحاج أصلها من القبيات، وهي العائلة العريقة الوحيدة التي أصلها من القبيات".

[116] -  المرجع السابق، ص 495.

[117] -  المرجع السابق، ص 61، حاشية رقم 2: "حجة أرض موجودة في آخر هذا المقال". نظنه توهم عام1304هـ بعام 1304 الميلادي.

[118] -  الجميل، الخوري ناصر: "سلسلة بطاركة الطائفة المارونية للبطريرك بولس مسعد"، مجلة المنارة، السنة 26، العددان الأول والثاني 1985، ص 55 – 70.

[119] -  المرجع السابق، ص 56، حاشية رقم 10.

[120] -  مختصر تاريخ جبل لبنان، مرجع سابق، ص 82. ورد اسم هذا البطريرك بوصفه البطريرك السابع والأربعين في ساسلة البطاركة الموارنة. وهي السلسلة المشكوك في صحتها وغير المعتمدة إطلاقاً.

[121] -  جاء النص بالأصل باللغة السريانية، وقد تفضل بترجمته لنا الأب سليم الزريبي مشكوراً.

[122] -  الزريبي، الخورسقف ميخائيل: نص مخطوط على الصفحة الداخلية الأولى من كتاب "أخبار الأعيان في جبل لبنان"، في مكتبة الخورسقف المذكور الذي اعتاد على تدوين الكثير من الملاحظات على بعض صفحات الكتب التي كان يقتنيها. يذكر السيد يواكيم الحاج (عكار...، مرجع سابق، ج 2، ص 498) قسماً من هذا النص، لا كله، ويقول أنه "جاء في مذكرات الخوري أسقف مخائيل الزريبي ما حرفيته..." ولكنه لا يشير إلى قرابة عائلة الحاج مع عائلة الخوري في عندقت!

[123] -  راجع: (ABDALLAH, Joseph: Rapports du pouvoir. . ., op. cit. p. 123.)، مقابلة مع السيدين امطانيوس ابراهيم رعد والياس رعد، بتاريخ 22/1/1982.

[124] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 175.

[125] -  الزريبي، الخورسقف: نبذة مخطوطة في بعض العائلات، مرجع سابق، ص 14. يبدو أن الدفتر الذي دون عليه الخورسقف المذكور هذه النبذة فقد الكثير من أوراقه، وكانت الصفحة التي وردت فيها هذه المعلومات عن عائلة الصياح آخر الصفحات. ولذلك لم نتمكن من معرفة مزيد من التفاصيل عنها.

[126] -  الدويهي، البطريرك اسطفان: تاريخ الأزمنة، مرجع سابق، ص 423 – 424.

[127] -  حرفوش، الأب ابراهيم: "الكنوز..."، مقال سابق، المنارة، 1932، ص501.

[128] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 176.

[129] -  المرجع السابق، ص 176.

[130] -  المرجع السابق، ص 176.

[131] -  اسحق، فوزي: القبيات، دراسة...، مرجع سابق، ص 82. لا يحدد المؤلف مرجعه.

[132]-  الحاج، يواكيم: عكار...، مرجع سابق، ج 2، ص 522.

[133]- "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 155.

[134]-  المرجع السابق، ص 157.

[135] -  جعجع، غازي: تاريخ بشري الحديث، (1415 – 1920)، بشاريا للنشر، 1994، ص 22. وجاء في الحاشية 3 من نفس الصفحة: وعين حليا "لفظة سريانية معناها "عين الحلو" وهي بلدة سورية مسيحية...، وتقع تحديداً بين بلودان وسرغايا في إقليم الزبداني من سفح الجبل اللبناني... وكانت هذه البلدة مقسومة شطرين، الأول يسكنه فريق من السريان، والثاني يسكنه فريق من الروم الملكيين. وكانوا يتكلمون جميعهم اببغة السريانية، ولكل فريق كنيسة".

[136] -  دي طرازي، الفيكنت فيليب: أصدق ما كان عن تاريخ لبنان...، المجلد الثاني، بيروت، 1948، ص 63.

[137] -  المرجع السابق، ص 63، حاشية 3: "كيروز: تحريف "كاروز" من اللغة السريانية ومعناها المبشر والواعظ والمنذر". أما غازي جعجع فيقول (في تاريخ بشري...، مرجع سابق، ص 25)، نقلاً عن الخوري فرنسيس رحمه: "أما بنو نار (العناحلة) فجاؤا جمات راشيا وعرفوا بالعناحلة، وتفرعت منهم فروع كثيرة، وسار فخذ منهم إاى بشري وعُرف ببني جمعة أبي كيروز أو خاروز".

[138] -  الهاشم، الخوري لويس: تاريخ العاقورا...، مرجع سابق، ص 318. وعنهاشم العجمي يقول الخوري الهاشم في نفس المرجع ص 75: "كانت العاقورا تتفاخر برجلين الشيخ مالك ... رأس اليمنية والشيخ هاشم العجمي رأس القيسية... أما هذه العصبية فوقعت في الجاهلية بين قيس ويمن فانحاز إلى كل منها قبائل وقد امتدت إلى العاقورا"؛ وص 79: "مالك بن أبي الغيث كان رأس اليمنية والشيخ هاشم العجمي رأس القيسية".

[139] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، الدفتر الثالث، ص 165.

[140] -  المرجع السابق، ص 153.

[141] -  مقابلات لنا مع بعض أبناء هذه العائلة. لقد توصل إلى نفس النتيجة فوزي اسحق في "القبيات، دراسة..."، مرجع سابق، ص 82: "قسطون: جاء مؤسس العائلة من رأس بعلبك إلى قرية شدرا أولاً حيث تزوج إحدى البنات وبعد وفاتها غادر البلدة نهائياً إلى القبيات ليتزوج ثانية ويقيم فيها".

[142] -  الحموي، ياقوت: معجم...، مرجع سابق، ج 4، ص 348. وفيها يقول د. عبدالله الحلو (تحقيقات لغوية...، مرجع سابق، ص 448): "لم تزل اليوم معروفة، وتقع شمالي الغاب قريباً من جسر الشغور. والاسم عبارة عن صيغة التصغير الآرامية... قِسطون من كلمة... قشطا التي هي بالأساس مكيال للسوائل...".

[143] -  المعلوف، عيسى اسكندر: دواني القطوف...، مرجع سابق، ص 222.

[144] -  حبيقة، الخورسقف بطرس: تاريخ بسكنتا وأسرها، 1946، (أعادت الحركة الثقافية في بسكنتا طباعة هذا الكتاب ونشره)، بدون تاريخ، ص 145.

[145] -  المرجع السابق، ص 145 – 146.

[146] -  لفظة "القبية" فيها حرف الباء غير واضح بشكل جيد. ولا نعرف في عكار موضعاً بهذا الاسم، ونظن المقصود هو القبيات التي سيذكرها بوضوح لاحقاً.

[147] -  المرجع السابق، ص 147.

[148] -  المرجع السابق، ص 147.

[149] -  المرجع السابق، ص 183.

[150] -  "مخطوط تاريخ أبرشية..."، مرجع سابق، ص 157.

 

the Chapters of the book, click on the title to read it: 

Detailed Contents

Part2-Chap1

Part3-Chap1

Part4-Chap1

Introduction

Part2-Chap2

Part3-chap2

(Kobayatian Families)

Part4-Chap2

Part1-Chap1

Part2-Chap3

أحياء القبيات

Part4-Chap3

Part1-Chap2

 

References

2000 STAREAST, Inc. All Rights Reserved.

Webmaster Eng.Elie ABBOUD

Back